الجمعة 02 مايو 2014 07:59 مساءً في حي اكتوبر بخور مكسر ومنذ 40 عاماً تقطن في احد عمارات ذلك الحي اسرة متواضعة مستورة الحال هي اسرة المهندس عثمان علي صويلح وزوجته فتحية معتوق وولديهم قيس وقيصر الذين مازالوا في سن الطفولة. فتحية معتوق اصبحت هي المسئولة عن ادارة شؤون تلك الاسرة بعد ان قعد المهندس عثمان على كرسي المعاقين اثر مرض الم بجسده النحيل. ثلاث شقق بالإضافة الى شقة المهندس عثمان تتكون منها العمارة سكن تلك الشقق الثلاث جميعها اسر من اصول جنوبية كانت تربطهم علاقة حميمة ليس فقط مع اسرة المهندس عثمان بل مع كل سكان حي اكتوبر وحي اكتوبر كغيرة من احياء عدن كان مفعم بأجواء المحبة والتسامح بين اهاليه ليس لأنهم تجمعهم قبيلة واحدة فحسب ...فهذا منزل الحضرمي وبجواره منزل اليافعي وخلفهم منزل الشبواني والضالعي والبدوي والمهري ...الخ بل تجمعهم ثقافة المدينة وعبق العادات والتقاليد العدنية التي فطروا عليها وأرضعتهم اياه الحاضرة عدن . ولكن حرب صيف 1994م اكدت لكل بسطاء المدينة ان دوام الحال من المحال فحلت الفوضاء بدل السكينة والباطل بدل الحق ولبس اللص ثوب المناضل...الخ. الوافدين الى المدينة من ابناء الشمال بمعية جيشهم الجرار جاءوا يلتهمون الاخضر واليابس يستولون على حقوق اولئك البسطاء من منازل وأراضي بغير وجه حق بل بقانون لا يوجد في اي مكان في العالم (قانون الفيد ) . نالت العمارة التي تقطنها اسرة المهندس عثمان نصيبها من الويل والثبور الذي صبغت به مدينة عدن اثر تلك الحرب وذلك بقدوم واحد من المتنفذين من ابناء الشمال عارضاً على كل سكان العمارة رغبته بشراء كل شقق العمارة وهنا بداء مسلسل العذاب لأسرة المهندس عثمان خصوصاً بعد ان تمكن ذلك المتنفذ على اقناع جيرانهم الثلاثة على البيع . رفضت فتحية معتوق ومعها زوجها بيع منزلهم باعتباره كل مايملكونه من هذا العالم وباعتباره الثروة التي ينون تركها لولديهم، وقابل ذلك الموقف اصرار المتنفذ على الشراء ولأجل ذلك بداء يمارس كل صنوف الترهيب بدأت بمحاولة اختطاف ابنها والطرق على باب منزلهم في اوقات متأخرة من الليل(ليوهمهم ان العمارة يسكنها الجان) وتوصل به الامر الى اتهام ابنها(قيصر 15 عاماً) بأنه احد نشطا الحراك ولكم تعرض منزلهم للتفتيش من قبل قوات يزعمون انهم يتبعون جهات امنية الامر الذي اضطر تلك الاسرة الى ترحيل ولدهم للعيش في قريتهم ومسقط راس الام والأب في شبوة ..الخ وكان بين فترة وأخرى يبتدع شكل من اشكال الترهيب وبعد كل حادثة يأتي ليعرض عليها شراء المنزل استمر هذا الحال قرابة اربع سنوات امام اصرار الماجدة فتحية معتوق على التمسك بمنزلها فغضب غضباً افقده صوابه،وفي صبيحة18 ابريل قام بالتنسيق والتواطؤ مع قيادات امنية بالمحافظة بإحضار طقم عسكري تابع للأمن المركزي وعليه مجموعة من الجنود مدججين بالأسلحة قاموا بتطويق المنزل ومن ثم تقدم احد الجنود الى باب المنزل وطرق عليه بشدة فردت عليه فتحية فطلب منها ان تفتح الباب فرفضت معللة ذلك بأنه لا يوجد في البيت سواها وزوجها المقعد فاضطروا لكسر الباب منتهكين حرمة ذلك البيت ومن ثم الاعتداء على فتحية بالضرب وكسرت يدها وبسبب الجلبة التي احدثوها باقتحام المنزل سمع الاهالي وخرجوا لمساندة تلك الاسرة فأطلق افراد الطقم اعيرة نارية في الجو محذرين اي شخص من الاقتراب ومن ثم لاذوا بالفرار وكان لتلك الحادثة وقع نفسي على شباب الحي فخرجوا لنصرتها وعبروا عن سخطهم بالخروج بمظاهرات رافعين لافتات منددة بما حدث. وبهذا تكون فتحية معتوق قد جسدت وبشكل مصغر قضية شعب الجنوب وأصبحت العمارة وطن ولا يسعني إلا ان اقول لجحافل المحتل انه مثلما افشلت فتحية خطط ذلك المتنفذ ورغبته الجشعة في تكوين اموال وثروات على حساب المقهورين سوف يفشلون وينسحبون خاسئين امام صمود ابناء الجنوب وإصرارهم على استعادة دولتهم ويصبح رهانكم على من ساندكم من ابناء الجنوب (البياعين) وهم قلة رهان خاسر...وستدركون في نهاية المطاف ان ادواتكم القمعية لن ترهب ولن تغير مواقف الاحرار. عدن الغد