كتب - محمد حافظ: رغم مرور أكثر من 6 أشهر على تطوير طريق الكورنيش بتحويل الدوارات إلى إشارات ضوئية.. إلا أن الزحام والاختناقات المرورية أوقات الذروة وحوادث الدهس مازالت أبرز سمات الطريق الذي يعول عليه الكثيرون أمالاً كبيرة ليكون واجهة حضارية للدولة تعكس التطور العمراني الذي تشهده البلاد. ويؤكد مواطنون ل الراية أن خطة التطوير أغفلت إنشاء أنفاق وجسور للمشاة لحماية أرواح المشاة، وتجنب الاختناقات المرورية التي يسببها الإغلاق المستمر للإشارات لتسهيل عبور المشاة، لافتين إلى أهمية تكثيف الحملات التوعوية المرورية بين طلبة المدارس والعمال والسائقين، و نقل الوزارات خارج الدوحة للحد من الزحام المروري، والعمل على زيادة معايير الأمن والسلامة على الطرق، والتشديد الصارم على مدارس تعليم القيادة. وطالبوا باعتماد خطة تطوير الكورنيش سياحيًا وإضافة عدد من المرافق الهامة مثل الكافيتريات وأكشاك بيع المشروبات والوجبات السريعة وتحويل الممشى المتاخم للبحر إلى ممشى لممارسة الرياضة ومضمار للدراجات وإقامة مناطق خاصة بالعائلات. وكانت دراسة حديثه أجراها مركز قطر لدراسات السلامة المرورية بجامعة قطر قد كشفت أن حالات وفيات حوادث الطرق خلال السنوات الست الماضية (بين 2007 و2012) بلغت حوالي 1289 حالة، وبتكلفة إجمالية تُقدّر بأكثر من 17.6 مليار ريال تقريبًا.. كما شهدت تلك الفترة وقوع أكثر من مليون حادث. وأوضحت الدراسة أن تكلفة الحوادث المرورية في قطر خلال عام 2007 فقط بلغت نحو 2.5 مليار ريال تقريبًا وصولاً إلى 3.2 مليار ريال تقريبًا عام 2012، الأمر الذي يُشير إلى أن قطر تنفق ما يقارب 2.7 % من الناتج المحلي الإجمالي على الحوادث المرورية سنويًا. أوضحت إحصاءات مؤسسة حمد الطبية أنه يتم إدخال 1700 مصاب إلى قسم الحوادث والإصابات في مستشفى حمد العام سنويًا، وقد ارتفعت نسبة المشاة الذين تعرضوا للإصابة من 10% في العام 2007 إلى 12% ولا تزال أعداد المصابين في تزايد متواصل. وأكدت أن المشاة هم الأكثر عرضة للحوادث نظرًا لعدم وجود حواجز تفصل بينهم وبين مستخدمي الطرق الآخرين، وأشارت الإحصائيات المتعلقة بسلامة المشاة في قطر إلى أن 92% من ضحايا الحوادث المرورية من المشاة هم من الأجانب، غالبيتهم من العمال وأن واحدًا من بين كل 6 من المصابين في هذه الحوادث يكون طفلاً دون 14 عامًا من العمر. وتشير الأرقام إلى أن حوادث الدهس تمثل 35% من الوفيات الناجمة عن الحوادث، كما أن نسبة الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق وصلت في قطر إلى 9 حالات لكل 100 ألف نسمة خلال 2012. أزمة الزحام في البداية، حسن العمادي يقول: شارع الكورنيش من المحاور الهامة في الدولة لكونه محورًا مروريًاا وشريانًا رئيسًا يربط مناطق عدة، ولكنه أيضا شارع سياحي ومتنزه للمواطنين والمقيمين والسائحين الوافدين للبلاد ومشروع تطوير الكورنيش بالرغم من كونه مشروعًا هامًا وحيويًا إلا أنه حتى الآن لم يرتقِ إلى الوضع المأمول منه وظهر مبتسرًا ويحتاج إلى مزيد من الأفكار التطويرية لكونه لم يحقق حتى الآن المأمول منه ليمثل واجهة حضارية للبلاد ومعلمًا سياحيًا، كما هو الحال في أي دولة في العالم لها طريق بهذا الحجم يطل على واجهة بحرية. وأضاف إن تحويل الدوارات القديمة إلى إشارات لم يفك الاشتباك المروري والزحام الموجود على مدار الساعة، وذلك لأنه لم يأتِ بجديد ولم يقدم حلولاً ذكية للزحام بل حول الزحام من أمام الدوارات إلى الإشارات ولم يقدم حلاً لمشكلة الرجوع للخلف أو الدوران للخلف، فبات لزامًا على من يريد الدوران للخلف أن يذهب للإشارة ويستدير من ناحيتها وهو ما يخلق زحامًا كبيرًا أمام الإشارات ويعرقل السير بطول الشارع. وأشار إلى أن الحل بسيط لتلك المشكلة وهي عمل فتحات عرضية بالطريق قبل الإشارات للسماح للسيارات بالدوران للخلف دون أن تصل للإشارة ولدينا ميزة في الكورنيش أن به جزيرة كبيرة تسمح بإنشاء مسار من خلالها ولا داعي لوجود إشارة. تعرقل السير وقال: مشكلة عبور المشاة تبقى هي الأخرى غاية في الخطورة على سبيل المثال نلاحظ أن الأطفال والعائلات ممن يستخدمون الطريق، خاصة خلال الفترة المسائية للعبور لحديقة الرميلة باتجاه البحر في الكورنيش يتخطون السيارات المسرعة، معرضين حياتهم وحياة أطفالهم للخطر وفي السابق كانت هناك إشارة للمشاة في هذه المنقطة، ولكن تم إلغاؤها، وحسنًا فعلوا، فالإشارات على الطرق السريعة تعرقل السير وتسبب الزحام، والمفترض أن يتم عمل جسور لعبور المشاة، وهذه الجسور لن تكلف الكثير، خاصة أنها من التركيبات المعدنية ويمكن تزويدها بالسلالم " الدرج الكهربائي " واسانسير لذوي الإعاقة وكبار السن، كما هو الحال في دول كثيرة لتأمين عبور المشاة من الجانبين بعيدًا عن خطر تعرضهم للدهس. وأكد أن الكورنيش يحتاج إلى مزيد من التجميل سواء بالتشجير أو بعمل نوافير مياه بأشكال وألوان جذابة وإنارة الممشى المطل على البحر وعمل كافيتريات أو أكشاك لتقديم المشروبات الباردة والوجبات السريعة لرواد الكورنيش الذي يمثل ثورة لم يحسن المسؤولون استغلالها حتى الآن. حوادث الدهس ويقول محمد العنزي: مشروعات إنشاء الطرق الحديثة تستوعب الزحام الشديد في المناطق الذي يتواكب مع التوسع العمراني، وقد تم إنشاء العديد من الطرق الرئيسة والجسور والأنفاق في كل مكان، إلا أن اللافت أن تلك المشروعات أدت إلى هيمنة المركبات على الطرق على حساب المشاة الذين يستخدمون الطرق للعبور إلى الضفة الأخرى من الشارع ويبدو ذلك جليًا في طريق الكورنيش الذي تم إلغاء إشارات المشاة فيه بالكامل على الرغم من أنه الطريق الوحيد الذي يشهد حركة سير كبيرة من قبل المواطنين والمقيمين لكونه منطقة تنزه وممارسة للرياضة، وهو ما يهدد حياتهم بالخطر جراء عبورهم الطريق دون أي ضمانات سواء إشارات أو أنفاق أو جسور للمشاة. وتساءل: لماذا لا تلزم هيئة الأشغال الشركات المنفذة لمشاريع الطرق أن تقوم بإنشاء أنفاق وجسور تربط بين الشوارع لتسهيل عبور المشاة لتفادي وقوع إصابات وحوادث سير؟ لافتًا إلى أن معظم شوارعنا الرئيسة تخلو من وجود هذه الجسور والأنفاق ما يدل على إهمال وعدم مبالاة من قبل الجهات المنفذة إنشاء مشاريع الطرق في البلاد. توعية المشاة وأكد أن هناك الكثير من المشاة الذين يستخدمون الطريق ليست لديهم ثقافة بطرق السلامة المرورية، خاصة الأطفال الصغار والعمال القادمين من أوطانهم الذين كانوا يعيشون في مناطق نائية وقرى بعيدة، ولأجل هؤلاء غير المدركين خطورة الطريق يجب أن تتعاون جميع الجهات الرسمية ووسائل الإعلام لتثقيفهم من خطورة استخدام الطريق بطريقة غير سليمة، كما أن وجود الأنفاق والجسور في الطرق يمنع حصول تلك الحوادث الخطرة وعندما تكون الشوارع محيطة بالسياج والأسلاك المانعة للعبور سوف يضطر المشاة لاستخدام تلك الأنفاق والجسور، ولكن نلاحظ للأسف أن هناك بعض السائقين الذين لايراعون وجود نساء أو أطفال في الطريق فيقومون بقيادة السيارة بسرعة زائدة غير مبالين بوجود أطفال أو نساء ولايقومون بالتوقف لتسهيل عبورهم الطريق ما يسبب إرباكًا لهم. وأضاف لو كانت هناك أماكن للعبور أو إشارات في كل شارع أو جسور لكان في خدمة الجمهور من الأطفال والنساء لضمان سلامتهم، كما تعد الجسور والأنفاق من المشاهد الحضارية للمدينة. وطالب بأهمية إنشاء أنفاق للمشاة في أماكن متفرقة على الكورنيش، خاصة تلك التي تشهد زحامًا من المواطنين لتأمين عبورهم بسلاسة، لأن الأنفاق أفضل بكثير من الإشارات الضوئية، لأنها تعرقل السير، كما أن الجسور تحتاج إلى جهد في صعود الدرج خاصة مع ذوي الإعاقة وكبار السن. الطابع السياحي ويشير عبد الله الملا إلى أن هيئة الأشغال العامة "أشغال" نجحت بشكل كبير في مشروع تطوير الكورنيش سواء من حيث إلغاء الدوارات واستبدالها بإشارات أو من خلال تحسين الطريق ورصفه وتمهيده، وأصبح الشكل العام جيدًا إلا أن الملاحظ أن هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى إعادة نظر فيها من أجل أن تتماشى جهود التطوير مع ما يطمح إليه المواطنون ويتمنون وجوده في هذا الشريان الحيوي الذي يقصده كل سكان الدوحة للترفيه والتنزه وممارسة الرياضة أو للعبور لمناطق أخرى. ويضيف: من بين هذه الأمور إضفاء الطابع السياحي على الكورنيش ليبقى المتنزه الأهم في الدولة، والحمد لله فضلنا الله بكل هذه المساحة المطلة على الخليج إلا أنها غير مستغلة تمامًا، ولذلك يجب عمل خطة لتطوير الكورنيش سياحيًا من خلال التوسع في أعمال التجميل والتشجير بطول الطريق والاهتمام بزيادة أعداد الكافيتريات أو الأكشاك التي تقدم المشروبات والوجبات السريعة وكذلك زيادة أعداد دورات المياه وتزويد الممشى المطل على الكورنيش بمضمار لممارسة رياضة المشي والجري ومسار للدراجات، علاوة على التوسع في إيجاد مقاعد وأماكن مناسبة، خاصة للعائلات وغيرها من الأمور وأكد أنه بالنظر إلى الزحام المستمر على الكورنيش وهي مثلها مثل شوارع كثيرة تحتاج لحلول هندسية، ومن وجهة نظري فإن المشكلة تكمن في الدوران للخلف وهي في طريق الكورنيش مرتبطة بشكل كلي بالإشارات، ولو أمكن عمل مسارات للرجوع للخلف فقط فإنها ستحل مشكلة كبيرة في الزحام أمام الإشارات، علاوة على ضرورة التوسع في المحاور العرضية لتلافي الزحام في نقاط كثيرة، أما فيما يتعلق بمشكلة عبور المشاة فحلها الوحيد هو عمل أنفاق عرضية ليتمكن المشاة من العبور من خلالها للجهة المقابلة لتفادي عدم تعرض المشاة للدهس أو تعطيل حركة سير السيارات وتسبب الزحام. وأكد التزام الهيئة بالعمل والتنسيق مع الجميع للمساهمة في نهضة قطر وترحيبها بأي أفكار أو مقترحات أو استفسارات من المواطنين والتواصل معهم من خلال مركز الاتصال الخاص بالهيئة. الدوحة - الراية: أكد مصدر بهيئة أشغال لالراية أن الشكل الحالي للكورنيش مازال مؤقتًا حتى الآن وهناك مشروع ضخم لتطوير الكورنيش وجعله وجهة سياحية، كما سيتم توسعته في الاتجاهين من ناحية البحر ومن الناحية الأخرى وعمل مجمع كبير لمواقف السيارات متعدد الطوابق وسيتم الإعلان عنه قريبًا. وكشف عن طرح مناقصة لتنفيذ مشروع الخطة الشاملة لمعابر المشاة في مختلف المناطق ويشمل شارع الكورنيش، لافتًا إلى أن المشروع سيتضمن دراسة احتياجات عبور المشاة في جميع الطرق ويشمل شارع الكورنيش ومن المتوقع أن يتم ترسية المشروع قريبًا. وأعلن عن الاستعانة بشركة عالمية لدراسة مشروع ربط الإشارات الضوئية لعبور المشاة بتلك الخاصة بقائدي السيارات، لافتًا إلى أن الهيئة بصدد اعتماد المشروع لضمان الراحة والسلامة للمشاة دون تعطيل الحركة المرورية. جريدة الراية القطرية