قال الانفصاليون في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا أمس، إنهم سيدرسون دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتأجيل استفتاء على استقلال المنطقة خلال اجتماع لجمعيتهم الشعبية اليوم، وذلك بعد أن دانت الولاياتالمتحدة وأوروبا خطط الانفصاليين لإجراء الاستفتاء الأحد المقبل في إقليمي دونيتسك ولوغانس شرق أوكرانيا، فيما قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إنها ستقترح قريباً «خارطة طريق» لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا. وتفصيلاً، قال زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، دينيس بوشيلين «سنبحث تأجيل الاستفتاء في إقليمي دونيتسك ولوغانس شرق أوكرانيا في جمعية الشعب». وأضاف «نكن خالص الاحترام للرئيس بوتين، إذا كان يرى أن هذا ضرورياً فسنبحثه بالطبع». جاء ذلك بعد أن دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانفصاليين في شرق أوكرانيا إلى تأجيل الاستفتاء المزمع في 11 مايو على وضع المنطقة التي تسكنها أغلبية ناطقة بالروسية. وكان بوتين يتحدث بعد محادثات مع رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، السويسري ديدييه بيركالتر، الذي قال إن المنظمة المعنية بالأمن وحقوق الإنسان ستقترح قريباً «خارطة طريق» لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا. دعت المنظمة إلى تعليق الأعمال العدائية للسماح بإجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا. وخلف متاريس الإطارات ومصدات السيارات وخلف المسلحين الملثمين الذين يسيطرون على مبنى الإدارة القذر في دونيتسك، جلس رجل يرتدي حلة في مكتب أنيق يعمل على جهاز كمبيوتر «آي ماك» للتحضير لاستفتاء على تمزيق أوكرانيا، ولا يخفي هذا الرجل رومان لياجين (33 عاماً) رئيس اللجنة الانتخابية في الجمهورية التي أعلنها المتمردون بغضه للمسلحين الذين سيطروا على المدينة قبل نحو شهر، لكنه يشاركهم أهدافهم. وقال لياجين ل«رويترز»: «كل ثورة تكدس نصيبها العادل من المجانين، (لكننا) لم نعد نستطيع العيش ببساطة داخل أوكرانيا.. أوكرانيا بالفعل قالت لنا مع السلامة». إذا لم تكن كييف قد فقدت منطقتها الشرقية الصناعية بالفعل فالاحتمالات كبيرة أن يحدث ذلك يوم الأحد عندما يدلي الناخبون في ما يعرف باسم «حزام الصلب والفحم» بأصواتهم في استفتاء على الانفصال. وكثير من الناخبين من أصول روسية، أو يعتبرون اللغة الروسية لغتهم الأصلية. وما سيحدث بعد ذلك سيحدد ما إذا كانت أوكرانيا التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة ستنزلق إلى حرب أهلية أم تستقر على جمود الصراع الجاري بما يعرقل أي خطط لدمجها في مؤسسات العالم الغربي لسنوات مقبلة. ولن يشارك مراقبون من الغرب في متابعة الاستفتاء، وأثار غيابهم اتهامات بأن الاستفتاء سيشهد تلاعباً. وسيدلي الناخبون في منطقة لوهانسك المجاورة الواقعة على الحدود الروسية بأصواتهم أيضاً في الاستفتاء. ووصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاستفتاء بأنه مفتعل ومزيف. وقال في مؤتمر صحافي بواشنطن «نحن نرفض رفضاً باتاً هذه المحاولة غير القانونية لتقسيم أوكرانيا». وأضاف كيري في مؤتمر صحافي مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن هذه الخطوة تسعى إلى تعميق الانقسام في أوكرانيا، مضيفاً أنه سيناقش مع نظرائه الأوروبيين الأسبوع المقبل الخطوات المقبلة، محذراً روسيا من أن واشنطن ستفرض عقوبات أقوى ستضر الاقتصاد الروسي إذا سعت موسكو لإرباك الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة في 25 من هذا الشهر. وقالت آشتون، إن الاتحاد الأوروبي يدعم حق أوكرانيا في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، داعية موسكو للسماح بإجراء الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة لتمكين الشعب الأوكراني من تحديد مستقبل بلاده. وعلى الصعيد الميداني، أعلنت القوات الأوكرانية أنها استعادت السيطرة على مبنى البلدية في مدينة ماريبول شرق البلاد بعد معارك شرسة مع مسلحين موالين لموسكو، بينما قتل مسلح وأصيب آخرون في اشتباكات بين القوات الأوكرانية ومسلحين من شبه جزيرة القرم في مدينة سلافيانسك شرق البلاد. وقال شهود عيان إن المسلحين القادمين من القرم اشتبكوا خارج المدينة مع القوات الأوكرانية التي حاولت قطع الطريق على المسلحين. الامارات اليوم