دبي - علاء البدري: أظهرت نتائج دراسات محلية حديثة، أن معدل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي ودخول المستشفيات ارتفع بنسبة تصل إلى 25% في السنوات القليلة الماضية، وتشير التقديرات إلى وجود طفل بين كل خمسة أطفال ممن يعانون الربو في الدولة، مع وجود نحو 40% ممن يعانون نوبات الربو الناتجة عن التهاب وحساسية الأنف . وتتوقع الأبحاث والدراسات الطبية المتخصصة، أن ترتفع نسبة حساسية الجهاز التنفسي إلى نحو 70% في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ال 25 عاماً المقبلة، ومن المتوقع أن يصبح ثالث سبب رئيسي للوفيات في المنطقة بحلول عام ،2020 في حين يتوقع أن تبلغ كلفة علاج الربو والحساسية للحالة الواحدة ما يقرب من 500 دولار . وكشف الدكتور بسام محبوب الاستشاري ورئيس قسم الطب الرئوي بمستشفى راشد في دبي، أن 9 .1% من سكان دولة الإمارات يعانون مرض الانسداد الرئوي المزمن، وأن 13 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعانون المرض المزمن، علاوة على ذلك يعاني 37% من المرضى في الإمارات أزمات رئوية ذات تأثيرات مستدامة . وحذر من انتشار أمراض الجهاز التنفسي، خاصة مرض الانسداد الرئوي المزمن، وتسارع وتيرة انتشار المرض والسعال المرافق له في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مطالبا بضرورة نشر الوعي حول أهمية المعالجة الدورية للمرض المزمن، ونتائجها المفيدة للمرضى على المدى الطويل . وأفاد أن أمراض الجهاز التنفسي على وشك أن تصبح السبب الرئيسي الثاني للوفيات حول العالم، وإن أمراضاً مثل الانسداد الرئوي المزمن في طريقها لأن تتصدر أعباء ميزانيات الرعاية الصحية . وقال إننا كأطباء وخبراء في الطب الرئوي نعمل على معالجة المسائل المرتبطة بالمرض، بدءاً من انتشاره وصولاً إلى التشخيص والعلاج المتطور، مشيراً إلى أنه على الرغم من انتشار مرض الانسداد الرئوي المزمن وتأثيره السلبي للغاية على كل من نوعية الحياة وحيوية المرضى، غير أن الجهود المبذولة لتشخيص المرض وعلاج الأشخاص المصابين لا تزال محدودة . وأضاف الدكتور بسام محبوب أن أحد أسباب ذلك يعود إلى عدم إدراك تأثير بقاء مرض الانسداد الرئوي المزمن دون تشخيص على قطاع الرعاية الصحية، فقد يفترض مزودو الرعاية الصحية أن المرض الذي لا يتم تشخيصه لا يكلف شيئاً لعلاجه، ولكن عدم تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن يكلف في الواقع قطاع الرعاية الصحية الآلاف من الدولارات سنوياً عن كل حالة . وأوضح، أن مرض الانسداد الرئوي المزمن المنتشر بين المدخنين بشكل خاص، لا يزال يشكل قلقاً كبيراً على الصحة العامة، ونظراً للانتشار المتزايد للتدخين في الشرق الأوسط، فإن معدلات الإصابة بالمرض مستمرة في الارتفاع، في ضوء النقص الكبير في التشخيص والعلاج، مبيناً أن أعباء العلاج والسيطرة على هذا المرض، الذي بالإمكان الوقاية منه والتحكم به، سرعان ما تستنزف الأموال المخصصة لمؤسسات الرعاية الصحية العامة إذا استمر ارتفاع نسبة المرضى غير الخاضعين للعلاج . وأكد محبوب أهمية العلاجات الجديدة التي أطلقت مؤخراً لتوسيع الشعب الهوائية، وعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن، مشيراً إلى التأثير الطبي الإيجابي لهذه الأدوية على المدى القصير، مضيفاً أن هناك أدوية جديدة تحقق نتائج فاعلة لمرض الانسداد الرئوي المزمن، بما في ذلك العلاجات المضادة للالتهابات والعلاجات التي تضبط معدل إفراز المخاط، إضافة إلى التقنيات الحديثة للمنظار الشعبي التداخلي للوصول إلى تقليص حجم الرئة . الخليج الامارتية