* * * * مرحلة المراهقة عند البنات.. هي الفترة الأكثر حرجاَ بالنسبة للإناث لما فيها من تبدلات وتغيرات نفسية تمر بها المراهقة وتبدو واضحةً وتنعكس على سلوكها، وهي تغيرات ناجمة عن التحولات الفيزيولوجية والهورمونية فبعض الفتيات تمر بهذه التبدلات دون أن تشعر بتعقيداتها، وبعضهن الآخر يتأثر بها ويضطرب وذلك وفقاً لطبيعة كل فتاة. ومن أهم التبدلات النفسية لمرحلة المراهقة عند البنات والتي تعاني منها غالبية الفتيات، القلق وارتباك وتبدل المزاج، عدم الشعور بالإطمئنان وعدم الإستقرار، الشعور باليأس والإكتئاب والميول للإنعزال. كما يحدث في مرحلة المراهقة عند البنات، أن تصاب بعضهن بنوبات من التصرفات المتسمة بالرعونة والخشونة والعنف تعقبها نوبات معاكسة من الكسل والإنزواء، أو الخجل والحياء الشديدين والتلعثم بالحديث واحمرار الوجه أمّا فئة من الفتيات فقد يتصفن في مرحلة المراهقة بالعناد وعدم الإستماع إلى نصح من هم أكبر منهن سناً، مما يؤدي إلى احتكاكات وصدامات معهم، وفي هذه الحالة، فإنه يتوجب على الأم، ألا تستعمل الشدة إطلاقاً مع ابنتها طالما أن العناد لم يصل إلى درجة تؤدي إلى الإنحراف، وتُنصح الأم بأن تجعل مراقبتها لابنتها تأخذ منحى الرعاية المكللة بالحنان بدلاً من استخدام الخشونة والتوبيخ. كما يحدث أن يسيطر الخوف من أمور تافهة مثل الظلام والحيوانات كالقطط والكلاب وتصور أشباح على بعض الفتيات، وفي مثل هذه الحالة، فلا داعي لنهرها وإجبارها على عدم الخوف منها لأن هذه المخاوف سرعان ما تزول تدريجياً. وتتسم الفتاة في مرحلة المراهقة بأنها خيالية وحالمة وكثيراً ما تستسلم لأحلام اليقظة، فلا تعود ترضى بالظروف المعيشية التي تعيشها وهذا أمر يجب على الأهل تفهمها. أمّا الصراعات الداخلية التي تعانيها المراهقة، فيمكن إيجازها بما يلي: - الرغبة في الاستقلال المادي والعاطفي، ففي الوقت الذي ترغب فيه بالاستقلال والاعتماد على النفس والتحرر المادي بكل معنى الكلمة، نجدها في مجتمعنا محتاجة إلى الاعتماد على الأبوين للحصول على الأمان المعنوي والسند العاطفي والماديات التي يوفرها الوالدان والمحيطون بها في أقارب. - صراع البحث عن الذات، وفي هذه المرحلة تمر المراهقة بصراع البحث عن الذات، أو تحديد " الهوية " فهي تخاف من أن تكون لا شيء، وفي الوقت نفسه تخاف من تقليل صورة شخص آخر، وهي لذلك تنطلق لمواجهة العالم لتخوض بنفسها التجربة، ولكنها تجد نفسها مقيدة بالتقاليد والعادات والأعراف الأسرية العميقة تحيط بها كما يحيط بها البرج العالي بأمير الأحلام. - تضارب القيم بين ما تعلمته في الطفولة وآمنت به من تعاليم ومبادئ في المدرسة ومن الأسرة، وبين ما يمارسه الكبار في المجتمع والحياة اليومية، ما يؤدي إلى وقوعها في حيرة من أمرها، فيدخل الشك في نفسها وتصبح عاجزة عن التفرقة بين الصواب والخطأ. وهناك العديد من الاضطرابات النفسية قد تبرز في مرحلة المراهقة عند البنات وبدرجات مختلفة، مثل الاكتئاب، والفصام الذهني والهستيري وكلها قابلة للشفاء على يد أطباء الطب النفسي ويميل بعض الباحثين، على الرغم من اعترافهم بأهمية الأسباب الوراثية أو الهورمونية لهذه الأمراض والانحرافات، إلى الاعتقاد بأن للبيئة المنزلية بشكلٍ خاص والمجتمع، بشكل عام، المقام الأول في التسبب بحدوثها، وتتلخص بعدم التكليف مع البيئة والمجتمع وبخيبة الأمل والإحباط عند هؤلاء المراهقين. هناك الكثير من الخصائص التي تميز مرحلة المراهقة ومنها: - البلوغ الجنسي: وهذه من أكثر التغيرات الخارجية التي تحدث للمراهق سواء أكان ذكر أو أنثي لكي يكون الولد شاباً ناضجاً وتكون الطفلة فتاة جميلة. وتنتهي مرحلة الطفولة لديهم, ولكن تلك التغيرات الجنسية تكون من أصعب التغيرات التي يمكن أن يفاجئ بها المراهق, وتتوقف سرعة البلوغ الجنسي لدي المراهق علي عدة عوامل منها اختلاف الجنس ما بين الذكر و الأنثى فعادة يكون البلوغ الجنسي أسرع لدي الفتاة وأيضاً يتوقف علي العوامل الوراثية ,ونوع وكمية الغذاء الذي يتناوله المراهق وعلي البيئة الجغرافية فتختلف من بيئة حارة وبيئة باردة . - النمو الجسمي السريع: أيضاً تتميز مرحلة المراهقة بسرعة النمو الجسمي للمراهق فيكتمل نمو جسده ليصبح شخصاً ناضجاً. - التغير الواضح في التفكير: يصبح المراهق في هذه المرحلة ذات تفكير خيالي فتبتعد أفكاره عن الواقع الذي يعيشه ,وتصبح أفكار خياليه وأحلام ورديه فيتخيل أشياء كثيرة ويحلم بالأشياء التي يتمناها - تأرجح الانفعالات: تكون انفعالات المراهق في هذه المرحلة غير ثابتة فيمكن أن ينفعل بسبب أشياء بسيطة ,أيضاً تكون مشاعره كبيرة جداً ويصبح أكثر حساسية فيمكن للمراهق أن يحب ويعجب بأي شخص يقابله ,ولذلك ينصح بعدم الارتباط في فترة المراهقة لأن المشاعر والانفعالات في تلك المرحلة تكون متقلبة وغير ثابتة. - السعي إلي الاستقلال ومحاولة إثبات الذات: يلجأ المراهق إلي الاستقلال بذاته في تلك الفترة فيحاول أن يصنع لنفسه أسلوب وطريقة خاصة في حياته ,ويحاول أن يستقل عن والدية ويبتعد عن الاعتماد عليهم في القيام بالأشياء التي تخصه وذلك لكي يثبت لذاته ,وليثبت لهم أيضاً انه لم يعد صغيراً مثلما كان في الماضي وإنه أصبح شخصاً يعتمد عليه .- محاولة إشباع الرغبات الجنسية: البلوغ الجنسي لدي المراهق تعمل علي ظهور الرغبة الجنسية لدية تدفعه تلك الرغبة علي القيام بإشباعها ولكنه يصطدم بالعادات والتقاليد المجتمعية والدينية. - الحركة الزائدة وإشباع الدوافع الاجتماعية: يحرص المراهق في هذه المرحلة علي تكوين علاقات اجتماعية كثيرة وتكوين العديد من الأصدقاء والاختلاط علي المجتمع الذي يحيط به لكي يغرس نفسه في ذلك المجتمع. نصائح لكِ سيدتي للتعامل من ابنتك المراهقة: يجب عليك سيدتي ان تستمعي جيداً لأبنائك في هذه المرحلة وليس في هذه المرحلة فقط بل في جميع مراحل حياتهم .لكي تتعرفي علي شخصيتهم وتفكيرهم وتعرفي ما هي الأشياء التي يحبونها وتتعرفي علي أحلامهم التي يريدون تحقيقها في المستقبل . - احرصي علي أن تكوني صديقة لأبنائك حتى تستطيعي الدخول إلي حياتهم الخاصة ومعرفة التفاصيل الصغيرة التي تخصهم فبذلك تتمكني من علاج أي مشكلة تحدث لهم. - يجب أن تعطي لأبنك المراهق قيمته وتشعريه بدوره الفعال والهام داخل الأسرة. - كوني حازمة وغير قاسية في نفس الوقت لأنه توجد أمور تستدعي الحزم والشدة ولا تستدعي التراخي ولكن يجب أن تشرحي وجهه نظرك لأبنائك حتى يستطيعون فهم الموقف. - قدمي لطفلك قدوة حسنة من خلالك ومن خلال والده وتلك القدوة يجب أن تكون في جميع نواحي الحياة. - احرصي علي ترسيخ القيم الدينية والعادات والتقاليد المجتمعية لدي المراهق. -اعرفي احتياجات أبنائك وحاولي تفهمها لكي تستطيعي تقدير تلك الاحتياجات ومحاولة تحقيقها إذا كانت ممكنة . - امنحي ابنك بعض الخصوصية واجعليه يشعر انك تثقي به لكي لا يشعر إنه مراقب طوال الوقت. بعد معرفتك لخصائص فترة المراهقة وبعض النصائح التي ينبغي عليك اتباعها ، اتمني ان يجتاز ابناءك هذه الفترة وانت معهم بمنتهي التوازن والنجاح في كافة مسارات حياتهم. مواضيع متعلقة بص وطل