بلوغ سن المراهقة تقابله تغيرات طبيعية جسدية ونفسية لكلا الجنسين «الفتيات والفتيان» ليصبحوا بعدها راشدين. بدء هذه المرحلة في الغالب- بحسب المصادر- يأتي بين سن 8 و31 عاماً عند الإناث، وبين 01و51 عند الذكور إلا أن بداية هذه المرحلة- التي يكون عندها البلوغ- وكذا نهايتها تختلف من شخص إلى آخر. فكل واحد منهم له ظروف خاصة أثناء المرور بهذه التغيرات، ولكل تجاربه ومشاعره وشخصية ينفرد بها عن أقرانه، ومع ذلك يشتركون في الكثير من الخصائص البدنية والنفسية والسلوكية بدرجاتٍ ونسبٍ متفوتة، وهذا في الطب النفسي يعتبر من البديهيات. إن ما يميز مرحلة المراهقة والبلوغ للعيان، النمو المتسارع للأولاد ليصبحوا رجالاً وللبنات ليصبحن نساءً، والهرمونات التي يُفرزها الدماغ بدورها تعد مسؤولة عن ذلك، بل وحتى عن التغيرات العاطفية التي تظهر أثناء البلوغ. ويبدو جلياً لدى الفتيان والفتيات في هذه المرحلة الاهتمام المتزايد بالمظهر، والتعامل من قبل الفتاة كشخص راشد قادر على اتخاذ القرارات ذاتياً. وبالمقابل الثقة المتزايدة في النفس لدى الفتى والرغبة في التحرر من الوصايا والبدء بالتصرف كشخص راشد. وقد يشعر من يبلغ سن المراهقة بالارتباك والاضطراب وتندفع عنده العواطف بقوة وقد يتغير المزاج لديه بشكل سريع ويمكن أن يكون حينهاالمرء حساساً بشكل كبير، وكل ذلك عائد إلى تلك الهرمونات التي قد تؤثر على المراهق، لكن العلماء المختصين بدورهم يعتبرون التواصل مع الأبوين أو المقربين- في هذه الحالة- من الأمور التي تساعد في التغلب على الكثير من الصعوبات والمعضلات. -غير أن ما يشوب مرحلة البلوغ من شعور بعض المراهقين بالتمرد على بعض القيم والعادات والتقاليد السائدة في الأسرة، المحيط الاجتماعي هي من قبيل عدم قبول القيم والعادات التي خضع لها الفرد منذ أن كان صغيراً دون مناقشتها معه ليفهمها ويقتنع بها. ولا يجد علماء النفس غرابة في بحث المراهقين عن الاستقلال الذاتي والتحرر من وصاية الراشدين عليهم، والشعور بالقلق والتوتر الذي يغمر المراهيقن وقتها يرون أن على المراهق حينها الدخول في نقاشات مع من يثق بهم. فإذا وجد المراهق نفسه في وضع يصعب التعامل معه، لانفعاله بقوة أو تركه المجال للانفعالات الصغيرة والمشاحنات اليومية تتراكم، فسيفضي هذا بالطبع إلى مشاكل نفسية وصحية، منها أن ينتج عن هذا الجهد السلبي إسهال أو غثيان واكتئاب وآلام شديدة بالرأس. والأنسب للسيطرة على النفس وانفعالاتها- بحسب المصادر العلمية المرجعية في علم النفس والسلوك- تشمل أيضاً تعلم وممارسة الوسائل التي من شأنها التقليل من الجهد والضغط الذي يظهر جلياً عندما يكون الجسم والمزاج في حالة انفعال و مثل: - ممارسة الرياضية: التدريب المتكرر على رياضية ما أحد أفضل الوسائل للتقليل من الجهد الانفعالي، فهو لا يحُسن فقط من الصحة وتسخير الطاقات والقدرات البدنية للمراهقين فيما يفيد، بل وتبعث على الراحة النفسية والاسترخاء العضلي بعد الانتهاء من التمرين وتساعد على النوم. - التنفس بعمق: وسيلة مفيدة للاسترخاء العام، فيه يكون التركيز على الشهيق والزفير. - التخيلات: ليس من قبيل إطلاق العنان للخيال، وإنما التخيلات للاسترخاء ولإعداد النفس قبل الخوض في ظروف مليئة بالضغوط، كتخيل مشهد أو مكان أو حدث يُذكر بالأمان والراحة والطمأنينة، وفيه يمكن إشراك جميع الحواس في الخيال بما يعزز التخفيف من الضغط والإجهاد النفسي. - تنمية حلم: كأن ينمي الفتى أو الفتاة حلماً يقرر فيه ماذا يريد أن يكون في المستقبل؟ والأشياء التي تساعده لبلوغ ما يريد؟ ونقاش ما يطمح لتحقيقه مع الأصدقاء الجيدين أو مع من هم أكبر سناً من ذوي الرأي السديد، والعمل على تهيئة النفس لبلوغ الأهداف الطموحة من خلال الدراسة أو التدريب؛ كل حسب حلمه الطموح إضافة إلى أن يكون المراهق على علم ودراية بالأشياء التي قد تدمر الحلم الذي ينشد تحقيقه. فعلى الأباء مثلاً فتح صدورهم لأبنائهم المراهقين، لا أن يعاملوهم كأطفال، كذلك الأمهات مع بناتهن المراهقات، لتتجسد الثقة المشتركة والطمأنينة لكلا الطرفين «الوالدين والأبناء» وتحظى نصائح وآراء الآباء والأمهات بالرضا والاحترام وتتجلي وتتبدد مشاعر التهميش والامتعاض وخيبة الأمل. المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني