العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المراهقة..تمرد على سلطة العائل
فساد أخلاقي ومشاكل عديدة والوالدان آخر من يعلم
نشر في الجمهورية يوم 10 - 02 - 2007


- أولياء أمور: الخلاف مع ابنائنا شيء طبيعي
- مختصون: التفهم والواقعية يجب أن يكونا سيدي الموقف
- مراهقون: من حقنا اتخاذ قراراتنا بكل حرية
مرحلة «سن المراهقة» عند الأبناء تعد مشكلة خطيرة و مهمة ..قد لايعيرها البعض منا أهمية نتيجة لجهل عواقبها.. فهي مرحلة مليئة بالشكوك والتناقضات وهي المرحلة التي يكون فيها الأبناء أكثر هشاشة من أي وقت مضى.. إنها المرحلة التي تتكون فيها أحلامهم الصغيرة ويصبح لهم أسرارهم الخاصة ومشاكلهم الشخصية جداً...في عقولهم أسئلة تحتاج إلى إجابات وفي قلوبهم تساؤلات صغيرة يريدون الإفضاء بها إلى إنسان يحبونه ويثقون به.
من حقي أن أتخذ قراراتي
في البداية التقينا الأخ/باسم 19سنة والذي قال:
اشعر في هذا السن«سن البلوغ» بنشوة لم أشعر بها من قبل فأنا اليوم أصبحت رجلاً مثل بقية الرجال ومن حقي أن اتخذ قراراتي الشخصية بدون الرجوع لأي فرد سواءً من العائلة أو من الاصدقاء..
فدائماً ما تراودني أفكاري في هذا الوقت بالذات بأنني شاب بحاجة إلى الزواج لكن الدراسة هي العائق الوحيد بالنسبة لهذا الموضوع مع العلم أيضاً أن والدي هما من اقترحا بأن أكمل دراستي ثم بعد ذلك انتقل إلى الجامعة وبعدها سأحقق هذه الرغبة...صحيح أن الوقت مازال بعيداً جداً لكني سأنفذ أوامر الوالدين لأنهما تاركين لي حريتي في اتخاذ قراراتي ..فأنا بعد أن أعود من المدرسة ظهراً دائماً اذهب في المغرب لتقضية الوقت مع زملائي وغالباً ما أعود مبكراً فوالداي لايلوماني في هذا بشيء..
أخطاء
ويضيف: صحيح أنني ارتكب بعض الأخطاء في هذا السن وهي من المؤكد أنها غير صحيحة وإذا علم بها والداي أكيد سيلومانني لكني أخفي عليهما مثل هذه الأمور التي منها «التدخين تناول القات مع الزملاء....» وغيرها الكثير ومعظم الناس يمرون بهذه المرحلة «سن البلوغ» وهي فترة طيش ثم تنتهي..
تدهور المستوى التعليمي
اما الأخ/عبدالله 20سنة فيقول:
بدأت في هذا السن في اتخاذ القرارات بمفردي ولا أتقبل اللوم من أي شخص كان حتى والداي وبالذات والدتي بدأت علاقتي تهتز من ناحيتها لأنني لا أنفذ أوامرها وبدأ هذا طبعاً عندما بدأت أفكر في «الحب» فأنا أريد الظهور أمام هذه الفتاة التي أحببتها بمظهر لائق ولكني أواجه صعوبة في المعيشة الأسرية ولم أتمكن من الحصول على الملابس التي تشعرني أنني من أبناء الأغنياء فهنا أنا أوجه اللوم لوالدتي لأن الوالد إذا واجهته باللوم سيطردني من البيت وأنا لا أريد هذا..ومن السلبيات التي حصلت لي وتحصل لي في هذا السن أيضاً هو تدهور المستوى التعليمي لدي بعكس ماكان في السابق «الابتدائية..» فرغبتي في المذاكرة للدروس الآن صفر أجزم القول لا أذاكر إلا مجاملة للوالدة وهذا طبعاً بسبب ما ذكرته سابقاً..لكن إن شاء الله سأتجاوز هذه الفترة بأقرب وقت ممكن.
أتمنى أن استشير أمي
كما تحدثت الأخت/ إيمان 18سنة فقالت:
أنا أثق بأمي ولكني لا أبوح لها بمكنون قلبي لأنني أعلم أنها لن تفهمني وأنا متأكدة لوحدث وحكيت لها شيئاً من أسراري فستتغير معاملتها لي وقد يحدث شيء كأن تمنعني من مواصلة الدراسة وقد يكون السبب أنها تنظر إلى أنني قد كبرت على مشاكل الأولاد والبنات ولهذا يجب ألا يكون عندي مشاكل رغم أنني في بعض المرات تمنيت أن أحدثها واستشيرها ببعض المشاكل التي تصادفني فهي امرأة كبيرة ولها الخبرة وتخاف عليّ أكث من أي إنسان آخر ولكن أتراجع في اللحظة الأخيرة فألجأ إلى الصديقات اللاتي هن في مثل عمري واللاتي قد لايفدنّي كثيراً ولكن قد يريحني سماعهن لي وأنا أتحدث..
والدي يتعامل بصراحة شديدة
ويقول الأخ/رمزي 19سنة:
إنني عندما أنظر إلى والدي وكيف يتعامل مع مشاكلنا نحن الأبناء اسأل نفسي ألم يمر والدي بالمرحلة التي مررنا بها ومازلنا نمر بها؟فلو كان مر بها فسيشعر بنا ويقف بجانبنا لكنه دائماً يتعامل معنا بصراحة شديدة مما يجعلنا نخاف من البوح له بمكنونات صدورنا فهو لن يقبل مني أن تكون لدي مشاكل عاطفية أو نفسية فأنا في نظره رجل والرجل لايعاني من هذه المشاكل مما يضطرني أن أظهر أمامه بصورة عكس ما أنا عليه في الواقع ولاأخفيك سراً أن ثمة أموراً حدثت لي ومازالت تحدث في بداية مرحلة المراهقة جعلتني في حيرة وخوف وكنت أتمنى أن يكون أبي من يرشدني وينور بصيرتي ولكن ذلك
لم يحدث مما جعلني أتلقى معلوماتي من الأصدقاء والأصحاب الذين أجد نفسي غير متحفظ في الحديث معهم عن مشاكلي الخاصة..
أحكي لأمي كل شيء
أما الأخت/سمية 17سنة فتقول:
أمي هي الأحرص على مصلحتي من أي صديقة لأنه عادة ماتكون الصديقة في مثل سني وخبرتي وبالتالي لن تفيدني كثيراً برأيها وقد يقودني رأيها مهما كان ناضجاً إلى الخطأ، وقد تنشر السر عند أول خلاف بيننا ولكن هذا لايلغي دور الصديقة فبالقدر نفسه الذي تحكي لي فيه صديقتي افتح لها قلبي ولكني دائماً أضع حدوداً فاصلة بين الشخصي جداً فلا أبوح به،والخاص الذي يمكن أن يعلم به الجميع دون ضرر وهو ما يكون محور أحاديثنا دائماً ولذلك فإننا جميعاً أنا وشقيقاتي واشقائى نحكي لأمنا كل شيء...
صحيح أن هناك أمهات لايعلمن شيئاً عن بناتهن وهناك أمهات يتسمن بالعصبية وعدم التفاهم وسرعة الغضب ولكن أمي والحمدلله ليست من هذا النوع وحتى لو غضبت الأم فهو غضب وقتي وليس دائماً وعندما لاتقتنع بشيء فهي توضح لي الصحيح من الخطأ ثم تترك لي حرية التصرف...
استشر أخي الأكبر
ويوضح الأخ/محمد 20سنة قائلاً:
من المؤكد أن الوالدين هما أحرص من أي شخص آخر على مصلحتي ولكني مقتنع جداً بأن تكون أسراري الشخصية أنا من احتفظ بها لمفردي أهم شيء أنني لا أرتكب أي مشاكل من شأنها المساس بشخصيتي أو بأي شخص آخر..كما أنني أقدم واجبي تجاه أبي وأمي على أكمل وجه وهما أيضاً يحترمونني كثيراً ولا يحاولون ازعاجي أو التدخل في شؤوني والسبب في هذا التربية التي علموني الالتزام بها واكتشفوا أنني لن أسبب أية مشاكل من شأنها أيضاً المساس بالعائلة..
ويضيف:
صحيح أن أي شاب في سني محتاج للإستشارة في بعض الأمور الذي تحدث معه وأنا أعرف الكثير من زملائي ممن يبوحون بأسرارهم الشخصية عندما نجتمع في مكانٍ ما.. لكني أنا شخصياً أستشير «أخي» الأكبر ولكن بإسم أي شخص آخر «يعني أتحدث مع أخي على أساس أن زميل لي حصل له كذا وكذا...»وهنا أستفيد من خبرة أخي بدون أن يشعر أنني صاحب الموضوع.
علاقتي بأبنائى جيدة
فيما ىؤكد الأخ/محمد علي رب أسرة بالقول:
عندي ثلاثة أبناء «أولاد» كلهم في سن المراهقة وهذا طبعاً ماحرمني في الفترة الأخيرة من شراء أبسط الأمور لي لأن متطلباتهم ازدادت بشكل كبير في هذا السن وأنا مضطر لتوفير كل مايطلبونه لكي لا أجعلهم يتعقدون مني لأن العلاقة بيني وبينهم تسير بشكل صحيح فهم دائماً يقتنعون عندما أطرح عليهم أي طلب من شأنه التزام الأدب أمام الناس....الخ.
ولكن هذا لايعني أنهم لايحدثون مشاكل مع الغير خاصة أصغرهم الذي «دوخ الناس» فالبعض يشتكي منه «4أو5مرات في الشهر» لأي سبب من الأسباب منها«ضرب » أبناء الجيران..فهنا أنا أقوم بواجبي بتحذيره من عدم تكرار هذا الخطأ وإلا سأقطع عليه المصاريف أو أو....
المهم أنني أحاول قدر الإمكان تربيتهم وتوبيخهم وتوجيههم التوجيه الصحيح خاصة في هذه الفترة التي مرينا بها كلنا ونحن في سنهم..
كما أنني أسمع الكثير من الآباء في بعض المجالس ممن يشكون أبنائهم لعدم طاعة الأوامر التي يصدرها الآباء ولكني أرى الخلاف بين الأب والإبن شيئاً طبيعياً ولابد أن ينتهي في كل الأحوال بالتفاهم والإقناع وليس بالأمر والنهي إلا في حالات محدودة.
وهناك شيء آخر دائماً ما يخفيه الأبناء عنا وهو «أسرارهم الشخصية» في فترة سن المراهقة فلم يحدث لي أن صارحني أحد أبنائي بما في قلبه ولم يحدث مني أيضاً أن طلبت منهم البوح بأسرارهم وأعتقد أن الولد عندما يحتاج للحديث لي سيأتي إليّ دون أن أطلب أنا منه ذلك..
مطمئن على تربية إبني
وأضاف الأخ/أحمد عبدة أبومحمد فقال:
الحمدلله إنني أحسنت تربية إبني ولكن الشيء الوحيد الذي لم استطع أن أحققه هو بناء صداقة معه ،لا أدري لماذا أشعر أنه يخاف مني رغم أنني أحاول أن اتعامل معه بود وأشعره أنني أتوقع حدوث أية مشاكل للشباب الذين هم في مثل سنه ولكن مع ذلك لم أشعر بالقلق لأنني مطمئن إلى تربيته.
ضرورة التوجيه السليم
ويشير في هذا الجانب أيضاً الأخ /عدنان العبسي مثقف قائلاً:
المراهقة تلك المرحلة التي تظهر فيها ملامح التغير الفسيولوجي عند الفتى والفتاة وتلك التغييرات الطبيعية في الجسم البشري يرافقها دائماً تغير في التصرف والسلوك لدى كل المراهقين وقد يكون السلوك المرافق لهذه المرحلة خطيراً جداً إذا افتقر المراهق للتوجيه السليم والمتابعة الجادة من قبل الأهل...وكثيراً جداً ما نلاحظ الإندفاع والتهور والطيش لدى المراهقين وهذا طبعاً يكون كما قلنا نتيجة للتغيرات الفسيولوجية والنفسية لدى المراهق وقد يكون في بعض الأحيان طبيعياً..ولهذا وجب علينا الحيطة والحذر في التعامل مع فتياننا وفتياتنا لأنه وبناءً على هذه السن الحرجة تتشكل شخصية الإنسان ويُبني عليها مستقبله الذي سيؤثر ويتأثر بها في المجتمع..
مراقبة الأبناء
ويضيف د/عدنان قائلاً:
إن التغيرات الجسدية تبدأ مع بداية انتقال الأشخاص من مرحلة الطفولة ودخولهم مرحلة البلوغ وعلامات البلوغ الجسدية يعرفها الجميع وهي تختلف كذلك بإختلاف الجنس «ذكر /أنثى» ومع بداية هذا التغيير ينشأ كذلك تغيير نفسي في كلا الجنسين وهنا يأتي دور الوالدين في توعية وإرشاد أبنائهم ويكون ذلك من خلال مراقبة الأبناء جيداً حتى بدون أن يلاحظوا ذلك ومن خلال المراقبة يستطيع الآباء والأمهات معرفة مشاكل الأولاد والبداية في معالجتها معهم وتوعيتهم التوعية الذهنية الصحيحة وبدون استخدام الوسائل غير الضرورية مثل العنف أو الضرب إلا في الحالات النادرة وفي الأخطاء الجسيمة..
وعندما يكون الوالدان على قدرٍ من الثقافة يستطيعا بذلك احتواء أبنائهم الإحتواء الصحيح والذي يجعل الأبناء يلجأؤون مباشرة إلى الوالدين في حالة حدوث مشاكل معهم...
يجب مساهمة المجتمع
وكل هذا وغيرها لن يأتي بما نريده من نتائج بدون مساهمة فعلية من الجميع سواءً البيت أو المدرسة أو حتى الجيران أو المجتمع...وبصراحة فإن رأي الإنسان مهما كان لن يكون كاملاً إذا لم نحاول الاستفادة من خبرات المختصين بشؤون الأسرة والمجتمع وأقصد أصحاب علم الاجتماع أو الأطباء النفسيين أو غيرهم من أصحاب الخبرات اللازمة لمعالجة مثل هذه المشاكل من إنحراف الشباب أو حتى رفضهم للواقع الذي يعيشون فيه والذي يؤدي بدوره إلى خلل اجتماعي كبير له ماله من نتائج سلبية على مجتمعنا..
روح التمرد
الدكتور /زياد بن طالب علم نفس أكد من جانبه بالقول:
من المعروف أن الإنسان يمر بعدة مراحل للنمو وكذا تكوين الشخصية وتعتبر مرحلة «سن المراهقة» هي إحدى المراحل في النمو وفيها تبدأ مكونات الشخصية وظهور عوامل تغييرات فسيولوجية في الجسم..وهذه الواقعية تحدث نتيجة للإضطرابات في الهرمونات من الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب..
وكذا تكوين ما يسمى بعلم النفس «بالمملكة الذاتية» وهي الاستقلالية التي تظهر عند الشباب في هذه المرحلة ك استقلالية الملابس والدخول والخروج من البيت بدون أية ضغوطات.
إضافة إلى روح التمرد وعدم الإنصياع لأوامر الأسرة وتجد البعض من الشباب في هذه المرحلة يهملون الدراسة والاختلاط بأصدقاء السوء والتعاطي للسجائر والمخدرات والكحول..
فساد أخلاقي
وأضاف طالب بالقول:
ومن هنا تظهر مشاكل كثيرة في البيت والمجتمع نتيجة لهذا الخلل الذي يصيب الشباب في هذه المرحلة..
كما يصبح طابع التقليد أمراً أساسياً في هذه المرحلة وهذا بالطبع يشكل خطورة في ظهور مايسمى ب«الفساد الأخلاقي» المتمثل بظاهرة السرقة لأن التقليد بحاجة إلى مال وفير وهو المتمثل بالشكل الخارجي«تلفون اكسسوارات»...الخ.
وفي هذه المرحلة أيضاً يحدث إثبات الذات عند الشباب بأن لديهم كيان خاص ومستقل عن الأسرة يتمثل في احتفاظ الشباب «بأسرارهم» .
يجب التعامل بواقعية
أما بالنسبة للعلاقة الأسرية مع المراهق يجب أن تبنى على أسس سليمة ووضعية ذات شفافية عالية خصوصاً في هذه المرحلة ونتيجة لروح التمرد والمغامرة أيضاً يستحسن من الأبوين النزول إلى المستوى الفكري والسلوكي للمراهق والتعامل معه بواقعية جديدة أي ليست الواقعية الخاصة بمرحلة الطفولة...ويجب أن يغير الوالدان أيضاً أسلوب المعاملة مع هذا الشاب ويعاملانه كإنسان كبير بحيث أنهما أيضاً لايشعراه بالنقص...
سن التكليف
كما تحدث أيضاً الشيخ/عبدالخالق عبدالله أحمد العاقل إمام مسجد الخير بالمعلا قائلاً:
لاشك في أن هذه المرحلة حساسة جداً في حياة الشاب والبنت ففيها يتحول الولد إلى مصاف الرجال،والبنت إلى مصاف النساء وهي في ديننا الإسلامي الحنيف «سن التكليف» أي الالزام بالواجبات والشريعة على وجه التعيين ،وعندها يبدأ القلم بالكتابة والملائكة بالاحصاء ولذا فإنه يقع على الوالدين عبء ومسؤولية عظيمين حيال ابنائهم بأن يعلموهم ما ينبغي معرفته من واجبات الله وحقوق المسلمين والجلوس معهم وإرشادهم إلى الفضيلة والحشمة ولبس الحجاب عند البنات وكذا مايتعلق بأصول اللياقة في الكلام.
والمشي وهيئة الجلوس وكل مايتعلق بشؤون النساء..حتى يتربى الولد والبنت وينشأؤون النشأة الصالحة.
كسب الثقة
كما أنه في هذه المرحلة تتكون الشخصية عند الابناء ولذا ينبغي الانتباه إلى أن الشاب والشابة في هذا الوقت بالذات يبدأ يبحث له في حياته عما يسمى بالرمز أو القدوة التي يتأثر بها وقد يكون التأثير خارجياً من غير الأسرة فلذا ينبغي الحرص من قبل الآباء والأمهات على أولادهم بأن يحاولوا مشاركتهم اهتماماتهم وتشجيعهم على الخير وإشعارهم بالصحبة والصداقة أكثر من عاطفة الأبوة والأمومة فهذا يسمح للوالدين بأن يكسبا ثقة أبنائهم ويجعلهما مرجعية الأبناء دائماً وهذا يقي الولد والبنت من كارثة الوقوع تحت سيطرة قرناء السوء وأصحاب الطيش،ولن يوجد على وجه الأرض من يهتم بمصلحة الأبناء مثل الأمهات والآباء.ولذا يقول الخليفة الراشد علي «ربي ابنك سبعاً أميراً وسبعاً أجيراً وسبعاً وزيراً» ويقول عليه الصلاة والسلام:«مُروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع»صدق رسول الله.
الطفولة هي الأساس
ويضيف الشيخ العاقل فيقول:
فلو أن الناس اخذوا بهذا وربوا أبناءهم في سن الطفولة «السبع الأولى» بدلال وحب ورحمه وراعوا فيهم حق الطفولة...لبقيت هذه الذكريات محفوظة في خلد الطفل ثم بعد بلوغه سن التمييز«السبع الثانية» من عمره فتتغير التربية ويصبح التعامل تعامل الحزم والعزم لئلا تترهل طبيعة الأولاد ويعلموا أنهم في سن تعلم الواجبات ولذا يكون الكلام بصيغة الأمر منه إلى صيغة الطلب ولذا قال عليه الصلاة والسلام«مروا أولادكم بالصلاة لسبع» ثم إذا ناهز الابن والبنت الاحتلام بعد انقضاء أربعة عشر عاماً من حياتهما جاءت السبع الثالثة وهي مايدور حوله هذا الموضوع وتسمى هذه السبع و«سبعاً وزيراً» أي أن على الأب والأم في هذه المرحلة إشعار أولادهم بأنهم قد أصبح لهم شأن وأهمية ومحل ثقة ومسئولية واستشارة حتى يتعلم فيها الأبناء كيفية اتخاذ القرار وتحمل تبعاته،فمثلاً الأب يستشير ولده في أي مشروع يريد القيام به حتى يعلم كيف هو تفكيره فإن رأى منه رأياً سديداً شكره وإن رأى غير ذلك بين له الأصلح فنفع ولده ورباه من حيث لايدري..
وكذا الأم عليها استشارة البنت في الأمور المنزلية كشراء ستائر أو أدوات المطبخ..لأنه ينبغي اشراك البنت والتعرف على طريقة تفكيرها وإذكاء ذوقها ولفت انتباهها كما ينبغي عليها معرفته إذا صارت يوماً مسئولة عن بيت وأولاد في مستقبلها..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.