الاثنين 12 مايو 2014 04:35 مساءً يقاس عيار الشخص بعد تركه الوظيفة أو رحيله عن الدنيا بما حققه لخدمة الأنسان ومدى مشاركته في مناشط المجتمع ونوعية البصمات التي تركها وبأي الوسائل والأمكانات حقق تلك المكانة وعند الوقوف أمام سيرة ومسيرة هذا العملاق ستجد ان القليلين سيخوضون معه اختبار المناضلة . محمد سعيد مسواط من مواليد الفيحاء الشيخ عثمان في 6 يناير , 1930م وكسائر اقرانه التحق أولاً بالمعلامة ( الكتاب ) وكانت معلامة الفقي الخمس في قسم (A) في الشيخ عثمان ثم التحق بعد ذلك في المدرسة الابتدائية في الشيخ عثمان ثم المرحلة المتوسطة / الثانوية ( ما كان يعرف بنظام الأبواك السبعة ) في كريتر وعرف مسواط بنبوغه المبكر وكان مسيطرا على مركز الصدارة وحصل بعد ذلك على منحة من إدارة المعارف Education Depntonct للدراسة في معهد بخت الرضاء في السودان لتدريب المعلمين وحصل على دبلوم . التحق مسواط بعد عودته من بخت الرضاء بسلك التدريس وبدأ مشواره في ابتدائية الشيخ عثمان ثم استقال ليلتحق بمدرسة النهضة العربية بالشيخ عثمان , كما خبر مسواط العمل المصرفي حيث عمل في البنك البريطاني أولاً كموظف وانتقل بعد ذلك إلى البنك العربي بوظيفة اشرافية , إلا انه عاد والعود أحمد إلى مدرسة النهضة العربية . يقول صديق عمره ورفيق دربه عبدالرزاق معتوق ويرحمهما الله في كتابه ( تاريخ الحركة الرياضية في عدن ( جنوباليمن ) : " وهنا تعود بنا الذاكرة حين كان الفقيد نجما من نجوم كرة القدم والقفز العالي Jump High وعندما دخل مبدان الوظيفة استمر يمارس لعبة كرة القدم فأنضم كلاعب في نادي الهلال الرياضي في حوالي عام 1951م ولم يمارس اللعبة طويلاً بل هجرها بسبب انشغاله في مختلف النشاطات الأجتماعية غير أن حبه للرياضة جمله يشجعها في محيط التعليم عندما تولى منصب مدير مدرسة النهضة العربية بالشيخ عثمان وكان يقيم مختلف المسابقات في الألعاب الرياضية بين الطلبة ويتولى مهمة الأشراف عليها بنفسه .... ). يمضي عبدالرزاق معتوق في الحديث عن الحدبث عن بصمات مسواط في مجال الرياضة عندما برز دوره في الحركة الرياضية الثانية عام 1956 وعمل تبقان مع الحركة الرياضية في الشيخ عثمان وشارك في وضع الخطط وإدخال التعديلات الدستورية المرفوعة إلى الجمعية الرياضية العدنية . على المستوى الاجتماعي الثقافي كان محمد سعيد مسواط من مؤسس نادي الشباب الثقافي في الشيخ عثمان في 21 ديسمبر 1947م ( أي قبل 67 عاما ) مع كوكبة من الشباب المثقف منهم حسن ابوبكر عولقي ومحمد قائد علي وسيف أحمد ضالعي ..... عمر حسن عباس ومحمد مرشد ناجي وسلطان القرشي وفيصل لقمان وعثمان عبده محمد ونشرت صورهم في الغلاف الخلفي من كتاب ( شابوك مارو ومواضيع أخرى ) لدكتور الهندسة النابغة خالد محمد سعيد مسواط المتوفي في 26 نوفمبر 2010م . وعلى المستوى السياسي كان محمد سعيد مسواط من مؤسسي الجبهة الوطنية المتحدة في 15 أكتوبر 1955م مع قامات وطنية معروفة منها : عبدالله الأصنج وحسن سالم باوزير ومحمد سالم علي وعبده خليل سليمان ومحمد عبده نعمان . وعلى المستوى النقابي كان مسواط من مؤسسي مؤتمر عدن للنقابات في 6 مارس 1956م بعد اجتماع تأسيسي خلال 3و4 مارس 1956م عقد في منزل النقابي محمد بن محمد الزليخي في حافة حسين بكريتر وشكلت لجنة تنفيذية مكونة من : السيد زين صادق الأهدل , رئيسا وعبدالله عبدالمجيد الأصنج اميناً عاماً وعبده خليل سليمان نائبا للرئيس وعلي عثمان جرجرة اميناً للمال وعضوية كل من : محمد سالم علي عبده ومحمد بن محمد الزليخي وعبدالقادر خردي ومحمد سعيد مسواط . وعلى المستوى الدستوري في تطوير العمل المؤسسي والتنظيمي للنقابات عقد المجلس التنفيذي للمؤتمر العمالي اجتماعا في 15 يوليو 1960ووقف أمام التعديلات الدستورية المطلوبة واعداد مشروع دستور جديد لمؤتمر النقابات وشكلت لجنة لهذا الغرض مكونة من : 1- عبدالله فاضل فارع . 2- علي عبدالرحمن الأسودي . 3- محسن العيتي . 4- علي عبدالرزاق . 5- محمد سعيد مسواط . وفي 8 ديسمبر 1960م تم انتخاب هيئة تنفيذية جديدة لمؤتمر النقابات ( ATUC ) برئاسة محمد سعيد مسواط وقوام القيادة مكونة من : محمد سعيد قباطي وعبدالله الأصنج وعبده خليل سليمان ومحمد ياسين خان وعلي حسين قاضي وعلي عبدالرحمن الأسودي وأحمد حيدر ومحمد سالم علي . اما على مستوى الأبداع والصحافة فقد كان مسواط يرحمه الله مبدعا ومتألقاً في كتابة القصة وهذه جوائز فيها : " سعيد المدرس " و" أنا الشعب " و" الرفيق " و" الحصاد " و" صفعة وخد " وكتب عدد كبيراً من المقالات وكان له بابا مشهوراً في صحيفة " البعث " واسمه ( شابوك مارود ) وهي عبارة هندية متداولة في عدن ومعناها اقرب بالكرباج , وكما كان له عمودا مشهوراً في صحيفة " العمال " عنوانه ( ماذا يقولون عنا ) . ومن عالم الفناء إلى عالم البقاء بعد عطاء قياسي في عمر قصير امتد ل 32 عاما و 3أشهر و 22 يوماً مخلفا وراءه سجلاً عطراً وناصعا قبل أن نجد له نظيراً وشيع جثمانه في جنازة قل أن تجد عدن لا نظيراً . ترك مسواط وراءه أرمله ثكلى فقدت زوجها في 28 أبريل 1962م ونجلها الدكتور خالد في 26 نوفمبر 2010م ونجلها المهندس وليد في 5 يناير 2013م وكان علي مسواط شقيق محمد سعيد مسواط قد انتقل إلى جوار ربه في 12 يونيو 2008م . نسأله تعالى أن يطيل عمر أرملته وابنه طارق وابنته خلود وان يمتعهم باصحة وكلمة أخرى نقولها للمجلس البلدي الموقر في عدن الذي أظهر ولاء ووفاء لمسواط بعد وفاته مباشرة بأن أطلق اسم " مكتبة مسواط " بديلاً ل " مكتبه ليك " واطلق اسمه على أحد شوارع خور مكسر الرئيسي وكذا على أحد شوارع الشيخ عثمان الرئيسية ودخل المجلس البلدي لعدن التاريخ من اوسع أبوابه وربحمهم الله جميعاً ونسأله تعالى ان يتولى هذه المدينة الطيبة برعايته وان يجنب أهلها كل مكروه .. آمين !! عدن الغد