نجيب يابلي كلما ترددت على مقهى كُشر العدني العريق، أشاهد بين حين وآخر الأخ العزيز فيصل عبدالعزيز باوزير وأتذكر الأيام الخوالي.. أيام العصر الذهبي لعدن وليس القرية كما يدعي البعض، رب سائل يسأل: هل لفيصل با وزير نصيب من ذلك العصر الذهبي؟ فيصل عبدالزيعز سالم باوزير من مواليد الشيخ عثمان في 7 يوليو 1940م، تلقى تعليمه في ابتدائية الشيخ عثمان ثم مدرسة النهضة العربية في الشيخ عثمان وانتقل بعد ذلك إلى المعهد الفني في المعلا وتخرج فيه بعد أربع سنوات في مجال البناء عام 1960م. ألتحق عام 1960م بقسم التدريب في مصافي عدن وكان من زملائه: السيد عمر فدعق وعلي صالح نصيب ومحمد سالم الجرو وعمر محمد سالم وخالد محمد راجح ومن ذكريات باوزير أن مدير التدريب كان المستر نت البريطاني الصارم الذي لم يكن يعرف الابتسامة ومن رموز الورشة التابعة للتدريب: عبده حنيبه وعبده أحمد وقدم فيصل باوزير استقالته عام 1965م ليتفرغ لأعمال والده عبدالعزيز سالم باوزير، طيب الله ثراه رجل أعمال والشخصية الوطنية والاجتماعية وسبق وأن تطرقت إلى هذه الشخصية في سياق ملفات "رجال في ذاكرة التاريخ" في "الأيام" المقهورة. أدار فيصل باوزير محطة بترول المعلا (قبال شركة النفط اليمنية فرع عدن) نيابة عن والده حتى 1967م وانتقل في العام 1969م إلى الخزانة العمة وخلال الفترة 70-1975م عمل سابقا لدى سفارة اليمن الديمقراطية في موسكو وعمل بعد ذلك محاسبا في مصنع الأحذية وفي الفترة من 1978م وحتى 1995م عمل في شركة النفط اليمنية وأحيل بعد ذلك للتقاعد. كان فيصل باوزير شغوفا بالموسيقى وكان عازفا بارعا على آلة الأكورديون وانخرط في فرقة الموسيقى العربية وأصبح رئيسا لها وشجعني على ذلك المسار الجديد في حياتي الفنان الراحل محمد سعد عبدالله.. هكذا أفادني فيصل باوزير. انتشرت أغنية (بروحي وقلبي) للفنان الكبير محمد مرشد ناجي في الستينات ولا تزال من اليوم محافظة على روعتها لحنا وكلمات بمضمون قومي رفيع صاغه الراحل الكبير عبدالله فاضل وكل من سمع ويسمع اليوم هذه الأغنية ستشده تجليات الأكورديون للفنان فيصل باوزير وسيطلع المستمع بنفس الانطباع إذا سمع أغنية (ابتدينا) للراحل الكبير أحمد بن أحمد قاسم وهي من كلمات الشاعر الغنائي الكبير الأستاذ عبدالله عبدالكريم وبرزت تجليات فيصل باوزير في أغان قدمها محمد سعد عبدالله والعطروش والعزاني من عمالقة تلك الفترة. ولفيصل باوزير باع وذراع في كرة القدم دون لرياضة أيام زمان عبدالرزاق معتوق، طيب الله ثراه في كتابه الشهير (تاريخ الحركة الرياضية في عدن) ومعتوق ذوباني، متعه الله بالصحة وأطال عمره في كتبه (رحلة عطاء وذكريات كروية) . ولفيصل باوزير نصيب من خلال موقعه في ( نادي الشباب المحمدي YMT) في الشيخ عثمان والذي تأسس عام 1951م (أي قبل 60عاما) ومن أبرز مؤسسية الشهيد فضل أحمد السلامي ومن أبرز نجوم الفريق: محمد عراسي- يوسف أحمد سالم (الفنان)- مصطفى مسرج- محمود عبدالرحمن- عبدالعزيز حاتم- فيصل حاتم- ناصر اليافعي- فيصل باوزير وزميله في حراسة المرمى سلام الذبحاني- عبده حنوني- صادق حيد (لاحقا)، هذا هو فيصل با وزير وهذه هي بلاده التي يقول فيها البردوني: هذه كلها بلادي وفيها كل شيء إلا أنا وبلادي ملعون أبوكِ بلد!!.