حوار: مارلين سلوم بكثير من السرية التي توحي بشدة المهنية والخصوصية في العمل، حرص فريق "دار شانيل" للموضة على إبقاء اللقاء الأول والمهم الذي تشهده دبي هذا المساء مع هذه الماركة العالمية، حدثاً بكل معنى الكلمة، وغامضاً إلى حد بعيد . الموعد في السادسة من مساء اليوم، على إحدى الجزر التي تبعد نحو 650 متراً قبالة شاطئ دبي "دانة الدنيا"، لعرض المجموعة الخاصة بخط ال "كروز" من تصميم كارل لاغرفيلد وبحضوره مع رئيس شانيل للموضة برونو بافلوفسكي، ومجموعة بارزة من الشخصيات ومشاهير العالم . وبما يتناسب مع أجواء الرحلات الصيفية، تنطلق ال "كروز" حاملة معها لمحة جديدة وبمفاجآت وربما بتشكيلة مستوحاة من المكان ويشبه إلى حد ما المرأة العربية والإماراتية خصوصاً، بتصميمات لا يحكى عنها قبل إطلاقها، كما لا يتم الإعلان عن أعداد المشاركين في العمل ولا تكلفته . في أجواء هذا الكتمان الشديد الذي يتحلى به من يحرص على إبداعه الفني كي يكتمل بكل تفاصيله وبدقة متناهية قبل أن يرى النور وتشاهده العيون، تلتقط خيوطاً رفيعة لتبدأ الحديث مع برونو بافلوفسكي عن "شانيل في دبي"، وأسباب اختيار هذه المدينة لتكون أول محطة لل "كروز" في العالم العربي، وكثير من الأسئلة عن الماركة الشهيرة والمعروف عنها تميزها بحرصها على العراقة والتراث مع التفنن في إدخال الحداثة بلمسات خاصة . علماً أن كارل لاغرفيلد كان قد أطلق قبل سنوات مشروع جزيرة "لا إيسلا مودا" في دبي . اللقاء مع برونو بافلوفسكي قبل ساعات من الحدث، بينما المصمم أو كما يطلق عليه بعضهم "قيصر الموضة" كارل لاغرفيلد يشرف على العمل في مكان العرض بنفسه ومعه خلية كبيرة من العاملين والمساعدين والعارضات . . بافلوفسكي يختار كلماته بعناية فيعود بك إلى البدايات وإلى عمق المؤسسة الضخمة، وهو الذي يتولى الجانب التسويقي للموضة، ويتحدث إلى هذه العلاقة "القديمة الحديثة" مع دبي، فالمرأة الإماراتية تعرف شانيل منذ زمن، إنما هي المرة الأولى التي تحمل فيها الماركة العالمية عدتها وتأتي لإطلاق تشكيلة خاصة ومميزة على أرضها . أما لماذا دبي؟ فمن هنا يبدأ الحوار . . * بداية نبدأ من هذا الحدث العالمي، وهو العرض الذي تقيمونه اليوم في دبي . كيف تم اختيار دبي ولماذا؟ - نختار الأماكن وفق علاقة الماركة بها، ووفق رؤية كارل لاغرفيلد، الرحلة الأخيرة كانت في سنغافورة، ودبي هي بالنسبة إلينا "العالم الجديد" مع أنها ليست بلداً جديداً، وهي المرة الأولى ليست بالنسبة لشانيل فقط ولكنها المرة الأولى التي يتم فيها إقامة عرض خاص وضخم لماركة عالمية في دبي، وهنا من الضروري التأكيد أن العرض عالمي وليس محلياً . ودبي مدينة ديناميكية، وهي لا تتوقف عن الإبهار بحركتها السريعة والتي لا تهدأ، ونقطة التقاء بين أوروبا وآسيا، ومركز الشرق الأوسط للموضة . * طبعاً كل ما يتم عرضه هو مصمم خصيصاً لهذا الحدث العالمي، فهل هناك من خصوصية لطبيعة الإماراتولدبي في التصميمات أيضاً؟ - الفكرة مستوحاة من طبيعة دبي وستقدم على أرضها ولكننا نقدمها للعالم كله . * أليس فيها من لمسات خاصة بالمرأة الإمارايتة والعربية؟ - أترك للسيد لاغرفيلد أن يعبر عن إبداعاته، لكن لا بد أن يكون للمكان وللجزيرة ولدبي طابع خاص يظهر في هذه التشكيلة بشكل ما ولو كان بالوحي . ولاغرفيلد معروف بابتكاراته المميزة وبما يجود به من خياله وما سنراه في العرض . * ما هي مواصفات "امرأة شانيل" اليوم خصوصاً أن الماركة مازالت تواكب العصر والتطور مع احتفاظها بخط "تراثي" أصيل انطلق معها منذ البداية؟ - منذ البداية كانت حريصة "الآنسة شانيل" على تقديم ما هو راق ومتحرر في آن، وهي أول من حررت المرأة من قيود الموضة الكلاسيكية غير العملية، وأول من ابتكرت البنطلون للمرأة بعدما كان حكراً على الرجل . كانت فنانة وأبهرت العالم بجرأتها وبأفكارها واختياراتها في ذلك العصر، خصوصاً أنها استوحت الموضة من عالم الرجال ولم تحصر نفسها بعالم المرأة التقليدي . ووقتها كانت تعتبر مجازفة حقيقية . ومع إبداع كارل لاغرفيلد تستمر شانيل بالمجازفة في تقديم ما هو غير مألوف، وهو الذي عرف كيف ينطلق من حيث بدأت الآنسة شانيل، ليعمل على تطويرها وتطويعها لتتماشى مع العصر الحالي ومتطلباته . صحيح أن "كلمة السر" ابتكرتها كوكو شانيل، لكنها مع مرور الوقت تم تطويرها والعمل عليها من قبل مصممين والمسؤولين عن المؤسسة لتكون الماركة في قلب الموضة دائماً، وسباقة في ابتكاراتها الجريئة والكلاسيكية الراقية في آن، كما معروف أيضاً أن لاغرفيلد استطاع أن يخلق لوناً خاصاً تميز به في عالم الموضة، وهو لا يشبه الآخرين به مع قدرته على التطوير باستمرار وبرع في كل أنواع الفنون والتصميمات وحتى جلسات التصوير الفريدة من نوعها التي يشرف عليها بنفسه . وأعتقد أن هذه النقاط كلها تشكل نقطة قوة "شانيل" وسر تألقها . أما مَن هي امرأة "شانيل"؟ فهي الجدة والأم والابنة والحفيدة، في محالنا تجدين زبائن من مختلف الأعمار وموضة تناسب المراهقات، ولكل المناسبات والأوقات، وتناسب المرأة العاملة أيضاً،حتى "الهوت كوتور" لدى "شانيل" تتميز عن باقي الماركات بأنها تناسب مختلف الأوقات، ولاغرفيلد يضع باعتباره دائماً أن ما يتم تصميمه إنما ليكون عملياً ويمكن ارتدائه في أي وقت، علماً أن الموضة والاختيارات تشمل الإكسسوارات أيضاً وهي جزء مهم من تصميماتنا . * كيف ترون المرأة العربية خصوصاً أنها ترتبط كثيراً بالموضة وبماركة "شانيل"؟ - المرأة العربية تعرفنا جيداً وكانت تقصدنا في فرنسا ولندن، وهي امرأة مثقفة وضليعة بعالم الموضة وتتابعها، وهي متطلبة وهو أمر إيجابي لأنها تحثنا على التدقيق في العمل كي تجد ما يرضيها لدينا، ونفهم متطلباتها وحرصها على الخصوصية فهي لها عالمها ونحن نقدره ونعرف كيف نحقق لها الراحة، وفهم طبيعة الزبائن هو جزء من عملنا . وفيما يخص محالنا في دبي فنعرف ماذا نختار لها وفق السوق المحلي وما يناسب المرأة الاماراتية والعربية عموماً علماً أننا نعول على الشرق الأوسط، حيث لدينا حركة بيع كبيرة . وقد أطلقنا محلنا قبل عام في "مول الإمارات" . * تتعامل "شانيل" مع نجمات يمثلنها حول العالم، من هي نجمة اليوم؟ - (ممازحاً) نجمنا هو كارل لاغرفيلد . هناك مجموعة كبيرة من النجمات "المخلصات" للماركة، منذ سنوات، مثل فانيسا بارادي وكارول بوكيه وغيرهما، وهناك من الشابات مجموعة أيضاً، مثل كريستيان ستيوارت وأليس ديلال . . وبينهن وبين الماركة علاقة مميزة وهن لسن مجرد عارضات أو سفيرات لها . يتحدثن عن الموضة ويمثلنها بأفكارهن وإطلالتهن . "كروز" رحلة السنين حول الرحلات أو "كروز" يقول بافلوفسكي: الفكرة قديمة جداً تعود إلى عشرات السنين أي في الستينات حيث كانت النساء الأمريكيات يخرجن في رحلات للطبيعة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني وبالتالي كانت حاجتهن إلى ملابس وأزياء مريحة تناسب طبيعة التنقل بحرية، وبعدها أصبحت الرحلات أو "كروز" بمثابة موعد أول لإطلاق موضة الصيف وهي مهمة جداً، وموعد للانتقال من الشتاء إلى الصيف في المحال، حيث تصبح الموضة أكثر إشراقاً وفرحاً . وبالنسبة لشانيل، قررنا مع لاغرفيلد منذ أكثر من 15 عاماً أن تصبح "كروز" موعداً مقدساً لإطلاق مجموعة مميزة، ونقدمها للصحافة بعرض ضخم وقلة هي الماركات العالمية التي تعتمد "الرحلات" لعروضها كما نفعل نحن . شانيل تقدم 6 تشكيلات في العام، أي أن محالنا تستقبل كل شهرين تشكيلة جديدة من تصميماتنا، نقدم من خلالها أشكالاً وإطلالات تشعر المرأة بالتجدد دائماً، وتناسب متطلباتها واختياراتها . وهذا ما يخلق علاقة مميزة مع الزبائن، كما أن الكروز يخلق علاقة خاصة مع الصحافة، وحيث نتميز أيضاً بعروض مدهشة . واللافت أن إطلاق المجموعة الصيفية المشرقة تنتظره بشوق المرأة ويخلق حركة في محالنا، خصوصاً في الدول الباردة مثل باريس ونيويورك والتي تتغير فيها الموضة كلياً من الملابس الثقيلة والمعاطف شتاء إلى الأزياء التي تشعر المرأة ببعض التحرر والانطلاق . علماً أن "الرحلة" التي نستعد لها في شهر نوفمبر يتم عرضها وإطلاقها في شهر مايو/أيار . المعروف أن "كروز" شانيل قدمت عروضاً ضخمة وناجحة عالمياً قبل أن تصل إلى دبي، مثل باريس، ونيويورك، ولوس أنجلوس، وميامي، والبندقية، وسان تروبيه، وكاب دانتيب، وفرساي، وسنغافورة . الخليج الامارتية