صادف في مثل هذا اليوم، وفاة السيدة زينب الكبرى عليها السلام بنت الامام علي بن طالب عليه السلام. وذلك في الخامس عشر من شهر رجب الحرام عام 62 للهجرة. المشهور أنّ وفاة السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) كان في يوم الأحد مساء الخامس عشر من شهر رجب مِن سنة 62 للهجرة. وهناك أقوال أخرى غير مشهورة في تحديد يوم وسنة وفاتها. ولقد أهمل التاريخ ذكر سبب وفاتها، ولا يستبعد ان يكون للأمويين يد في اغتيالها بالسم.. لأنها كان المعروف عنها انها كانت تؤلب الناس ضد يزيد بعد واقعة الطف.. وعلى كل حال ، فقد لَحِقَت هذه السيدة العظيمة بالرفيق الأعلى، وارتاحت من توالي مصائب ونوائب الدهر الخؤون. لقد فارقت هذه الحياة بعد أن سجّلت إسمها بأحرف من نور في سجل سيدات النساء الخالدات، فصارت ثانية أعظم سيدة من سيدات البشر، حيث إنّ أمّها السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي: أولى أعظم سيّدة من النساء، كما صرّح بذلك أبوها رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال: « وأمّا ابنتي فاطمة .. فهي سيدة نساء العالمين، من الأوّلين والآخرين». ولما ولدت عليها السلام، جاءت بها أمها الزهراء إلى أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالت له: سم هذه المولودة؟ فقال (عليه السلام) ما كنت لأسبق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان في سفر له، ولما جاء النبي (صلى الله عليه وآله) وسأله عن اسمها فقال: ما كنت لأسبق ربي تعالى، فهبط جبرئيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل وقال له: سم هذه المولودة (زينب) فقد اختار الله لها هذا الاسم، ثم أخبره بما يجري عليها من المصائب، فبكى النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: من بكى على مصاب هذه البنت كان كمن بكى على أخويها الحسن والحسين (عليهما السلام). لقد عايشت السيدة زينب هموم واحزان أهل البيت، وودعتهم واحدا تلو الآخر شهداء، وقرابين الى الله تعالى، الى ان لم يبق لها سوى أخيها الحسين عليه السلام. في هذه المرحلة من حياة السيدة زينب والتي بدأت من يوم رحيلها إلى أرض كربلاء برفقة أخيها سيّد الشهداء الحسين عليه السّلام تؤازره وتنصره، وتقدّم أولادها بين يديه ضحايا فداء لإمامته، فقطعت ذلك الطريق الصعب من المدينةالمنورة إلى طفّ الغاضرية حيث مصارع الأحبة الكرام، إخوتِها وبني عمومتها وولْدها وأصحاب أهل بيتها، وبني إخوتها وآل أبي طالب وبني هاشم. فكانت نعمت الأخت المواسية لأخيها، ونعمت الموالية المضحية للإمامة. أقدمت على يقين وبصيرة وإيمان، واصطحبت ركب الإمام الحسين وعقائل الوحي، وكان عليها أن ترى الفجائع بأمّ عينيها، وكُتِب عليها أن تجلس عند الضحايا، أشلاء مُجزّرين على صعيد المنايا، وتشاهد مصارع الشهداء، وبينهم سيدهم ريحانة المصطفى. وقدمت القرابين شاكرة لله: إلهي تقبّلْ منا هذا القربان. وأيّ قربان كان! سيّد شباب أهل الجنة. وهانت عليها المصائب والرزايا رغم عِظَمها، لأنها في عين الله، ولأنها خالصة لوجه الله. ثمّ كان السبي، وما أدرانا ما السبي! ثمّ كان عليها أن تخطب في الكوفة والشام، وأن تواجه الطغاة، وأن تحفظ وديعة الله وإمام عصرها السجاد عليّ بن الحسين عليه السّلام، وأن ترعى العيال وهم جمع من الأرامل واليتامى يتصارخون مما لاقوا. ثمّ كان عليها عليها السّلام أن تصدع بقصة الطف الرهيبة، تطبّق بها الآفاق. فتبعث الرسائل الحسينية إلى حيث استطاعت، فتنزل بذلك على الحكم الأُموي دمغات ولعنات، وهي ما تزال اللَّبوة الحيدرية، مع جراحاتها البالغة وقد جاوزت الرابعة والخمسين من عمرها، فترى تلك النوازل. ولم تمض سنة ونصف السنة على واقعة كربلاء وفاجعتها حتّى ضاق البلاط الأُموي بالعقيلة زينب عليها السّلام؛ فهي سفيرة الحسين وراوية قصته قصة الشهادة العظمى بلسانها ونحيبها وجميع حالاتها، فأُبعدت عن موطن جدها، إلى أين؟ إلى الشام من جديد، حيث ذكريات السبي والدخول وسط الشامتين والمجابهة في قصر الطاغية يزيد، وحيث هناك عُلِّق رأس الشهيد على شجرة أيّاماً مُرّة، فأجهشت، ثمّ شهقت، ثم غصّت غصة الحزن العميق كانت فيها نفسُها الطاهرة الزكية. فكانت شهيدةَ بيت الوحي أيضاً، بمصائب عجيبة، فقضت حزناً على حبيب المصطفى صلّى الله عليه وآله وحباً له وشوقاً إليه. ولا يستبعد دس السم لها.. كما عرف عن الامويين في التخلص من اعدائهم. فسلام الله عليها يوم ولدت ويوم التحقت بركب الشهداء من اهل البيت عليهم السلام.. وكالة الانباء الايرانية