محليات الجميع نموذجي ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 16/05/2014 تابعت الاحتفال بتوزيع جائزة التميز الحكومي أول أمس، والتي وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتحويل مسماها إلى جائزة محمد بن راشد للتميز الحكومي، بإعجاب ما مثله إعجاب، وأنا أشاهد ملحمة فنية كبرى لا يجود الزمان بمثلها كثيراً . قيادة حكيمة ومخلصة لشعبها ومبادئها وأخلاق الفرسان التي تربت عليها، كل يعترف بفضل الآخر وقدراته وعطائه وتضحياته للغير حتى يكون الجميع أكثر راحة واستقراراً وسعادة . لا صراع، ولا ادعاء، ولا احتكار، الجميع في قيادة البلاد أسرة واحدة، تشعر بمسؤولياتها الكبيرة تجاه شعبها، في زمن صعب من جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ولذلك تتكامل أدوارهم ولا تتقاطع، حتى يكاد المرء لا يصدق أن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة هي من هذا القرن الذي من الصعب أن تجد فيه من يضع كل إمكاناته في خدمة شعبه ووطنه، فأينما حل النظر لا بد أن تجد صراعات ومصالح خاصة، وعملة نادرة من يعطي ويعطي ويعطي بلا حدود أو توقف . وفي المقابل، هناك شعب يستحق كل الخير الذي أغرقته فيه قيادته، فالجميع يحمد الله ويشكره على نعمة أن رزقه قيادة حكيمة، معطاءة، ولا مكان بينهم لناكر جميل أو جشع، الجميع ملتف حول القيادة، بحب ووفاء وحسن رد لكل ما تبذله من أجلهم، وإن كان هناك استثناء فإنه لا يذكر، ولا حساب له ولا تاريخ ولا جغرافيا . المجتهد له نصيب، مَنْ يبدع يكرّم، المخلص في حب وطنه يجد المقابل من قيادته التي سارت على درب المؤسسين الأوائل بعد أن تسلمت الراية، وصنعت ما هو أشبه بالمعجزات . دولة تتفاعل بالإيجاب، تعمل، تنتج، تزرع وتحصد، تبني وتعمر، ولا تعرف للصراع سبيلا، فالكل متكامل، والجميع يحصد ويحصد بلا حساب، لأن القيادة تؤمن أن إنسان الإمارات هو هدفها الأول والأخير، وأن سعادته واستقراره وراحة باله استراتيجية عمل لا تنتهي، تخدمها خطط تكتيكية أقصر مدى، لكنها تصب في طريق التنمية ومواصلة العمل والعيش بروح العصر، وفي قلب القرن الحادي والعشرين بكل جدارة واقتدار . بصراحة، شعب يحسد أن لديه مثل هذه القيادة الواعية المثابرة التي لا يحد طموحها ولا حتى سور الصين العظيم، وقيادة تحسد أيضاً أن لديها هذا الشعب الذي يحبها ويحترمها ويطيع أحكامها وحكمها، سعيد بها كما هي سعيدة به، يحبها بصدق تماماً، كما نلمح السعادة في عيون رموزها كلما تحقق إنجاز جديد يصب في مصلحة ومنفعة شعبها . حقاً إنها العلاقات النموذج التي يتمناها المرء في كل بلد عربي، لعل وعسى أن ندرك يوماً يتحقق فيه الحلم الأكبر عبر تعميم نموذج قيادة وشعب الإمارات العربية المتحدة عربياً . هشام صافي الخليج الامارتية