الجمعة 16 مايو 2014 08:50 مساءً بقلم عباس السفياني يصادف يوم الأربعاء القادم 21مايو2014م الذكرى العشرين لإعلان فك الارتباط الذي أعلنه الرئيس علي سالم البيض بعد فشل الوحدة المشؤمة التي أعلنت بين البلدين الجارين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في يوم 22مايو1990م الوحدة التي كانت بمثابة الفخ الذي تم نصبة للإيقاع بالجنوب لاحتلاله واستباحته وطمس هويته من قبل عصابة الفيد والنهب والتكفير التي تحكم العربية اليمنية. عندما استفاق شعب الجنوب على أصوات المدافع والطائرات وهي تقصف الجنوب،تحرق الأخضر واليابس، على أصوات المخلوع وهو يعلن الحرب على الجنوب ويتوعد باحتلالها، على أصوات مشائخ التكفير والإرهاب وهي تطلق العنان لإرهابها وتصدر الفتاوى المسعورة التي تحلل احتلال الجنوب واستباحتها وقتل شعبها، على أصوات عبدالله الأحمر التي لم يفهم منها شيء سواء كلمتين هما الفرع والأصل والتي أكدها في مذكراته ،على أصوات الله اكبر التي كان يطلقها الإرهابيين اليمنيين العائدين من أفغانستان والذين تم تسميتهم بأنصار الشرعية ،استفاق شعب الجنوب على أصوات النساء والأطفال المرعوبة من أصوات المدافع والصواريخ التي كانت تدمر وتحرق وتقتل كلما تجده في طريقها. ، ليشاهد بعدها الجثث والأشلاء المتنافرة في الحي الذي يعيش فيه، ورائحة البارود والحرائق والدماء تطغى علية، لقد استفاق شعب الجنوب وهو يتمنى إلا يستفيق، استفاق وهو يعلم ان الذي يشاهده ويتعرض له هو حقيقة وليست أحلام تنتهي بمجرد الاستفاقة من النوم. بعد هذا كله وبعد ان وجد الرئيس علي سالم البيض ومن تبقى معه من الغيورين على وطنهم ان الجنوب وقعت في الفخ وإنها تعرضت لمؤامرة كبيرة ومعرضة للاحتلال والاستباحة والطمس من الخارطة السياسية للوطن العربي وطمس الهوية الجنوبية العربية واستبدالها بهوية يمنية دخيلة ومختلفة ،،،،عندها توقفت ساعة الزمن معلنة استعادة الجنوب وحمايته مما يتعرض له من مؤامرة بإعلان الرئيس علي سالم البيض قراره الشجاع المتمثل بفك الارتباط من العربية اليمنية وعودة الدولتين العربيتين إلى حدودهما السابقة التي كانت تتمتع بها قبل عام 90م الإعلان الذي كان عبارة عن الفرصة الأخيرة التي استطاع الرئيس علي سالم البيض ومن بجانبه من القيادات اغتنامها والاستفادة منها في حماية الجنوب من الضياع الأبدي والطمس من ذاكرة الأجيال، بالإضافة إلى إفشال كل مخططات العربية اليمنية التي كانت ترمي إلى احتلال الجنوب تحت مسمى حماية البلد الموحد،محققا نجاحات هامة للجنوب في نفس السياق من أهمها: أولا:فك الارتباط أنهى شرعية الدولة الموحدة التي وضعت عصابات الفيد والنهب والتكفير خططها لاحتلال الجنوب تحت مسماها ،وأعاد إلى الواجهة الدولتين السابقتين كلآ على حدودها السابقة. ثانيآ:: تغيير مجريات الحرب ومسمياتها من حرب أهلية في إطار البلد الواحد الموحد إلى اعتداء دولة على دولة أخرى خارج حدودها. ثالثا:: فك الارتباط غيركل مسميات الحرب والمحاربين من حرب شرعية بقاموس عصابات الفيد والنهب والتكفير الحاكم للعربية اليمنية، إلى حرب احتلالية مخالفة لكل القوانين والمواثيق والشرعية الدولية وضاربة بها بعرض الحائط واعتداء دولة اسمها العربية اليمنية على دولة جارة لهاهي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ،كما غيرت مسميات المحاربين من حماة الشرعية وأنصار الشرعية إلى جنود احتلال وجماعات إرهابية ومرتزقة. رابعا:: تم الاعتراف عربيا ودوليآ بقرار فك الارتباط ترجم هذا الاعتراف عربيا من خلال تصريحات الأمين العام للجامعة العربية عصمت عبدالمجيد حيث قال ان الوحدة لايمكن فرضها بالقوة وان من حق الطرفين الذين توحدا ان يعلن رفضه للوحدة والعودة إلى الحدود السابقة قبل التوحد ،بالإضافة إلى قرار مجلس التعاون الخليجي وتصريحات أمير الكويت فهد الجابر الصباح ،اما الاعتراف الدولي فقد تم ترجمته بقرارين صدرا عن مجلس الأمن الدولي وهما القرار924 والقرار 937 والتي دعت إلى توقف استخدام القوة والعمل على حل النزاعات بالطرق السلمية والحوار ،كما طالبت بوقف الحرب وجاعلة من العاصمة عدن خط احمر على جيوش وإرهابيي العربية اليمنية وتحذيرهم من مغبة احتلالها ،قرارات دولية تبقى سارية المفعول متى ماتحرك شعب الجنوب وغير الواقع المفروض على أرضه حينها تفتح الملفات وتنفذ القرارات الدولية مع معاقبة الطرق الذي اخترقها ولم يعترف بها. خامسآ::إعلان فك الارتباط كان البداية العملية التي انطلقت على ضوئها الثورة السلمية التحررية الجنوبية في عام2007م. سادسآ::حتى وان سقط الجنوب تحت احتلال العربية اليمنية إلا ان الاحتلال يضل احتلال منزوع الشرعية وتصير الشرعية الدولية والقوانين الأرضية والسماوية إلى جانب شعب الجنوب في حقه في تحرير أرضه واستعادت دولته برحيل الاحتلال اليمني منها. لقد استطاع الرئيس علي سالم البيض ومن معه من قيادات الجنوب انذاك من حماية الجنوب من الضياع والطمس كما استطاعوا ان يستعيدوا الدولة بشرعيتها على حدودها السياسية قبل التوحد وان كانت تحت الاحتلال إلا ان لشعب الجنوب كل الحق في النضال لاستعادتها كفلته له كل القوانيين والمواثيق الدولية. وعلى هذا فثورة الجنوب السلمية مستمرة لن تتوقف او تتراجع حتى استعادة الدولة الجنوبية علىحدودها السياسية قبل التوحد. عدن الغد