علي منصور أحمد الثلاثاء 2014-05-20 13:12:41 . ما تعرض إليه الأستاذ الأكاديمي خبير القانون الدولي الصديق العزيز الدكتور محمد علي السقاف في مقاله الأخير الذي حمل عنوان (دعوة الحراك والنخب المثقفة إلى تجميد الخلافات مؤقتا مع الرئيس هادي) الذي قال فيه :- دعوتي هذه لقوى الحراك والنخب الجنوبية المثقفة إلى تجميد الخلافات مؤقتا مع الرئيس هادي لا يعني إطلاقا التنازل عن مطالب شعب الجنوب في الحرية واستعادة دولته المستقلة ذات السيادة على أراضيه المعترف بها دوليا . هذه المطالب المشروعة لشعب الجنوب قد لا تكون موضوع خلاف حولها مع الرئيس هادي ربما يشاركنا نفس التوجه وربما لا يشاركنا ولا يتفق معنا حول هذه المطالب لا نعلم ذلك . . مضيفا : الشيء المؤكد انه بحكم وظيفته ومنصبه كرئيس للجمهورية اليمنية تجعله يتصرف وينتهج سياسة تمليها عليه كرئيس للدولة اليمنية بغض النظر عن مشاعره الشخصية نحو الجنوب أن وجدت .فهو يعلم أن القوي القبلية والعسكرية والقوي المتنفذة في صنعاء متحالفة ضده برغم الصراع بينها علي السلطة , ولولا الدعم الإقليمي والدولي الذي يحظي به لتم التخلص منه بسهولة .سأتناول هنا باختصار شديد بعض النقاط حول الأسباب التي تدعونا إلى التعامل معه إيجابيا والأسباب التي تجعل القوي النافذة تقف ضده وقد تسعي لإزاحته إذا بإمكانهم عمل ذلك. . ما قاله د. السقاف يأتي ضمن سلسلة من مقالاته الأخيرة التي ركز فيها على مخاطبة الذات الجنوبية , من عرض وتقييم ونصح لمسيرة الحراك السلمي الجنوبي على صعيديه الجماهيري والقيادي "داخليا وخارجيا" بما هو أقرب إلى "الجلاسنوست" المكاشفة الجنوبية , وأن كانت بحذر السياسي الماهر والأكاديمي المقتدر ورجل القانون الدولي المخضرم .. والذي خصني على بريدي "الالكتروني" الشخصي بنسخة منها , وتناقلتها معظم الصحف والمواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" تمثل رؤية "أكاديمية – قانونية وسياسية " قيمة ينبغي على من خصهم بها تحمل مسؤولياتهم الوطنية الرفيعة في تقبلها وتفهمها جيدا .. كيف لا .. وهي تأتي من رجل ذي مكانة وشأن في القانون الدولي والعلاقات الدولية المشهود له بها .. خاصة وأن دول كبرى وحركات وأحزاب وشعوب وأمم تتسابق على دفع ملايين الدولارات لشراء هذه الاستشارات "السياسية والقانونية" الدولية وتنشئ من اجلها أهم واكبر وأوسع مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الشهيرة , في العديد من الدول والأمم المتحضرة , التي تعي قدرها ومكانتها في الإسهام في صناعة "القرار" الذي تبنى عليه سياسيات واستراتيجيات صانعي القرارات الآنية والبعيدة منها. . ما تعرض إليه الدكتور السقاف عن وضعنا "الجنوبي" المأساوي المزري شيء ملموس لا ينكره إلا جاحد .. هذه الحقيقة ومن لديه ما يدحض ذلك , أو قدم شي ملموس على المستوى الدولي والإقليمي عليه أن يعرضه للناس .. أما نظل هكذا (عشرون عام) في حوار ذاتي داخلي (جنوبي جنوبي) نراوح مكاننا .. فالشعب في الساحات في كل بياناته يطالب القيادات التاريخية .. وهم في كل خطاباتهم يناشدون الساحات .. نحاكي بعضنا البعض .. هكذا ندور حول أنفسنا .. في دائرة مغلقة (Closed circuit) ندور في دائرة قصيرة .. نحن نطالبهم وهم يناشدونا ! . وكأننا ساسة ومثقفين لا فرق بيننا وبين المواطن العادي المغلوب على أمره الذي يدفع ثمن أخطاءات جسيمة ارتكبها غيره ممن تولوا أمره في غفلة من الزمن منذ 1967-1994 وحتى اليوم .. هذا المواطن الغلبان الذي لا يدرك حقيقة وقوعنا في حالة اشتباك سياسي غوغائي غير مدروس مع الجمهورية العربية اليمنية ذهبنا إليه بإرادة السياسات المغامرة والغير محسوبة العواقب في نكبة (22 مايو 1990) التي باركها الإقليم والعالم , الذين ما زالت "الجنوب" في نظرهم وطبقا للقانون الدولي جزء من جغرافيا دولة الوحدة السياسية الاندماجية لما تسمى (الجمهورية اليمنية) والدليل على ذلك ما نصت وتنص عليه كل بيانات وقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السياسية في اليمن .. حتى وأن كانت حرب الاجتياح العسكري عام 94م قد أسقطت علينا واقع سياسي جديد أسوأ من "الاحتلال" حسب التسمية الشعبية في الجنوب .. كما وصفه الدكتور السقاف من وجهة نظر القانون الدولي وطبقا لموقف ووجهة نظر المجتمع الدولي والجوار الإقليمي في تعامله معنا. . وأن الانفكاك من حالة الاشتباك هذه يتطلب مزيدا من الدراسة والعقلانية والاصطفاف والعمل المثابر من الجميع في جبهة وطنية جامعة وواحدة والعمل على كل المسارات "الممكنة والمتاحة" والمشروعة دوليا حتى نحقق ما يمكن تحقيقه من تقدم شرطي مهم ومطلوب لاستمالة المجتمع الدولي والإقليمي والتفاتته إلى قضيتنا وعدالتها المشروعة وهو أمر صعب ويحتاج استخدام كافة الطاقات والعقول والإمكانيات لتحقيق ذلك .. بعد أن عجزت أو تعثرت "القيادات التاريخية" في الخارج عن تحقيق ذلك طوال هذه المدة كلها .. أكان بإرادتها أو بإرادة دولية وإقليمية لها حساباتها ومصالحها الخفية التي يجهلها المواطن العادي المغلوب على أمره في الجنوب. . فهذا الوضع الذي نعيشه ونلمسه وتطرق إليه الدكتور محمد السقاف من موقعه الأكاديمي الرفيع وكهامة دولية رفيعة في القانون الدولي والعلاقات الدولية الذي تربطه مع كثير من المؤسسات والهيئات والدوائر الدولية المعنية ولقاءاته واستشاراته القانونية وبحثه وحمله للملف الجنوب منذ وقت مبكر ومنذ أمد بعيد لدى عددا من دوائر الاهتمام الدولي المعنية بالقانون الدولي والعلاقات الدولية ومصالح القوى العظمى وغيرها من الخفايا الذي تحاشى الحديث عنها بحصافة القانوني المدرك والسياسي المخضرم .. قد كشف الكثير وتحاشى الإفصاح عن الأكثر خطورة والمزيد منها حتى لا يصفه الآخرين من المزايدين بالشعارات الفارغة الساذجة والبليدة ممن ما يزالون يمارسون لعبتهم الغوغائية في دغدغة عواطف البسطاء من الجماهير ويراهنون على حماسها الثوري العفوي الفياض .. غير مدركين أو متجاهلين ما عليهم من استحقاقات ينبغي أن يقدموا بها كشف حساب عن ما قدموا وما عملوا خارجيا من فعل وتأثير لدى صانعي القرار الدولي والإقليمي ..وما ينبغي عليهم فعله وماذا بعد .. والإجابة على تساؤلات الناس عند ختام أي "مليونية" وماذا بعد؟! . السقاف المح في دعوته الصريحة على العمل على كل الجبهات وعلى كل المسارات ومنها "التحالفات التكتيكية" التي بدونها لن ولم تتقدم قضيتنا قيد أنمله .. وسنظل (محلك سر) نراوح مكاننا نردد الشعارات الحماسية ونتغنى بالأمنيات العاطفية والأحلام السرمدية .. التي لا ولن تخدم قضيتنا إطلاقا .. مهما وبحت حناجرنا واعتلت أصواتنا .. علينا أن ندرك أن هناك من هم غيرنا أشطر .. في خبرتهم وتاريخهم في نسج التحالفات ولعبة المصالح الحيوية الكبرى مع الآخرين .. والشاطر يفهم .. علينا أن نسلم بحقيقة وضعنا وواقعنا ونصارح شعبنا بالحقيقة .. لأن مصير الشعوب والأمم لا تبنى على الأوهام المطلقة والأماني الطيبة والبريئة .. وأن ننتهز اللحظة ونلتفت إلى الأيادي التي مازالت ممدودة نحونا من قبل المجتمع الدولي والإقليمي وعكستها عناصر ومحددات القرار الأممي الأخير لمجلس الأمن الدولي (2140) والدعوات المتكررة التي ترد وتورد في الرسائل التي يوجهها الرئيس الجنوبي "عبدربه منصور هادي" لنمسك بمسلمات وممكنات الظروف السياسية الدولية والإقليمية المتاحة والممكنة والمفروضة " وأن لا نتجاهل أو نستخف أو نغض الطرف عن قرار مجلس الأمن الدولي (2140) " مع عدم التفريط بمطلب شعب الجنوب بحقه في تقرير مصيره , كما قال الدكتور السقاف. . هذا منطق العقلاء الذي ينبغي أن يسود بين النخب السياسية والمثقفين في مجتمعنا الجنوبي الذي تقع عليهم مسؤولية قيادة وتوجيه الرأي العام الجنوبي .. التي ينبغي أن تتقدم على تهريج ونزق الغلو والتطرف والعنتريات الفارغة .. وخاصة عندما يأتي من ذوي الشأن والخبرة والمهنية الصرفة من أمثال الأستاذ الأكاديمي وخبير القانون الدولي السياسي المخضرم والقيادي السباق والبارز في الحراك السلمي الجنوبي الدكتور محمد علي السقاف .. خاصة عندما تأتي النصيحة والمشورة السديدة بالرشد والاتزان من أحد هامات ونخب المجتمع المدني الجنوبي وإعلامه المثقفة , التي ينبغي أن يحسب لها ولأرائها ألف مليون حساب , وأن تأخذ على محمل الجد والاعتبار , كواحد ممن يقال عن آراءهم وحكمتهم "كلام الملوك ملوك الكلام" فهل وصلت الرسالة ؟! .. اللهم إنا بلغنا ..اللهم فأشهد ! . [email protected] ناشر ورئيس تحرير موقع "عدن الآن" الإخباري عدة حرة