محمود ياسين.. لا أدري يا فخامة الرئيس من أدخل في ذهنك أنني متأثر أو محسوب على جهة سياسية أو شخص من الذين اتصلت بهم البارحة تريد منهم أن يأمروني بتصحيح المقالة التي نشرتها في عمودي بصحيفة الأولى عن قرارك تعيين نجل صالح الضنين قائداً لمحور المخاء- باب المندب. كان عليك نفي الخبر أو مساءلة وزير الدفاع بدلاً من اتصالك بمن تظنهم يؤثرون عليَّ أو تحسبني عليهم.. الأمر الذي اعتبرته إهانة شخصية لي كإنسان وإهانة لما أحاول تمثله من استقلالية. تربطني علاقة ود بالكثير من السياسيين على سبيل التخزين وتبادل الأفكار وغالباً ما نحاول نحن الكتاب التأثير في توجهاتهم وليس العكس. وعلى كل حال أنا واحد من أبناء الطبقة المتوسطة شأني شأن نبيل سبيع وسامي غالب وعبد الرشيد الفقيه ونبيل الصوفي وقائمة من الكتاب الذين كانوا جاهزين لأن يُحسبوا على مشروعك في استرداد الدولة من أيدي الأقوياء وإذا بك تحسبنا عليهم. ولقد أرضاني قليلاً أمر أنك تتابع كتاباتي وتتعامل معها بجدية غير أنني في هذا اليوم فرحت كثيراً وأرضاني أكثر قدوم الشاب المثقف محمد أحمد أبو أصبع إلى مقر الصحيفة ليراني ويقول لي أنني كاتبه المفضل. هذا هو الإطراء والتأثير الذي أسعى إليه وليس مجد اتصالك بي كما نصحك من اتصلت به ليأمرني بتصحيح مقالة قراراك بتعيين نجل الضنين. وأنا يا فخامة الرئيس محسوب على من يشترون صحيفة الأولى ليقرأوني وهم كثر بدرجة ما, هم كثير ليس بما يكفي للمباهاة بالتأثير واسع النطاق أو بالشهرة ولكنهم أكثر من طاقتك على الاتصال بهم جميعاً. كان عليك الاتصال في حال أردت أن يضغط عليَّ أشخاص ما. كان عليك الاتصال بأحمد طارش خرصان المثقف الناصري من وراف بإب, ومحمد الهيصمي الدماغ الهائل يلوك التاريخ ويلفظ أكاذيبه العظيمة. محمد علي عبود وعمرو عبد اللطيف وأحمد الولي ومعن دماج ومجاهد سائق الهيلوكس في طريق المجمعة كان عليك الاتصال بعبد الباري طاهر أو بشرى المقطري. كان عليك الاتصال بمحمد عبد الرقيب السماوي وقارئة من الحديدة قالت إن كتاباتي غيرت رؤيتها لذاتها وجعلتها تلامس الأمواج المتكسرة على شواطئ الحديدة. هؤلاء الناس: إنهم أهلي ويمكنك أن تحسبني عليهم. وإذا كان هناك من تأثير مباشر على ما نكتبه جميعاً فهو لقراراتك بالدرجة الأولى ونحن معك طالما منحتنا أمل إعادة دولتنا ولعبت السياسة ممثلاً لناخبيك. هل تعرف محمد العلاني؟ هل تعرف خالد عبد الهادي أو وسام محمد؟ هل تعرف علوي السقاف؟ أو علي الضبيبي.. أنت لا ترى جيلنا وهذه هي المعضلة. ولقد وضعتنا في الخلف متسائلاً عن دوافعنا ومن يؤثر علينا حتى وأنت معجب بما نقوله وما نراه. ذلك أنك ترى ظلالنا بعيون رجال القوى التقليدية متوهماً أننا نراك بعيونهم. وهذا هو الخطأ الكبير والإهانة لأبناء المغتربين. تحضرني أسماؤهم الآن وبراعتهم واخضرارهم الجاهز لمد هذه البلاد بالجمال والعدل.. تصلك رؤاهم في مقالاتهم التي تقرأها تباعاً. وهذه فضيلتك العزيزة علينا نحن الكتاب. فضيلة القراءة باعتبارها بالإضافة لكونها نشاطاً رئاسياً يتقصى اتجاهات التفكير إلا أنها أيضاً فضيلة الشغف بالقراءة للقراءة والتي كنت تتمتع بها منذ زمن كما سمعت وقبل أن تكون رئيساً أو نائباً للرئيس. أنت تسمعهم يا فخامة الرئيس وتقرأ أفكارهم,, عشرات الكتاب والمفكرين من جيلنا يهمسون لك بالحقائق المهمة.. يقولها أبناء المغتربين والموظفين.. لكنك حينما تفتح عينيك لا ترى غير ابن صالح الضنين. - الأولى