نجحت مراكز القوى في صنعاء من جر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى المواجهة مع الحوثيين لوقف تقدم الجيش في حربه ضد عناصر تنظيم القاعدة في الجنوب . الحرب الطاحنة في عمران التي اشتدت ضراوة منذ يومين وما تزال مستمرة حتى اللحظة بين الجيش وجماعة الحوثيين وسقوط العشرات من الطرفين بين قتلى وجرحى . نجحت الأطراف التي لا تريد استمرار العملية السياسية في اليمن في خلط الأوراق وفتح جبهة جديدة للرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي الذي نجح في جعل الحوثيين شركاء بالعملية السياسية عبر مشاركتهم في الحوار ومواجهتها بعد انتهائه ، وهذه الجبهة التي ستدخل هادي في وحل مدبر له تأتي بعد جبهة أزمة الديزل واستخدام البرلمان كوسيلة للتهديد بورقة لا يملكها البرلمان وهي سحب الثقة من الحكومة وإدخال البلاد في أزمة سياسية جديدة . الأطراف التي يعتقد البعض في الشمال انها متصارعة يبدو وأنها تتبادل الأدوار في صنع الأزمات امام المرحلة الانتقالية لرفض مشروع الدولة التي يريد الرئيس هادي بنائها مستندا على مخرجات هشة في الحوار وأدوات قديمة في التنفيذ. الرئيس هادي يواجه اليوم أزمة المشتقات النفطية لتمرير جرعة رفع الدعم عنها . ويواجه حربا شرسة ضد تنظيم القاعدة في الجنوب و الممول من قبل أطراف في الشمال . ويخوض اليوم حربا جديدة ضد الحوثيين في عمران بعد ان تمكنت القوى النافذة في الشمال من جره الى مواجهة غير مبررة . الرئيس هادي ورئيس الحكومة في وضع لا يحسدان عليه فهما من يواجهان كل الأزمات المفتعلة من قبل قوى النفوذ في الشمال لأنهما جنوبيان ووضع العراقيل لافشالهما باي ثمن . كل هذه الأزمات المفتعلة الا دليل قلناه داخل مؤتمر الحوار قبل انسحابنا بسبب تمسكنا بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بان الدولة العميقة في الشمال لا تريد بناء دولة ولن تسمح لأي كان من سحب حقها الذي تدعيه في حكم الشمال . المجتمع الدولي أيضاً الذي يلوح بالبند السابع ضد معرقلي التسوية السياسية وجد ان هذا التهديد بالبند ليس له مكاناً للتنفيذ في اليمن . فصالح لا يزال لاعبا سياسيا وصانع للعراقيل عبر نصف أعضاء البرلمان ونصف أعضاء الحكومة ومؤسساته الإعلامية التي يمتلكها وفلوله الموجودين في الجيش والذين يقومون بضرب الجنوبيين كما يجري عبر ضبعان في الضالع . علي محسن ما يزال قويا في صنع الأزمات وفتح الجبهات واستخدام نفوذه داخل الجيش لفتح جبهات مع من يسميهم الخارجين عن القانون وليس تنظيم القاعدة التي تشير كثير من المعلومات الإعلامية انه ( علي محسن) وراء دعم عدد من عناصرها . ال الأحمر يستخدمون حزب الإصلاح ليمددوا نفوذهم كوريث بديل عن سلطة صالح وبسط سيطرتهم على مفاصل السلطة الانتقالية .. اليمن في مخاض سياسي كبير ولكن السؤال كيف يواجه هادي وباسندوة كل هذه التحديات والأزمات بنفس الوجوه ونفس اللاعبين ونفس تلك الأساليب التي كان ومازال يمارسها نظام صالح قبل وبعد خلعه. * الكاتب السياسي والاعلامي : لطفي شطارة شبوة برس