من شروق صادقي واشنطن - 30 - 5 (كونا) -- يقوم رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم بدءا من يوم الأحد المقبل بزيارة الى الشرق الأوسط تشمل كلا من السعودية ولبنان والأردن سيركز فيها على التحديات والفرص التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتأكيد التزام البنك ودعمه لها. وقال كيم في لقاء مع مجموعة من الصحافيين مساء أمس بتوقيت واشنطن انه يتطلع الى زيارته المرتقبة "ونحن نشعر بأننا نريد أن نعمل مع هذه المنطقة والدول التي نقوم بزيارتها وفق رؤية من الأمل". وأضاف "نريد أن نبدأ السعي لوضع أسس مسار أكثر تفاؤلا بكثير" قائلا "علينا أن نساعد هذه الدول على بناء قدرتها على التكيف وان المواضيع الرئيسية التي سنركز عليها هي فرص العمل والحوكمة والإدماج ونمو القطاع الخاص ونشعر بأننا مجهزون جيدا جنبا إلى جنب مع شركائنا للمساعدة في هذه المجالات كافة". وأكد انه يريد أن يبعث برسالة "وخاصة للشباب لتشجيعهم على مواصلة التفكير في رؤية متفائلة والتقدم بعملية الإصلاح نحو البناء الحقيقي لرؤية منطقة نامية ومتكاملة وشاملة للجميع". وكشف كيم ان البنك يخطط وعلى سبيل المثال منذ الآن لما سيفعله عندما يتوقف القتال في سوريا "رغم اننا غير متأكدين متى سيحدث هذا ونأمل أن يكون في أقرب وقت ممكن" قائلا "لا أعتقد انه يجب أن ننتظر حتى ذلك الحين لكي نبدأ التخطيط لذا نحن نخطط منذ الآن". وردا على سؤال من وكالة الأنباء الكويتية (كونا) حول أهمية التنويع الاقتصادي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أكد رئيس البنك الدولي "ان هناك فوائد بأن يأتي كامل الدخل من النفط وهي مكنت دولا مثل الكويت من استثمار المزيد في مجال الرعاية الصحية والتعليم ورفع مستوى رأس المال البشري فيها". ورأى ان "هناك فرصة هائلة في الوقت الراهن للدول الغنية بالنفط ودول مجلس التعاون الخليجي للجلوس والتفكير في ما يجب القيام به للاعداد للمستقبل وقد بدأ بعض هذا التفكير فعليا". وشدد على أهمية التركيز على التعليم قائلا "كنا نتحدث فلسفيا في السابق حول أهمية التعليم ولكن الآن هناك الكثير من البيانات التي تشير إلى أن نوعا معينا من المهارات التي يكتسبها المرء في سن ال16 مترابطة بشكل كبير مع النمو الاقتصادي". وأكد أيضا على أهمية الرعاية الصحية مشيرا الى ان "هناك أشياء محددة جدا نعرفها عن كيفية جعل شعوبكم أكثر صحة بحيث تكون أكثر إنتاجية". وأوضح "ان هناك أشياء كثيرة وأنواعا من الاستثمارات التي يمكن ان تتم على البنية التحتية وبيئة الأعمال والتي يمكن أن تضع الدول الخليجية في موقف قوي جدا وتكون جيدة جدا للمجتمع". من ناحية أخرى أكد كيم "اننا نعمل في حالات صعبة للغاية بجميع أنحاء العالم ونعمل في بعض أفقر البلدان في أفريقيا وفي مناطق الصراع بجميع أنحاء العالم ونحن نريد ايصال رسالة بأن هناك اشياء يمكن القيام بها في الوقت الراهن من حيث دعمنا للأردن ولبنان". وأفاد بأن "هناك الكثير مما يجب القيام به لزيادة دعمنا العالمي للأردن ولبنان ونحن بحاجة للاستعداد من أجل السلام كما اننا بحاجة لتقديم رؤية عما قد تبدو عليه هذه المنطقة بعد انتهاء الصراع وخاصة في سوريا". وخلال زيارته التي تستمر أربعة أيام إلى المنطقة من الأول الى الرابع من يونيو المقبل سيجتمع كيم مع رؤساء الدول وقادة الحكومة والقطاع الخاص وممثلي المجتمع المدني لمناقشة كيف يمكن لمجموعة البنك الدولي مواصلة تقديم أفضل شكل من الدعم لدول منطقة الشرق الأوسط بهدف تعزيز النمو المستدام والرخاء المشترك. وستدور المناقشات أيضا بحسب كيم حول "الهشاشة وكيفية بناء القدرة على التكيف الإقليمي وتدعيم الشراكات لمعالجة الصدمات السياسية والاقتصادية عبر الحدود من خلال تعزيز قدرات المدن والبلدات والمجتمعات المحلية". وستكون هذه أول زيارة يقوم بها كيم الى الدول الثلاث منذ توليه منصبه كرئيس لمجموعة البنك الدولي في يوليو من عام 2012 . وقال كيم ان جزءا من سبب ذهابه الى المنطقة هو "لفت نظر العالم قدر الامكان الى ما يفعله لبنان والأردن ليس فقط للاجئين السوريين ولكن للعالم بأسره حيث انهما يلعبان دورا حاسما بالنسبة للعالم في استيعاب هذا العدد الهائل من اللاجئين وكذلك تركيا". ووفقا للبنك الدولي فإن محفظته النشطة في منطقة الشرق الأوسط والتي وصلت حاليا الى 16 مليار دولار قد نمت بشكل مطرد على مدى السنوات القليلة الماضية في حين ان التزامات البنك الجديدة للعام المالي 2014 تقارب الخمسة مليارات دولار.(النهاية) ش ص / ر ج وكالة الانباء الكويتية