اعداد/ رائد الجحافي بعيداً عن السرد التاريخي والجغرافي نحاول هنا التغلغل في واقع ما يعانيه الجنوب من مخاطر تهدد زوال هويته، والهوية هنا هي عادات وثقافة الانسان الجنوبي ومورثه القديم وحضارته وكل ما رسخها من قيم ومبادى وايجابيات واعراف تعامل بها الجنوبيين في الحقب الزمنية الماضية، واول محطات التغريب هي ما تعرض له التاريخ الجنوبي من سياسة تدليس وتزوير من قبل اليمنيين الذين دخلوا الجنوب ووصلوا الى سلطة اتخاذ القرار السياسي وعملوا بكل ما لديهم من قدرات وامكانات على ترسيخ ثقافة اليمننة ووصل الامر حد الاستحواذ على وزارات ومراكز حساسة في الجنوب تم من ورائها وضع المنهج الدراسي الميمنن كخطوة اولى لنشر ثقافة اليمننة والترويج لمسمى الوحدة اليمنية وجرى تغيير الكثير من المفاهيم المتمسكة بالجنوب العربي كهوية تاريخية، ولعل من ابرز صور استهداف الهوية الجنوبية وطمس حضارة وتاريخ الجنوب تبرز في التالي: اولاً: هدم المساجد والاضرحة : مسجد ( ابان ): تذكر مصادر التاريخ ان الصحابي ابي موسى الاشعري الذي بعثه الرسول الكريم محمد صل الله عليه وعلى آله وسلم، إلى الجنوب قد نزل في عدن ووضع حجر فيها وامر الناس ان يصلوا في ذلك المكان وفي سنة 105 ه من القرن ال 2 الهجري شيد المسجد في نفس المكان الحكم بن أبان بن عثمان بن عفان الذي كان حاكمآ ل عدن في ذلك الوقت وسماه ب أسم والده الذي كان من أشهر التابعين و أحد فقهاء المدينةالمنورة ال 10 . . وتقول المصادر أن الأمام أحمد بن حنبل أقام فيه عندما زار إبراهيم بن الحكم بن أبان في 198ه . ويعتبر مسجد ابان اول مسجد بني في عدن .. خضع مسجد ابان التاريخي لعملية توسيع وتجديد على نفقة رجل الخير الشيخ سالم باشنفر رحمة الله عليه ثم تلا ذلك عمليتا ترميم خلال عامي 1352 هجريه و 1348 هجرية يتسع المسجد لثلاثة الاف وخمسمائة مصلي محتويا على صحن المسجد وطابقين اخرين الاخير مصلى للنساء وهو مفتوح بطوابقه الثلاثة بحيث يتمكن المصلي في اي طابق من مشاهدة الامام في المحراب او المنبر . ذكر المؤرخ البهاء الجندي أن الحكم بن أبان كان فقيها مشهورا من فقهاء التابعين وكان قد أمتحن بقضاء عدن ودخلها عام 105 هجريه ، وأورد بامخرمه في كتابه تاريخ ثغر عدن أن الإمام أحمد بن حنبل قد اقبل على عدن عام 170هجرية وقال صالح بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول : ولدت في سنة 164 هجرية في أولها في ربيع الأول وقال غيره أن الإمام أحمد لم يبدأ بطلب الحديث إلا عام 179ه ولذلك فقد ترجّح لدينا ( والقول الترجيحي هنا لمعد المرجع ) أن الإمام لم يدخل عدن إلا في غضون عام 198 هجرية عام سفره إلى عدن وكان هدفه تلقي العلم عن ابراهيم بن الحكم بن أبان بن عثمان إلا أنه لم يجد عنده ما كان يأمل من العلم. تعرض مسجد ابان مثل غيره من مئات المساجد في الجنوب للهدم واعادة بنائه ومحو اثاره ومعالمه التاريخية في ظل سياسة طمس الاثار الجنوبية وهكذا تم طمس أهم معلم اسلامي ثمين ضمن سياسة الاحتلال اليمني الذي سعى طيلة السنوات الماضية لمحو الهوية الجنوبية. الجنوبية نت