قبل تسعة أيام على انطلاق مونديال البرازيل لكرة القدم، لايزال عدد من الملاعب ال12 التي تستضيف المباريات يفتقر إلى مقاعد على المدرجات. ويبرز إلى جانب تأخر إنجاز التجهيزات اللوجستية تصاعد المخاوف الأمنية، على خلفية الاحتجاجات المطلبية. ضعف الاتصالات والإنترنت تبرز تحديات أخرى أمام البلد المنظم، مثل ضعف شبكة الاتصالات والإنترنت في عدد من المناطق. ومن أبرز المشروعات المتأخرة تلك المتعلقة بإعادة تأهيل المطارات، التي يشهد معظمها اكتظاظاً وحالة من الاهمال، على الرغم من أن روسيف أكدت جاهزيتها لمواكبة الحدث العالمي. وكانت سقوف المراحيض في مطار مانوس شمال البرازيل انهارت جزئياً في مايو الماضي، بسبب الأمطار الغزيرة. وقد توالت التظاهرات المناهضة لاستضافة المونديل منذ عام، وتخللتها أعمال عنف. وعلى الرغم من تراجع وتيرة الاحتجاجات في الاسابيع الأخيرة، إلا أن المخاوف لاتزال قائمة من احتمال تصاعدها مجدداً خلال المونديال. وكان مئات الآلاف نزلوا إلى الشوارع منذ يونيو 2013 للاحتجاج على الاستثمارات المالية الضخمة في المسابقات الرياضية، وللمطالبة بتحسين الخدمات العامة، وهذا ما جعل السلطات البرازيلية تضع 157 ألف شرطي وجندي في الخدمة لتأمين سلامة المباريات طوال فترة المونديال. غير أن عدوى الاضرابات التي وصلت إلى الشرطة أخيراً، والتهديد بتصعيد وتيرتها خلال البطولة، زادت من المخاوف في بلد يشهد نسبة مرتفعة في معدل الجرائم. ويشكل نجاح السلطات في تنظيم المونديال تحدياً بارزاً للرئيسة الحالية روسيف عشية انتخابات رئاسية مقررة في أكتوبر المقبل. وعلى الرغم من أن المراقبين لا يتوقعون أن تؤثر مجريات المونديال في حظوظ روسيف المرتفعة في إعادة انتخابها، إلا أن خشية تبرز من عدم إحراز المنتخب البرازيلي اللقب، ما قد يعيد زخم الاحتجاجات إلى الشارع. وكانت سلسلة من التحركات النقابية شلت حركة النقل في مدن كبرى، مثل ساو باولو، حيث ترك سائقو الباصات حافلاتهم في منتصف الطرق، معطلين المرور. وتطورت الاحتجاجات إلى اشتباكات مع الشرطة، ما أثار قلقاً من انعكاسها سلباً على سلامة المباريات. وشملت الاحتجاجات اعتصامات لمجموعات من الهنود، الذين أطلقوا السهام على الشرطة في برازيليا، مطالبين بترسيم أراضٍ تعود إلى أجدادهم. غير أن هذه المخاوف لم تطغ على الأجواء الاحتفالية المتصاعدة مع اقتراب موعد المونديال، وهو ما جعل شعار «لن تكون هناك كأس»، الذي أطلقه معارضو تنظيم البطولة العالمية، يتراجع شيئاً فشيئاً لمصلحة سؤال يتكرر بوتيرة متزايدة أخيراً: «لمن ستؤول الكأس؟». وتؤمّن وسائل الإعلام البرازيلية تغطية مكثفة لتدريبات المنتخب البرازيلي، في بلد يفاخر بفوزه بكأس العالم خمس مرات، وذكرت تقارير أن جيشاً مؤلفاً من 1600 صحافي يتابعون كل شاردة وواردة عن بطل العالم خمس مرات. وتتناقل مواقع التواصل الاجتماعي صورة للرئيسة البرازيلية، ديلما روسيف، مرفقة بالنص التالي: «أراك تكتب على (فيس بوك) أن كأس العالم لن تقام، لكنك في الوقت عينه تخطط لمتابعة المباريات مع أصدقائك». وشهد ملعب نادي كورنثيانز في ساو باولو، الذي سيستضيف حفل افتتاح المونديال والمباراة الأولى بين البرازيل وكرواتيا تجارب ثانية، أقيمت على عجل، أول من أمس، غير أن الموقع لايزال قيد الإنجاز. ولايزال تجهيز المدرجات ب20 ألف مقعد مؤقت معلقاً في انتظار التأكد من مطابقته معايير السلامة اللازمة، بعدما أدت وفاة أحد عمال البناء إلى تأخير العملية، في واحد من ثمانية حوادث وفاة خلال إنجاز الملاعب، أخيراً. كما أن المدرجات في كوريتيبا وكويابا وناتال وبورتو أليغري لاتزال غير مكتملة، بنسب متفاوتة، علما بأن الموعد المحدد لإنجازها كان في 31 ديسمبر الماضي. ومع التأخير في الاستعدادات، وتجاوز تكاليفها المقررة، وضع المنظمون جانباً معظم المشروعات الأخرى التي كانت مقررة، مثل التحسينات في أحوال الطرقات العامة وشبكات المترو والقطارات. ويقدر عضو اللجنة التنظيمية، النجم البرازيلي السابق رونالدو، أن تكون 30% فقط من البنى التحتية الموعودة للمونديال جاهزة في موعد انطلاقه. وكانت البرازيل اختيرت لاستضافة كأس العالم في عام 2007، غير أن معظم الأشغال تأخرت عن جدولها المحدد. الامارات اليوم