الثلاثاء 03 يونيو 2014 10:17 مساءً عدن((عدن الغد))خاص: كتب: محمد أحمد البيضاني في كيان وروح كل عدني وعدنية تستقر قصة حب لا يعرف سرها أحد وتبقى هذه الذكرى تداعب الخيال من حين لآخر ولا تمحيها الليالي والأيام . جيل الأربعينات يعرف هذه القصة الجميلة التي عرفتها شوارع وحواري عدن والكل يحتفظ بها لنفسه في أعذب ساعات السنين. في سن الرابعة عشر حين يبدأ القلب يودع عفوية الطفولة ويرتعش الوجدان بعاطفة جديدة بداية الدخول إلى عالم الشباب وتوديع الطفولة والأجمل في تلك الحكايات التي يعرفها جيلنا الذي عبر نحو آفاق جديدة ولكن الذكرى تكمن في الحنايا - هذه القصص لم تكن تحكى ولكن الكثير من عيون أهلنا تشعر بها وترتسم على شفاهم ابتسامة رائعة فرحانه لدخولنا هذه المرحلة الهامة في الحياة .. إنه العبور العاطفي من الطفولة إلى دنيا الأحلام التي تحدد المعالم في طريق الحياة – إنها البداية حين يشعر الفتى أنه يودع حضن أمه لأن هناك حضن آخر .. حضن حبيبته في المستقبل ، كثير من قصص الحب بدأت في الطفولة , ومن غرائب القدر إن أكثرها لم يتحقق وصادف الفشل ولكن ذكرى تلك القصة تعيش مع النفس .. ولا تنتهي إلا بتراب القبر. من أين نبدأ الحكاية .. تبدأ الحكاية في الخمسينات عندما كانت عدن قليلة السكان وفي بداية النهضة، كانت الشوارع بعد التاسعة مساء شبه خالية من المارة قليلة الحركة. تأتي الصبية الجميلة بنت العم أو الخال أو العمة أو الخالة أو من أقارب العائلة لسمر في بيت الشاب ، وفي نهاية السمر تبدأ الصبية في التفكير للعودة إلى بيتها وهنا لحظة العمر التي ينتظرها الشاب في خياله حين يطلب منه مرافقتها إلى منزلها ، ويبدأ السير في طريق الحارة وهناك يدور أجمل حديث في دنيا الحب ويتمنوا أن تطول هذه الرحلة حتى نهاية العمر. تنقضي تلك الرحلة في ثواني في ساعة النفس ويسقط عامل الزمن والمسافات. صورت شادية هذه القصة أجمل تصوير ، ومن أعماق أعماقي أقول أن كاتب هذه الأغنية قد عاش هذه التجربة الإنسانية الفريدة في دنيا العواطف : غاب القمر يا ابن عمي ياللا روحني .. دي النسمة آخر الليل بتفوت وتجرحني .. والصوت دليل في الخلاء .. والليل غاب ما عاد له دليل .. لمس الفضاء وأتملى قلبي بنجوم الليل .. طار النسيم بالشوق لما كلمتك .. لمس النسيم توبي بهمس غنوتك .. غاب القمر يا ابن عمي ياللا روحني. كانت أم كلثوم تحب كل المغنيات وتجامل الجميع بسبب رقة عواطفها، ولكن في أواخر أيامها سئلت على الأغنية التي تغنيها حين تجلس لوحدها – قالت بكل حنان ومحبة أغنية شادية غاب القمر يا أبن عمي ، وأغنية فيروز نحنا والقمر جيران. نعم إن أغنية شادية وفيروز تحكي قصة الحب الأولى في حياة كل منا. تصور شادية تلك العدنية التي تتخطر بشيدرها العدني الجميل وهي بجانب ابن عمها في الليل .. خطوات سكرى بالأناشيد : الليل وحدي ووحدك سايبين هوانا وحيد .. فين الحواديت وفين سهرتنا تحت الضي .. يا خوفي من الظلمة تتوهني وأنت بعيد .. غاب القمر يا حبيبي بعدما قال لنا جي .. غاب القمر يا ابن عمي ياللا روحني .. ضحك الهوى حواليك وأتقابلت النسمات .. سلم علي الهوى بايده عليك حكايات .. مشوارنا همسة وضحكة شاردة في الفضاء .. بعث الأمل مرسال بعث النجوم موال .. وخطوتك وأنت جنبي شوق يفرحني .. غاب القمر يا ابن عمي ياللا روحني. لقد أنتهت تلك الرحلة وبدأ بيت الصبية في نهاية الحارة .. ستبقى تلك الرحلة تستقر في الكيان والوجدان .. إنها قصة حب عدنية.. تلك الرحلة من عمر الزمن .. ستبقى في قلب كل عدني وعدنية . وخطوتك وأنت جنبي شوق يفرحني .. عدن الغد