بعد هدوء نسبي أعقب معارك عنيفة خلفت أكثر من مئة وعشرين قتيلاً معظمهم من المتمردين الحوثيين، تجددت الاشتباكات مساء أمس في مدينة عمران شمال صنعاء، في وقت يرعى وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين المسلحين الحوثيين والجيش، بعد أن تدخل الطيران الحربي وقصف المواقع العسكرية التي كان الحوثيون استولوا عليها. وذكرت مصادر قبلية ل«البيان» أنه «مع حلول الظلام تجدد القتال في كافة الجبهات وبشكل عنيف جداً، وسمعت أصوات الانفجارات في كافة أرجاء المدينة بعد فترة هدوء استمرت من الصباح وحتي العصر». ووفقاً لهذه المصادر، فإن المواجهات أدت إلى إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى مدينة عمران، وأن عدداً من الوحدات الأمنية تركت مواقعها من دون قتال. وحسب المصادر، فإن اللجنة الرئاسية بقيادة اللواء قائد العنسي أمرت بالعودة إلى مدينة عمران بموجب تفاهمات بين وزير الدفاع وقيادة الحوثيين، وان اللجنة ستعمل على إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل تجدد المواجهات بحيث يلزم كل طرف بسحب مقاتليه، لكن لم يتم تأكيد عودة اللجنة بسبب إغلاق الطريق بين صنعاءوعمران. صمت للقتال من جهته، قال وكيل محافظة عمران احمد البكري ل« البيان»: إن «ماهو قائم هو صمت للقتال فقط، ولم يتم إبرام أي هدنة، وان الغارات التي نفذها سلاح الجو أجبرت الحوثيين على وقف هجومهم على مدينة عمران واقتحامها ». وأضاف: «المعلومات لدينا تشير إلى مقتل مئة من الحوثيين وعشرين جندياً خلال المواجهات التي دارت أول من أمس في أطراف مدينة عمران ونتيجة القصف الجوي للمواقع التي استولى عليها الحوثيون» . إلى ذلك، قالت مصادر قبلية إن الحوثيين هاجموا نقطة الضبر على المدخل الشمالي لمدينة عمران بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة، إلا أن القوات ردت عليهم دون ورود معلومات عن وقوع ضحايا، في حين وقعت اشتباكات متقطعة في منطقة بنى ميمون بالقرب من جبل ضين. تعزيزات إضافية وأوضحت المصادر أن «قوات الجيش دفعت بتعزيزات إضافية إلى المواقع العسكرية المحيطة بمدينة عمران والتي كانت هدفاً لهجمات الحوثيين، حيث نشرت الدبابات والآليات المدرعة في محيط جبل ضين وحول قرية بنى ميمون بمديرية عيال سريح. وسط نزوح جماعي لسكان هذه المناطق . وقيام آخرين بتشكيل لجان شعبية لحماية القرى من عمليات سطو متوقعة». مشيرة إلى أن «العشرات من الجثث ما تزال متناثرة في المرتفعات الجبلية ولم يسمح للفرق الطبية بالدخول إلى المناطق لانتشال هذه الجثث، في حين أغلقت الدوائر الحكومية والمدارس وجامعة عمران بسبب القتال، وان موقع الصلاطة الذي سيطر عليه الحوثيين اصبح خاليا بعد قصفه من قبل الطيران الحربي». جلسة برلمانية في الأثناء، وقف مجلس النواب في جلسته أمس برئاسة يحيى علي الراعي، أمام الأحداث الجارية في محافظة عمران وتداعياتها، حيث أشارت مناقشات أعضاء المجلس إلى أهمية معالجة تلك الأحداث وتداعياتها برؤية وطنية بما يحفظ الدماء والسكنية العامة ويثبت دعائم الأمن والاستقرار واحترام تطبيق القانون والنظام وإعلاء مكانتهما، وبسط نفوذ الدولة وهيبتها، ومنع أي اعتداء، بما في ذلك الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. وكلف المجلس رئيسه بالتواصل مع الرئيس عبد ربه منصور هادي لمعرفة ما توصلت إليه اللجان الرئاسية الخاصة بالنزول الميداني إلى محافظة عمران وما أسفرت عنه من نتائج. البيان الاماراتية