دخلت المواجهات أمس في عمران بين قوات الحوثي من جهة ولواء القشيبي (310 مدرع) وحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) من جهة أخرى، منعطفاً خطيراً بعد مشاركة الطيران الحربي في قصف الحوثيين وسيطرة الحوثي على المدخل الجنوبي لمدينة عمران من جهة صنعاء بشكل تام وتطويقها من مختلف الاتجاهات. وشن مسلحو الحوثيين فجر أمس هجوماً عنيفاً ومكثفاً على المدخل الجنوبي لمدينة عمران تمكنوا خلاله من السيطرة على موقع الصلاطة والسجن المركزي، فيما انسحب الناجون من مقاتلي اللواء 310 ومسلحو الإخوان المتمركزون في الصلاطة غرباً إلى موقع السودة العسكري المطل على المجمع الحكومي الواقع في أطراف المدينة من جهة الجنوب الغربي. وقال مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع ل«اليمن اليوم» إن الحوثيين شنوا هجومهم على الصلاطة قادمين من مناطق تمركزهم في قرى مجاورة للصلاطة وجبل ضين الاستراتيجي وأهمها (سحب، بني ميمون، الحجلة، ورع، بني الزبير، بيت عامر، الدقراري) وجميعها تضم أغلبية موالية للحوثيين وتتبع إدارياً مديرية عيال سريح آخر الحدود الإدارية بين محافظة عمران ومحافظة صنعاء. وأضاف المصدر أن الهجوم أسفر عن سيطرة الحوثي على الصلاطة والسجن المركزي (المدخل الجنوبي لعمران) الساعة الحادية عشرة صباحاً، ومقتل عدد من الضباط والجنود، و»المطاوعة المساندين للجيش» كما أسماهم- في إشارة إلى مقاتلي حزب الإصلاح (الإخوان) وجرح العشرات واعتقال آخرين قبل أن يتمكن الباقون من الانسحاب إلى موقع السودة المشار إليه. وذكر المصدر أسماء 4 من الضباط الذين قتلوا وهم (يحيى القوبعي، محسن الدأوس، عبدالناصر الصبيحي، ناصر صالح العرجلي)، وأسر الضابط (نايف الروحاني) و20 آخرين من أفراد اللواء، لافتاً إلى أنه يتم الاتصال على موبايلاتهم إلا أن جميعها كانت مغلقة. وذكر أسماء ثلاثة ضباط قال إن إصاباتهم بليغة ووضعهم الصحي حرج للغاية، وهم: (عارف عرفج، نجيب الشقذة، خالد الصايدي). وعن مصير أفراد قوات الأمن الخاصة والنجدة الذين كانوا مرابطين في نقطة بمنطقة سحب ومحيط السجن المركزي؛ قال المصدر إن عددهم قرابة50 فرداً، وأن مصيرهم لايزال غامضاً حتى اللحظة.. متوقعاً أن يكون تم أسرهم في أحسن الأحوال. وأوضح أنه تم إعطاب مدرعتين عسكريتين نوع (تي آر) وطقم عسكري، وقد تم قطرها من قبل الحوثيين ب»الونش» وإلى جانبها سيارة (سنتافي) تتبع قائدا عسكريا. وقال المصدر إن هجوم الحوثيين على الصلاطة تزامن مع هجوم في ذات الاتجاه –وصفه بالأعنف- على موقع جبل ضين العسكري الاستراتيجي وأطبقوا عليه حصاراً محكماً من جميع الاتجاهات قبل أن يتدخل الطيران الحربي الذي قصف مسلحي الحوثيين في القرى المحيطة بالجبل والتي انطلقوا منها وتحديداً (عمد، الحجلة، بني ميمون)، وتمكن الطيران من فك الحصار من جهة صنعاء فيما لا يزال الحوثيون متمركزين في بقية الجهات. ولفت إلى أن عدة قذائف هاون سقطت على موقع جبل ضين وأحرقت محول اتصالات تابع لشركة سبأفون ، كما أصابت محول آخر تابع للاتصالات العسكرية. وقال ذات المصدر -يحمل رتبة عسكرية رفيعة في قيادة اللواء 310 مدرع ويرفض الإشارة إلى اسمه كونه غير مخول بالتصريحات الصحفية- إن الحوثيين يسعون إلى السيطرة على جبل ضين كخطة لإسقاط مدينة عمران من مدخلها الجنوبي بعد أن أحرز مسلحوهم تقدماً في المدخل الشمالي جهة صعدة، جراء سيطرتهم على جبال المحشاش ومعظم أجزاء سلسلة جبال الجنات. لافتاً إلى أن لجبل ضين أهمية كبيرة من الناحية العسكرية كونه أهم موقع لشبكة الاتصالات العسكرية، فضلاً عن أنه آخر وأهم الدفاعات للواء 310 مدرع المتمركز وسط المدينة ويبعد عنه قرابة 3 كيلومترات، ومن شأن السيطرة أو فرض حصار عليه من قبل الحوثيين وقطع الإمدادات العسكرية القادمة من صنعاء وعزل مدينة عمران مركز المحافظة عن العاصمة، شل فاعلية اللواء 310 مدرع. وقالت مصادر محلية متطابقة ل«اليمن اليوم» إن الطيران الحربي عاود تحليقه قبيل المغرب على منطقة الصلاطة والسجن المركزي وقصف موقع عسكري سيطر عليه الحوثيون ويقع بالقرب من المجمع الحكومي. وتزامن القصف الجوي مع مواجهات عنيفة بين قوات من الاحتياط (الحرس الجمهوري) ومسلحي الحوثيين في ذات المنطقة (المدخل الجنوبي للمدينة). وقال مصدر رفيع في قوات الاحتياط ل«اليمن اليوم» إن كتيبتين من الاحتياط تدخلت بتوجيهات عليا وخاضت في الساعات الأولى من المساء مواجهات لاستعادة السيطرة على المدخل الجنوبي للمدينة، وتأمين المجمع الحكومي، ولا تزال المواجهات على أشدها حتى ساعة كتابة الخبر. وحاولت الصحيفة معرفة أعداد القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين ولكن تكتمهم الشديد حال دون ذلك. واتهمت وزارة الداخلية في موقعها الرسمي الحوثيين بتهريب نزلاء من السجن المركزي عقب سيطرتهم عليه، غير أن مصدرا قبليا موالياً للحوثيين في عمران ويقاتل في صفوفهم قال في اتصال أجرته معه الصحيفة إن عددا من السجناء فروا لحظة الهجوم، متهماً ما أسماها قوات القشيبي والتكفيريين، بتهريبهم. موضحاً أن الحوثيين وما أسماهم ب»مجاهدي أنصار الله» تمكنوا من السيطرة على مبنى السجن المركزي ومنع من بقي بداخله من السجناء من الفرار وأنهم سمحوا لجنود من قوات الأمن الخاصة (المركزي سابقاً) المكلفين بحماية عنابر السجن بالبقاء وتأدية مهامهم. وأفاد ل«اليمن اليوم» مصدر رفيع في وزارة الدفاع إن تدخل سلاح الجو جاء نتاج ضغوط شديدة مورست من قبل قوى نافذة –لم يسمها- بعد أن كانت الأوضاع الميدانية في عمران تتجه لصالح الحوثيين. ولفت المصدر إلى أن التوجيهات الرئاسية حصرت مهام الطيران الحربي في مواقع محددة للحوثيين. من جهتها اعتبرت جماعة الحوثي مشاركة الطيران منزلقاً خطيراً وتهرباً من الاستحقاقات الوطنية من قبل من يقفون وراء ذلك. وقالت في بيان صادر باسم المكتب السياسي لأنصار الله نشرته وسائلهم الإعلامية إن مشاركة الطيران في القصف على مدينة عمران يعتبر منزلقاً خطيراً للغاية وأمرا غير مقبول ومرفوضاً، وأن من يسعى إلى هذا المنزلق يرغب بتوريط الجيش في حرب عبثية. وتابع البيان (نذكّر هؤلاء بأن الاعتذار الذي صدر بحق الحروب الست واعتبارها جريمة لم يجف بعد، وأن عليهم التنبه بعدم الانزلاق إلى هذه المواقف العبثية مجدداً). يذكر أن هذه الحرب والتي يصفها مراقبون ب«المؤجلة» اندلعت في 20 مايو بعد شهرين من بدء اعتصام نفذه الحوثيون على كافة مداخل مدينة عمران –مركز المحافظة- للضغط على القيادة السياسية بالإسراع في تعيين محافظ جديد لعمران بدلاً عن محمد حسن دماج المقال من قبل المجلس المحلي، وكذلك إقالة قائد اللواء 310 مدرع حميد القشيبي ومدير الأمن السياسي بالمحافظة أحمد رزق، والذين يتهمهم الحوثيون بالمشاركة في القتال مع حزب الإصلاح وأولاد الأحمر في تلك الحرب التي شهدتها مناطق حاشد نهاية العام الماضي ومطلع العام الجاري، واستمرت 3 أشهر انتهت بسقوط معاقل الإصلاح (الإخوان) وأولاد الأحمر. ويسيطر الحوثيون على معظم مديريات محافظة عمران سيطرة كاملة. مقتل شقيق الشيخ عثمان مجلي في همدان قتل أمس المقدم معين حسين قائد مجلي، قائد كتيبة من الأمن الخاصة، وشقيق النائب البرلماني الشيخ عثمان حسين مجلي أبرز الوجاهات القبلية التي قاتلت الحوثيين في صعدة. وقال مصدر مقرب من أسرة مجلي ل«اليمن اليوم» إن المقدم معين قتل في كمين نصبه له حوثيون في همدان، فيما قال مصدر قبلي مقرب من الحوثيين إنه قتل في اشتباكات اندلعت في منطقة المعمر على صلة بالمواجهات في عمران.