بمشاركة الالاف من ابناء مدينة تريم وضوحيها غادرت صباح هذا اليوم الاربعاء العشرات من الجمال على شكل قافلة مكونة من عشرات الجمال المتوجة الى شعب نبي الله هود في سياق مايسمى بالمدنة زيارة شعب وقبر نبي الله هود علية السلام. القافلة المكونه من العشرات من الابل تمثل عددا من حارات واحياء المدينة فلكل حارة عدد من الجمال التي تمثلها وتميزت زياره هذة السنة بكثرة اعدد الرواحل وكثرة مشاركة الاحياء والحارات فيها ومن الاحياء المشاركة هذة السنة حي خيلة والرضيمة وحي السوق والمحيضرة وفروعهما من الفرق وحي عيديد والخليف .. قبل مغادرة قافلة الجمال هذة تشهد مدينة تريم اكبر تجمع لتزين الجمال بالحناء اذ تتجمع الجمال في مركز كل حارة ويقوم مالكوها بكتابة الشعارات المعبرة عن واقع مايعشونة على ضهر تللك الجمال ويقوم ايضا مالكوها بكتابة اسماء الجمال المشاركة ولكل جمل اسم معين وكلما كانت الجمال المشاركة في هذة القافلة قد شاركت لعدد من السنين كلما سميت باسماء قوية مثل الزلزال والسلطان والهمر والكاسر ويقوم مالكو هذة الابل بااستعراض جمالهم في هذا اليوم يوم تزيين الجمال .. و تأتي هذه الزيارة السنوية في السابع من شعبان حيث تبدأ المغادرة والانطلاقة من تريم إلى الشعب بالإبل و الرواحل المزينة والمخضبة بالحناء والزينة بمشاركة جموع غفيرة من أبناء المدينة مرددين الأهازيج الشعبية والهتافات المرتبطة بطقوس وتقاليد تلك الزيارة. و من ثم يبدأ الناس بالمغادرة والرحيل إلى شعب نبي الله هود بالسيارات والدراجات اخذين معهم كل ما يحتاجونه من أثاث ومستلزمات مالية ويمكثون هناك حتى أخر أيام الزيارة وهو اليوم الحادي عشر من شهر شعبان, و خلال هذه الأيام تقام الكثير من الندوات والمحاضرات الدينية والتوعية والإرشادية والموالد النبوية وشعائر أخرى تخص هذه الزيارة. و في هذه الزيارة يقام اكبر سوق موسمي على مستوى حضرموت تقريباً حيث يتوافد الناس من كل حدب وصوب و يأتون من كثير من بقاع العالم فيجتمع خلق كثير يقدر تقريباً بثلاثمائة ألف شخص حيث يستغل ذلك التجار فتُقام المطاعم و تفتح البقالات والبساط والمتاجر المتنقلة و كذلك يتم بيع الحيوانات و الطيور بكل أنواعها فيحصل الخير الكثير للناس. و في أخر أيام الزيارة تغادر الرواحل والإبل شعب هود متوجهة و عائدة الى مدينة تريم و من ثم يبدأ الناس بالمغادرة والرحيل كل إلى بلاده و موطنه, و بعد ثلاثة أيام تصل تلك الرواحل إلى تريم فيستقبلها الرجال والنساء والأطفال بأعداد هائلة وسط شعور بالفرحة والسعادة حيث يتم بعد ذلك إقامة سباق لهذه الهجن والرواحل في مكان معد و مخصص في وسط المدينة و يعتبر هذا أكبر و أقدم سباق للهجن في المنطقة. الجدير ذكره هنا بأن هذا الشعب او الوادي يوجد فيه معيان أو نهر صغير يغتسل الناس فيه ويتسامرون على ضفافه, و توجد فيه الكثير من البيوت والشقق التي تملكها بعض الأسر والقبائل وكذلك يوجد بيت أو(خدر) لكل حافة أو حي من أحياء تريم و باقي مدن و قرى حضرموت يقيم فيه أبناء ذلك الحي أو المنطقة دون غيرهم حفاظاً على الأمن والانسجام. و بعد انتهاء تلك الزيارة تهجر هذه المدينة إلى أن يعود موسم الزيارة في السنة القادمة و لكن في الآونة الأخيرة و بعد أن صارت الطريق معبدة و مسفلتة أصبح الكثير من الناس يذهبون إلى هناك للتنزه والاستراحة و قضاء أوقات الإجازات والعطل. تصوير :عادل الصاعي .عمر باشعيوث وجدي الحضرمي موقع قناة عدن لايف