السبت 14 يونيو 2014 12:45 مساءً وما التاريخ الا ظلال السنين التي عبرت على مشاهد واحداث منها قد اندثرت ومنها ظلت باقيه ..فهو جملة (الاْزمان ) وصناعة الانسان ، ولقد عاشت البشرية ازمانا قبل تدوين التاريخ ما نسميه (ماقبل التاريخ ) وهذه الفترة قد أشار اليها العلماء والفلاسفة والمنظرون ..منها ما يستند الى التعاليم الدينية حسبما وردت في بعض النصوص من الكتب المقدسة ومنها ما اعتمد من خلال البحث والتحليل على اسس علميه صرفه وبالإضافة الى ما كتبه المنظرون والفلاسفة الذين سبروا أغوارا عميقه لهذا الكون وما جرى فيه من احداث متتاليه .وبقاء حضارات شاهدة ..فأما التاريخ الذى بدأ في تدوينه وتوثيقه كما هو معروف التاريخ ماقبل الميلادي (ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام ) وتاريخ ما بعد الميلاد والى اليوم . ولدى المسلمون التاريخ الهجري الذى دون بداية هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينةالمنورة .. وكذلك لدى الشعوب الاخرى تواريخهم المختلفة فعند الصينيين واليابانيين وبعض الشعوب لهم تواريخهم الخاصة بهم حسب ارتباطهم بأحداث او اساطير مختلفة .. وبما ان التاريخ وتدوينه وتوثيقه هو عبارة عن الرسائل البشرية المتداولة من جيل الى جيل ..الا ان حقائق هذا التاريخ سيظل (نسبيا ) (بمعنى ) أن يحتمل الصواب والخطاء والتزوير والمغالطة والابتعاد عن الحقائق (لان الاغراض والاهداف من هذا التدوين والتوثيق اما لتبيان الحقيقة واما لتحقيق مآرب وطموحات منفعيه (سياسيه وفكريه وجغرافية )الا في الامور الثابتة والجلية التي ليس بمقدور يد الانسان ان تعبث في تدوينه وتوثيقه ..اذن فالتاريخ لدينا (هذه الرسائل المدونة ) بحسب ما كتبه ويكتبه المؤرخون الجادون أو بعضها التي تقع تحت تأثير وهوى من يدونه ويوثقه . معلمة التاريخ نورا .. ومن هذه نورا ؟؟وما ادراك مانورا ..هي فتاة حضرميه الاصل والفصل حاصلة على الدراسة الجامعية (قسم آداب وتاريخ ) ولابد عليها وبعد تخرجها ان تكسب لقمة عيشها الشريف بعرق جبينها وبما انها تخصصت في علوم التاريخ المدون لديها بحسب المنهج الدراسي المعتمد من قبل وزارة التعليم في صنعاء فهي تحرص بكل الأمانة (الحضرمية ) ان تبلغ حرفيات ونصوص كل (الرسائل -المدونة ) في كتاب هذا التاريخ .وتبدأ كل يوم حصتها لتلقى بالدرس على طالباتها اللاتي يحضرن كل يوم (بكل شغف ومثابره ) للفهم والاستيعاب عن تاريخنا الماضي والحاضر ولربما ايضا المستقبل .. تاريخنا (المدون ) مزيف ومبتور .. لكن المعلمة نورا مثلها كمثل كل المعلمات والمعلمين الذين التزموا جانبا كبيرا من الحرص في أداء الأمانة والرسالة التربوية كما هو مخطط وممنهج ومكتوب لديهم في الكتب والمقررات الدراسية التي قد كتبها ويكتبها المؤرخون والمدونون ولربما اصحاب السياسة والغزاة والمستعمرون ..لانهم ارادوا هكذا أن يكتب التاريخ في جوانب معينه خدمة لأهدافهم القريبة والبعيدة .. فهكذا نعلم النشء والشباب علوما فيها التحريف والتزوير والتدليس وغذوا عقولهم وحشوها بمعلومات الزيف والبهتان .. خدمة للاحتلال اليمنى الجاثم فوق تراب الارض من حضرموت الى عدن وابين وشبوه الى المهرة وسقطرى ..فأصبحت كل من المكلا وعتق وعدن وابين وحتى سقطرى هي أجزاء من اليمن !هكذا بفعل فاعل غشوم وتدبير سياسي فج وبخطه قلبت موازين الحقائق بل وطمست تواريخ البلاد والعباد ..فأصبحنا جزءا من هذا الاسم الجهوى المسمى باليمن الذى لم يعرف الا من بضعة قرون لا أكثر ..لان اليمن عرفت بقيام الدويلات على ارضها وما كانت تعرف باليمن . والأمثلة ..فلابد من اعادة كتابة التاريخ فكانت حضرموت (ولازالت )هو الاسم الخالد وسيظل اسما على تلك الارض التي تتبع لدولة حضرموت (المتتابعة )بحضارة اكثر من اربعة الاف عام وحسبما ذكره القرآن الكريم ..حضارة عاد وثمود وذكر الاحقاف وفى التوراة في سفر التكوين وشواهد الانبياء والمرسلين وشواهد قبورهم (قبر النبي هود ) عليه السلام .. فأول الانتكاسات التي منيت بها حضرموت في تاريخها القديم والمعاصر ما حدث لها من اسقاطها على يد عصابات الجبهة القومية عام 1967م التي بدأت في تشويه وقلب حقائق التاريخ ومحاولة طمسه نهائيا من اذهان سكان حضرموت ..حتى أصبحت مجرد رقما لا اقل ولا اكثر ..ومن ثم نشر ثقافة اليمننه والتبشير بالوحدة اليمنية . فقيام الاتحاد السوفيتي الذى ضم اكثر من عشرون دولة لم يطمس هوية او حضارة أي شعب بل اعطى المجال لتنافس الاعراق والاسلاف وعندما رأوا ان الفشل حتمي لاستمرار هذا الاتحاد عاد الكل الى كيانه ولم يجد اية صعوبة او مجرد التفكير الى القتل والاقتتال ..وهكذا كانت إندونيسيا التي اعطت الفرصة والمجال لقيام الاتحاد الماليزي ودولة سنغافورا وهى الشعوب لربما الاكثر تجانسا لبعضها اكثر من الشعب في حضرموت منه في صنعاء او المحويت او الحديدة ..فما الذى جعل المواطن في سقطرى او المهرة او في حضرموت وحتى يافع والضالع والعدني ان يقتنع او لم يقتنع بانه يمنى ؟ يقول الشاعر الفرنسي بول فاليري :(التاريخ اخطر محصول انتجته كيمياء الفكر ) فالذي جعلنا ان نسمى انفسنا او ان نتسمى باليمنى الا نتيجة هذه العصارة الكيميائية التي بدأت تتخمر في أذهان تلك العصابات وبدأت فرزها (المسموم ) في اذهان العامة والبسطاء من الناس وصارت تدون وتطبع في صحائفهم وتعمد في مكاتبهم واعلاناتهم وجندت لها كل وسائلهم الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية واصدرت الختومات والجوازات والاستمارات وكتبت على الشوارع والأبنية ودور المؤسسات العلمية والتعليمية والثقافية وكل الوسائل الحياتية والتجارية .فكانت الغزوة (غزوة اليمننه ) بكل الوسائل والطاقات حتى أصبحت عسكريه صرفه وبالقوة ..وكان ذلك جليا في عام 1994م فكانت العصارة الأخيرة نقية صرفه من اذهان اليمنيين الاصليين ليست كالأولى التي كانوا على كرسي الحكم في عدن . وهكذا انتزعت خيرات وثروات البلاد وذهبت قاطرات النفط بمنافعها الى خزائن وجيوب من هم في صنعاء .. فمن يعيد لنا كتابة تاريخنا الناصع ؟وواجب من هذا ؟؟ فلا بد من اعادة مسار وجه التاريخ على حقيقته ..فلا اْلوم المعلمة نورا ان كانت نيتها كسب اللقمة بالحلال .. عدن الغد