2012 عام مميز في تاريخ جامعات الدولة، إذ حرصت خلاله على مواكبة التطور الذي لحق بسوق العمل من خلال طرحها برامج جديدة، سواء على مستوى البكالوريوس أو الدراسات العليا . ووجدت عديد من الجامعات أن عليها تحديث مناهجها وتعديلها لتتماشى مع البرامج العالمية بحيث يكون بإمكان الطالب الحصول على مستوى جيد من التعليم يسمح له بالمنافسة في سوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي، وبحيث يتخرج الطالب وهو على يقين أنه سيجد الوظيفة المناسبة التي لن تلبي طموحه فقط ولكن تحتاج إليها الدولة أيضاً لتنمية الاقتصاد . وسعت جامعات لتنفيذ برامج تغني الدولة عن الاستعانة بعمالة وافدة . ووسعت بعض الجامعات الأخرى كلياتها وطرحت أخرى جديدة، والبعض الآخر طرح برامج لأول مرة في الدولة مثل جامعة الشارقة التي أعلنت عن برامج البكالوريوس في علوم الهندسة النووية في الطاقة الجديدة والمستدامة، وبرنامج الاستخدامات السلمية لعلوم وتكنولوجيا الطاقة النووية ومستقبلها . وهناك برامج للماجستير والدكتوراه تطرح لأول مرة للاستعاضة عن سفر الطلاب خارج الدولة للدراسة . نحاول هنا من خلال هذا التحقيق معرفة الكليات والبرامج الجديدة في أغلب الجامعات في الدولة، التي بدأ فيها استقبال الطلاب هذا العام الدراسي . شهدت جامعة الشارقة عام 2012 طرح عدد من البرامج الجديدة التي تسد الثغرات في سوق العمل، وتلبي احتياجات الدولة من الكفاءات المواطنة، هكذا يقول د . حميد النعيمي، نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية، موضحاً أن هناك عددا من البرامج الجديدة التي طرحتها الجامعة هذا العام منها برنامج الاستخدامات السلمية لعلوم وتكنولوجيا الطاقة النووية ومستقبلها من خلال كلية الهندسة وبالتعاون مع كلية العلوم . يضيف: تطرح أيضاً الجامعة بكالوريوس العلوم الهندسية في الطاقة الجديدة والمستدامة، ويعتبر البرنامج الأول من نوعه على مستوى دول الخليج، ويتيح دراسة علوم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأمطار وطاقة المد والجزر وطاقة الحرارة الجوفية والوقود الحيوي، ومدة الدراسة في هذا البرنامج 139 ساعة أكاديمية معتمدة وموزعة على أربع سنوات، ويلتحق الطلبة في السنة النهائية من البرنامج بأحد المراكز المتخصصة في التدريب لمدة 8 أسابيع يتدربون خلالها على تقنيات الطاقة الجديدة والمستدامة . ويوفر هذا البرنامج الآلاف من فرص العمل في الدولة لخريجيه في مختلف تخصصات الطاقة لتغطية حاجة المشاريع العملاقة القائمة على أنواع الطاقة المتجددة والمختلفة، وذلك في إطار مشروعها الحضاري الكبير بالعمل على توفير بدائل تستخدم في توليد الطاقة الكهربائية والاستغناء أو التقليل من الطاقة التقليدية . وطرحت الجامعة للمرة الأولى أيضاً، حسب النعيمي في الدولة وبالتعاون مع جامعة شيفلد البريطانية برنامج التقنيات الحيوية لتلبية احتياجات مجالات التقنيات الحيوية التي تعد من أسرع الصناعات نموا في العالم لأنها تشكل أساس التطور الاقتصادي والتكنولوجي المستقبلي، وتعتبر تطبيقات لجوانب التقدم في بيولوجيا الخلية والبيولوجية الجزئية في مجالات الطب والزراعة والبيئة والصناعة والعلوم الجنائية . يضيف: تطرح أيضاً كلية العلوم بالجامعة برنامج "تقنية المعلومات- وسائط متعددة"، وهو يقدم مزيجاً من التكنولوجيا الرقمية للوسائط المتعددة والفن التعليمي الإبداعي، ويهيئ البرنامج الطلاب لوظائف واسعة منها رسوم الحاسب، وتطوير برامج الوسائط المتعددة، وتصميم ألعاب الفيديو، وتصميم المؤثرات الرقمية والسمعية والبصرية، كما طرحت كلية إدارة الأعمال بالتعاون مع كلية الشريعة برنامج التمويل "المصارف الإسلامية"، وبرنامج الشريعة والقانون . ويؤكد د . النعيمي أنه على الرغم من الكلفة الباهظة التي يستوجبها طرح البرامج العلمية والتكنولوجية، وخاصة برامج الطاقة بأنواعها، إلا أن جامعة الشارقة تبادر إلى طرحها على مستوى الدولة وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ورئيس الجامعة، وذلك بعد حصولها على الاعتماد الأكاديمي لهذه البرامج من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي . وواصلت جامعة زايد خلال 2012 محاولاتها لتوفير برامج جامعية تتوافق مع معطيات العصر ومتطلبات سوق العمل حتى يستطيع خريجوها إيجاد فرص العمل المناسبة والمتوافقة مع تخصصاتهم . يقول د . سليمان الجاسم، مدير جامعة زايد: تحرص الجامعة على أن تكون برامجها معتمدة من الهيئات التعليمية العالمية، وتطبق أفضل الممارسات الأكاديمية المتبعة في الجامعات العالمية العريقة، لذلك قامت الجامعة بإجراء بعض التعديلات في تخصصات بعض الكليات، فتم تعديل كلية الآداب والعلوم وإعادة هيكلتها لتصبح كليتين هما الفنون والصناعات الإبداعية وكلية علوم التنمية المستدامة، وتغيير مسمى كلية التقنية العليا إلى الابتكار التقني، وكلية علوم الإدارة إلى كلية الإدارة . يضيف: طرحت الجامعة أيضاً برنامجين جديدين في الدراسات العليا لدرجة الماجستير هما ماجستير الآداب في دراسات المرأة المسلمة وماجستير الآداب في مقارنة الأديان، وبذلك أصبح لدى الجامعة 22 برنامجا في الماجستير . وأقر مجلس الجامعة إنشاء وتأسيس المعهدين الجديدين "معهد تنمية رأس المال البشري" و"معهد تنمية المنطقة الغربية" . وحسب الجاسم، تتمثل رسالة "معهد تنمية رأس المال البشري" في دعم الإمارات في إيجاد الحلول للمعدلات المرتفعة في البطالة بأشكالها المختلفة بين المواطنين، وذلك من خلال القيام بالدراسات البحثية اللازمة، والتعاون مع كل الهيئات والجهات الحكومية . ويقوم المعهد بإطلاق برامج خاصة بالتوجهات الوظيفية للفئات المستهدفة للتوظيف، بما يتناسب مع احتياجات القطاعين العام والخاص . أما "معهد تنمية المنطقة الغربية" فيأتي استجابة لما انتهت إليه مناقشات واسعة مع الوكالات والهيئات المتخصصة والمدارس وعدد من الأفراد في المنطقة الغربية، حيث تزايد الطلب على أن توفر جامعة زايد برامج تعليمية أكاديمية لأبناء هذه المنطقة من خلال شبكة اتصال تعليمية فعالة، بهدف تطوير البرامج التعليمية والبحثية المتعلقة باحتياجات وأوليات المنطقة الغربية . وطرحت جامعة الإمارات عدداً من برامج الماجستير في الدراسات العليا لأول مرة، ويقول د . سهام الدين كلداري، مساعد نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا: طرحت الجامعة هذا العام عدة برامج جديدة، ففي كلية العلوم طرح ماجستير العلوم والرياضيات، الفيزياء، البيولوجيا الجزيئية والتقنيات الحيوية، وطرحت كلية الهندسة برامج الماجستير في هندسة الشبكات، وهندسة البرمجيات، وكلية التقنية طرحت ماجستير تدريس علوم تقنية المعلومات، والتجارة الإلكترونية وأمن المعلومات، بالإضافة إلى الخدمة الاجتماعية، والحوكمة والسياسات العامة . وطرحت الجامعة أيضاً العام الماضي برامج جديدة للدكتوراه في التربية الخاصة والرياضيات والعلوم واللغة والآداب والقيادة التربوية . وعما إذا كان هناك برامج أكاديمية جديدة للبكالوريوس في جامعة الإمارات تم الإعلان عنها في 2012 في جامعة الإمارات يقول د . توفيق زبيدي مساعد نائب مدير الجامعة للتعليم الجامعي: تم فقط تعديل درجة البكالوريوس في الطب، وأصبح هناك مساران للدراسة وبناء على ذلك يتم منح الطالب إما درجة دكتور في الطب أو بكالوريوس العلوم الطبية . وفي كليات التقنية العليا في دبي، تقول د . آمنة المازن، عميد العلوم الصحية والتنمية الطلابية: جاءت الموافقة على برنامج جديد تقوم الكلية بطرحه خلال شهر فبراير/شباط المقبل هو ماجستير إدارة الأعمال، والبرنامج عليه إقبال كبير من الطلاب، والعاملين في قطاع البنوك، والشركات . تضيف: طرحنا أيضاً في عام 2012 ماجستير تقنية المعلومات، وهذا التخصص يحتاجه سوق العمل، حيث كان معظم الطلاب بعد انتهاء البكالوريوس يسافرون للخارج للحصول على شهادة الماجستير، أو يتوجهون إلى كليات أخرى أجنبية داخل الدولة . وطرحت جامعة عجمان هذا العام أيضاً برنامجا جديدا قامت بتحديثه هو نظم المعلومات، وينقسم إلى مساقين أحدهما إدارة المشاريع والآخر إدارة المشاريع الإلكترونية، تقول د . ميرنا نشوقي رئيس قسم نظم المعلومات: يعتبر تخصص "نظم المعلومات" أحد تخصصات كلية تكنولوجيا المعلومات، وتبعا لقوانين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تقوم الكلية بتجديد الاعتراف لجميع برامجها الأكاديمية المقدمة كل أربع سنوات، وتم تحديث البرنامج بناء على معايير الجودة العالمية للخطط الأكاديمية ولمواكبة سوق العمل في الدولة، ودول الخليج العربي، وقامت الكلية خلال عملية تطوير البرنامج بتقسيمه إلى تخصصين هما: إدارة المشاريع، وإدارة المشاريع الإلكترونية . تضيف: هذا البرنامج تم اعتماده من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وعدد ساعاته 123 ساعة معتمدة، وموزعة على 8 فصول دراسية بمعدل 15 ساعة خلال الفصل الدراسي الواحد (4 سنوات) . ويبلغ عدد الطلبة الملتحقين به 80 طالبا وطالبة، مع العلم بأن عدد الطلبة الملتحقين بكلية تكنولوجيا المعلومات في كل من مقري الجامعة بعجمان والفجيرة هو 360 طالباً وطالبة . وواكبت جامعة أمريكية الشارقة التطور الذي حدث في التخصصات المختلفة ليتماشى مع سوق العمل يقول د . منصر حريقة أستاذ الهندسة الصناعية بالجامعة: تم لأول مرة هذا العام طرح برنامج الهندسة الصناعية ومدته 4 سنوات، قمنا بعمل مسح لمعرفة احتياجات سوق العمل من هذا التخصص، ووجدنا أن هناك طلباً كبيراً من الشركات الكبرى في الدولة على ضرورة وجود هذا التخصص الذي لا يتوافر إلا في جامعتين فقط في الدولة، ويضم تخصص الهندسة الصناعية عديد البرامج مثل هندسة الإنتاج، وإدارة المواد، والجودة، والصيانة، وتصميم المصانع، وإدارة المخزون والمستودعات، والصيانة الموثوقية . يضيف: سجل في الفصل الدراسي الأول 32 طالباً، وهو رقم كبير لأن توقعاتنا كانت تقتصر على 20 طالبا فقط، ومن المتوقع أن يسجل أكثر من 50 طالباً في العام الأول . ويواصل د . محمود العنبتاوي رئيس قسم الرياضيات والإحصاء بأمريكية الشارقة الإنجازات التي حققتها الجامعة في عام 2012 يقول: خلال هذا العام تم لأول مرة على مستوى الدولة طرح ماجستير الرياضيات، والبرنامج يتقسم إلى الرياضيات البحتة والرياضيات التطبيقية وتتعلق الأخيرة بعلوم الهندسة والعلوم الصناعية، وهناك فرع منها يشمل الرياضيات المالية والمصرفية، ويؤهل البرنامج الخريجين للعمل في المؤسسات الحكومية، والبحث العلمي والتدريس في الجامعات وتأهيلهم للعمل في مجالات التأمين والمؤسسات المصرفية والمالية والدوائر الحكومية والتي كان يتم الاعتماد فيها على قوى عاملة معظمها من الوافدين . وواكبت أيضاً الجامعات الخاصة التطور في العملية التعليمية بطرح برامج تناسب سوق العمل، يقول أحمد عبد النور مدير القبول واستقطاب الطلاب بجامعة الغرير: طرحت الجامعة هذا العام تخصصين جديدين هما برنامج بكالوريوس القانون، وبرنامج بكالوريوس التربية في الدراسات الإسلامية والعربية، والدراسات الاجتماعية . ويضيف: تم إنشاء كلية القانون بهدف إعداد كوادر قانونية قادرة على المنافسة في سوق العمل، وملاحقة التطورات القانونية داخليا وخارجيا، وتلبية رغبات الطلاب المتتالية في دراسة القانون حيث وردت طلبات كثيرة بسبب قلة عدد الجامعات الموجودة في الدولة التي تطبق هذا البرنامج، وتم اعتماده من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومدة الدراسة فيه 132 ساعة معتمدة، وهذا هو الفصل الدراسي الثاني، وهناك إقبال كبير عليه حيث يبلغ عدد الطلاب المسجلين في هذا البرنامج 98 طالبا، والتدريس فيه باللغة العربية . يضيف: وبالنسبة لبرنامج بكالوريوس التربية بقسميه اللغة العربية والإسلامية، والدراسات الاجتماعية، فهناك حاجة ملحة لهذين التخصصين لسد حاجة العمل في التدريس، والبرنامج مدته 126 ساعة معتمدة، ومقسم على 42 مادة موزعة على 4 سنوات، ومعتمد أيضاً من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .