في كل عام يطل علينا الشباب بصرعات غريبة تكون أغلبها سلبية ويمكن لها أن تؤثر بشكل غير إيجابي في حياتهم، وقد تعرضهم للخطر، وربما تفقد الكثير منهم حياتهم، وتنوعت تلك الممارسات في عام 2012 ما بين "التفحيط" بالسيارات في الأماكن الواسعة بالصحراء من خلال تجمعات شبابية، وهناك من يعمل على التواصل مع الآخرين وكتابة رأيه على مواقع التواصل، ولكن بشكل غير مهذب، وهناك من يسعى لتقليد الاعلانات التلفزيونية، من دون وعي مما يعرضه للخطر، أما الحدث الأهم فهو انتشار كثير من مشاجرات الشباب على بعض الأمور البسيطة، وفي النهاية قد يتطور الأمر الى نتائج سلبية تؤثر في مستقبلهم، "الخليج" التقت بعض الشباب لمناقشة أبرز الممارسات السلبية التي حرصوا عليها خلال عام 2012 . يؤكد خبراء التربية وعلم الاجتماع أن الأهل بالمنزل يجب أن يكونوا على دراية بتصرفات أبنائهم منذ بلوغهم سن المراهقة حتى يتمكنوا من التصدي لها لأنها تنعكس على حياتهم ومستقبلهم الأسري والتعليمي . أحمد حمدي، طالب في كلية الطب، يقول: أعتقد أن ممارسات الشباب الخاطئة في عام 2012 مثل سابقتها في الأعوام السابقة، لكن زيادة استخدام وسائل التقنية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي ظهرت بعض السلبيات مثل عدم احترام آراء الآخرين ووجهة النظر الأخرى، حيث يقوم بعضهم بتحقير الرأي الآخر واتهام صاحبه يشكل فج . ويضيف: ما يقوم به بعض الشباب المتهور من سلبيات سيكون له تأثير في مستقبله، بخاصة أن تصرفاتهم تنم عن عدم وعي وإدراك وتشكل خطورة على المجتمع، وبالتالي يجب توعية الشباب وتحذيرهم تجنباً للوقوع في الخطأ . أبرز السلبيات أيضاً كما يقول عبدالهادي محمود طالب بجامعة الشارقة، تتمثل في قيام بعضهم باستخدام السيارات "للتفحيط" وهي عادة منتشرة بين الشباب منذ فترة إلا أن بعضهم زاد منها خلال هذا العام، حيث أقدم البعض على تصويرها بكاميرا الهاتف المتحرك ونشرها على موقع اليوتيوب من خلال بعض الألعاب التي يقومون بها بالسيارات والتي غالباً ما تنتهي بكارثة . ويوضح ان التريث في التعامل مع مثل هذه الأفعال أمر مطالب به الشباب لأن كثيراً منهم لا يدركون خطورة ما يقومون به وتكون النتيجة في النهاية صادمة لهم وللأهل، ما يعود عليهم بكوارث بسبب الحوادث التي تنتج عن مثل هذه الممارسات الخاطئة . ويقول سيف راشد طالب بكلية التقنية بالشارقة إن من أبرز السلبيات التي لاحظها هذا العام على الشباب هي قيامهم بالتدخين في مجالس جماعية ونشر هذه الصور على شبكة الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي ولا أعرف إن كانت مثل هذه الأفعال نوعاً من التباهي أو هي من أجل تفريغ طاقاتهم من دون أن يعرفوا ماهية ما يقومون به . ويشير سيف إلى أن طبيعة الشباب في هذا السن تكون غالبة على تصرفاتهم ويكونون بحاجة دائماً إلى النصح والإرشاد من أجل توعيتهم بالمخاطر التي قد تعرض حياتهم والآخرين للخطر بخاصة أن معظم الشباب في الوقت الحالي يقلدون بعض الأفعال الغربية من دون أن يكونوا على وعي بمخاطرها . محمد جمال طالب بكلية الهندسة، يقول أغرب ما لاحظته على الشباب هذا العام هو قيام البعض بتقليد ممثلي الإعلانات وممارسة بعض الحركات الغربية التي قد تؤدي بحياتهم إلى الخطر . ويقول كثير من الشباب بالعديد من الممارسات الخاطئة التي تعمل على تغيير نظرة المجتمع تجاه الكثير منهم، نتيجة مثل هذه الأفعال التي تعود بالسلب عليهم وعلى مستقبلهم، فما المعنى من تقليد الإعلانات بخاصة التي تقدم بعض الحركات والألعاب والبهلوانية التي لا يجيدها إلا مدربون بشكل جيد؟ ويرى خالد كحيل طالب في جامعة عجمان أن المشاجرات بين الشباب كانت الأبرز هذا العام، حيث عمد البعض على التشاجر من دون أسباب واضحة أو لبعض الأسباب البسيطة وفي النهاية يتطور الأمر ويصل إلى أقسام الشرطة حتى إن هناك بعض المشاجرات التي حدثت بين مجموعة من الشباب أدت لوفاة أحدهم مع بداية هذا العام . ويضيف: أرفض أن يتهم كل الشباب بهذه السلوكيات فهناك شباب واع ومثقف ومدرك للمسؤولية ويعرف الصواب من الخطأ، وبالتالي يجب ألا نلقي اللوم على كل الشباب لاختلافهم، لكن البعض يرى أن كثيراً منهم يلجأون لذلك من دون وعي، ولذا يجب توجيه النصح والارشاد لهم عند اكتشاف الخطأ منذ الوهلة الأولى . ويقول الدكتور نجيب محفوظ أستاذ علم الاجتماع بجامعة الشارقة، إن احتواء الشباب والتعرف إلى همومهم ومشكلاتهم، هو الحل الأمثل حتى يغيروا من أي عادات سلبية يقومون بها يمكن أن تؤثر على مستقبلهم وعلى علاقاتهم بالمحيطين بهم، فيجب على الأهل من البداية أن يكونوا أصدقاء للأبناء وأن يشجعوهم على المشاركة في الأنشطة التي تقام من وقت لآخر سواء في المدارس أو في الجهات المختلفة الموجودة بالدولة حتى يمكن لهم أن يفرغوا طاقاتهم في أعمال مفيدة . ويضيف: بعض عادات الشباب في سن المراهقة تتسم بالخطأ، ما ينتج عنه تذمر من الأهل والمحيطين، وبالتالي يجب استثمار الشباب في هذا السن في تحقيق أعمال ايجابية تحقق لهم المنفعة على المستوى الشخصي والعلمي، من خلال الحقاهم بمراكز الشباب والناشئة المنتشرة في كل مكان، حتى تقدم لهم الدعم وتكتشف طاقاتهم الابداعية في مختلف المجالات بدلاً من تركهم لعمل ممارسات خاطئة . محفوظ يشير إلى أن طبيعة بعض الشباب في سن المراهقة تكون صدامية، وبالتالي يجب التعامل معهم بحرية منذ البداية حتى يمكن معالجة ما يتعرضون له من مشكلات بسهولة . ويقول عبدالرحيم بوهلال مدير مدرسة حميد بن عبدالعزيز الثانوية بعجمان إن أخطر المراحل العمرية التي يمر بها الانسان هي مرحلة الشباب، وبالتالي يجب النظر اليها دائماً بعين الاهتمام والرعاية من دون إهمالها لأن ذلك يأتي بنتيجة عكسية على مستقبلهم فأي إهمال من قبل الأهل ينعكس سلباً عليهم، وهو ما يجب ان يعرفه أولياء الأمور . ويضيف: بالنسبة لدورنا كمعلمين ينصب في توجيه النصح لهم دائماً بعيداً عن الأفعال الخطأ التي تعود بالسلب عليهم، وتعمل على انقاص احترام المحيطين بهم، سواء في المدرسة أو في الجامعة أو حتى أقاربهم ومعارفهم، وبالتالي يجب أن يكون ذلك نابعاً من الشخص نفسه حتى يمكن ان يغير من أي سلوك أو فعل غير سليم يقوم به . ويشير بوهلال الى أن دور المدرسة لا ينفصل عن دور الأسرة في توضيح ذلك للشباب لأن بعضهم يقدم على تصرفات خطأ ولا يعلم ما الذي يقوم به، لأن هذه المرحلة التي يمر بها هي مرحلة "طيش" وبالتالي يجب أن يكون هناك من يراقب ويعمل على تصحيح الخطأ في الوقت المناسب حتى لا يقع الشباب في فخ بعض الأمور التي قد تدمر مستقبلهم . ويقول جمال الحمادي مدير إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب إن مراكز الشباب تفتح ذراعيها لمن يرغب في الانضمام اليها وإلى أنشطتها المختلفة طوال العام، حيث المشاركة في الفعاليات العلمية والرياضية، في المجالات الأخرى مما يمثل أداة فعالة لكسب الشباب وتفريغ طاقاتهم وكشف مواهبهم بدلاً من الانسياق وراء بعض السلبيات التي يقومون بها من دون أن يكون لديهم وعي لذلك . ويضيف: سلبيات الشباب لا ترتبط بعام، ولكنها موجودة في كل وقت والاختلاف يكون في طريقة وكيفية تنفيذها بخاصة في ظل غياب الأهل عن الأبناء وانشغالهم بأعمالهم من دون أن يكون لديهم وقت لمراعاة الأبناء والسؤال عن أحوالهم .