بقلم/ حسن سالمين عميران لا أظن أن السذاجة التي أصابت البعض منا وأفقدتهم الصواب وأعمت أبصارهم عن قراءة فاحصة ودقيقة للمرحلة والظرف العصيب الذي يمر به الجنوب وشعبه والمخاطر المحدقة بثورته والقوى المتربصة بقضيته العادلة لا أظنها تفضي بنا إلى الهدف المراد والأمل الذي يسعى الجنوبيون إلى تحقيقه طالما غابت عن أبصارنا المصلحة العامة للشعب وترنح قادة المكوّنات في عصبية وهوس مكوّناتهم وجعلوا منها قضية بديلة وتدنى مستوى إدراكنا لحقيقة ما يجري حولنا ولم تسعفنا الذاكرة استحضار الماضي القريب والمراحل المؤلمة التي اكتوى بنيرانها جنوبنا الحبيب وكانت السبب الذي أوصلنا إلى المأساة التي نكابد أهوالها اليوم ، إن ما يجري على أرض الواقع وما يعتمل ويحاك في دهاليز السياسة بخصوص الجنوب بدأت ملامحه تلوح في الأفق والواجب يفرض على جميع الجنوبيين المؤمنين حقاً بهدف شعب الجنوب التحرير والاستقلال واستعادة الدولة والسيادة والهوية أن يثقوا أولاً ثقة خالصة خالية من الشكوك والظنون ببعضهم البعض ثم يطهروا أنفسهم من كل أدران الماضي ويتركوا عنهم وشايا ووسوسة الاحتلال وسماسرته الّذين يسعون إلى زرع الفتنة وشق الصف وأن يجتمعوا سريعاً على كلمة سواء إذا كانوا قد آمنوا بالفعل واجمعوا على هدف واحد وأن يعوا تماماً أن شعب الجنوب وثورته وقضيته أرفع وأسمى من أن تختزل في مكوّن من المكونات أو شخصاً من الأشخاص مهما أرتفع وعلت مكانته طالما هدف شعب الجنوب لم يزل يتأرجح في أفكاره ومواقفه لم تزل بعد محافظة على ضبابيتها فمعيار شعب الجنوب ومقياسه واحترامه وتقديره لهذا المكوّن ولتلك الشخصية ثبات الموقف على هدف التحرير والاستقلال ولا مهادنة في ذلك ، هذا الأساس والقاعدة التي بموجبها يتبين الجنوبيون أمرهم وما خلاف ذلك يعد خروجاً عن إجماع الإرادة الشعبية الجنوبية وحماقة وصلف واستهتار بتضحيات هذا الشعب الطيّب والمسالم الذي قدّم قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين وأبهر العالم بأسطورة نضاله وصبره في ظل صمتٍ مخيبٍ مريبٍ وتجاهل فظ يحكي عن فصول مأساة وكارثة إنسانية غض عنها العالم الطرف وراح يدندن عن قيم وأخلاق سطرتها مواثيقه وغابت تماماً عن فعله ومع هذا نرى أن من الجنوبيين من تلوّن بألوان الثورة وصبغ نفسه بأصباغ الوطنية وحين اشتدت حرارة الثورة ودخلت في مراحل الحسم وازدادت حاجة الوطن لكل أبنائه ذابت الصبغة وتجلى اللوّن ونضح الوعاء بما فيه ، إن عقلية تتعامل مع ثورة شعب الجنوب وثوارها وتنظر لها من منظار الربح والخسارة الشخصية ، لهى بالفعل لم تزل غارقة في كابوسها القديم ولم تتخلص بعد من أوهامها ولم يرتقِ مستوى إدراكها إلى خطورة المرحلة التي يمر بها جنوبنا الحبيب بل انفتحت شهية أطماعها وانساقت وراء أوهام الحلم اليمني في دلالة واضحة أننا لم نستوعب بعد الدرس ولم نتعلم قط من كل المراحل التي مر بها الجنوب على مدى التاريخ القريب والذي كان للعبث اليمني بصمة واضحة فيها ، إن الحقيقة الوحيدة التي على الجميع أن يعيها تماماً هى أن ثورة شعب الجنوب لم يكن يوماً هدفها فيدرالية أو أقلمة أيٍ كان نوعها ولم يخرج الشعب إلى ساحات وميادين النضال السلمي لحلولٍ وسط ويسقط الشهداء وتعسكر مدننا وقرانا ونلقى المضايقات على مستوى معيشتنا ونبتلى بإرهاب منظم تحت مسميات القاعدة وأنصار الشريعة ليساوم المساومون ويضعوا تضحيات هذا الشعب على طاولة الأهواء والمزايدات ، إلا تكفي مزايداتكم عليه طيلة مراحل عديدة صبر عليكم وصفح عنكم ومنحكم الثقة وقدّركم ، وأنتم لا زلتم على جفاءٍ معه بتعنتكم وتشرذمكم ومكائدكم الشخصية وحساباتكم القديمة ، إن شعب الجنوب لا يطلب منكم أي شئ سوى أنكم تقدّرون تضحياته ودماء الشهداء وتدركون أنه يخوض ثورة ، فبادلوه الوفاء والود والتقدير، والتقوا على كلمةٍ واحدةٍ وقيادةٍ واحدةٍ تتكلم باسمه وبما يريد هو، وإلاّ أرفعوا أياديكم واتركوا للشعب خياره فكفاكم عبثاً واستهتاراً ! عدن اف ام