في أحد أيام فصل الصيف الذي تشهده بريطانيا حالياً، "تحديداً في يوم 26 يونيو الماضي"، كانت جيني كوش التي لم تتجاوز سن ال ،20 تتناول طعام العشاء مع أسرتها عندما شعرت فجأة بصداع ودوار وضبابية في إبصارها وحمى . وعندما ذهبت للخارج لكي تتنسم هواءً منعشاً وتلطف حرارة جسمها، ألفت نفسها تناضل لتحريك ساقها اليمنى . وعلى الفور أخذت جيني التي تعيش في مدينة ستوك بمقاطعة غلوسترشاير ببريطانيا، حبة أسبيرين ومسكناً للألم، بيد أن الأعراض لم تتلاش، ولذلك اصطحبها والداها للطبيب . أصيبت بصدمة وذهول عندما شخصت إصابتها بسكتة دماغية . وتقول جيني التي تتعافى من مرضها حالياً، إنها ترغب في حث الناس على معرفة ومراقبة أعراض السكتات لأنها قد تحدث لأي شخص وفي أي سن . وتضيف: "لم أصدق عندما أخبروني بأنني أعاني من سكتة . أنا لم أكن أعتقد أن هذه العلة يمكن أن تحدث لشخص صغير السن مثلي . كنت أدرك أن شيئاً ما ليس على ما يرام . أحسست بخدر تام في جانبي الأيمن وألم في مؤخرة دماغي . لكنني لم أربط أياً من هذه الأعراض بالإصابة بالسكتة . أنا أبلغ من العمر 20 عاماً وأتمتع بصحة جيدة ولا أدخن ولا أحتسي الكحول ولا أتعاطى المخدرات . ولذلك كانت إصابتي بالسكتة مفاجئة تماماً لي . ولكن كما اتضح للجميع لاحقاً، يمكن القول إنني كنت محظوظة للغاية لأن الأسبيرين الذي أخذته بعد إصابتي بالأعراض مباشرة، أسهم في ترقيق الدم، وبالتالي خفف من تأثير السكتة . وعندما ذهبت للطبيب أحالني مباشرة لوحدة الطوارئ في المستشفى لإجراء فحص بالأشعة فوق الصوتية وعندها تمكن الأطباء من التأكد من ما كانوا يشكون فيه منذ البداية" . جيني عادت لمنزلها وهي تتعافى حالياً بعد أن أمضت أسبوعاً في وحدة النوبات الدماغية في مستشفى غلوسترشاير رويال . والآن استعادت جيني 70 % من الإحساس في الجانب الأيمن من جسدها، كما أن حالتها تتحسن يومياً بفضل ال"فسيوثيرابي" أو المعالجة الجسمانية "وبفضل عقاقير ترقيق وتخفيف لزوجة الدم . بيد أن الأطباء لم يتمكنوا حتى الآن من وضع أصبعهم على السبب الحقيقي الذي جعلها تصاب بالسكتة . وتطالب جيني بأن يتعلم الناس من تجربتها "لأن ملاحظة السكتات في مرحلة مبكرة مهمة للغاية في التعافي" . وتقول جيني: "عندما تطالع وسائل الإعلام تشعر بأن السكتة لا تصيب إلا المتقدمين في السن . ولكن الأمر لم يكن بهذه الكيفية معي . أنا لا أزال أتعافى مما حدث لي وأصبح أقوى مع مرور الوقت . استعدت 70% من الإحساس الذي فقدته وأفعل كل ما بوسعي لكي أتأكد من بلوغي نسبة 100% . وتقول جيني إنها تأثرت بقصص مرضى آخرين صغار السن عانوا من المشكلة نفسها . وتشمل قائمة من أصيبوا بالسكتة في سن صغيرة بطل اولمبياد المعوقين يمل نيكولز الذي عانى من 3 سكتات قبل بلوغه سن ال ،30 ونجمة البوب جيسي جيه التي أصيبت بسكتة وهي في ال 18 من عمرها . وتقول الدكتورة ليز ميرنس المديرة الطبية لمستشفى غلوستر شاير إن ملاحظة أمارات السكتة في أسرع وقت ممكن يعتبر من أهم العوامل الحاسمة والمفيدة في العلاج . وتقول الدكتورة ليز: السكتة يمكن أن تحدث في أي وقت ومن دون سابق إنذار، وبالرغم من أن معظم من يصابون بسكتة تكون أعمارهم فوق ال50 إلا أن السكتة يمكنها أن تصيب أي أحد بما في ذلك الأطفال . الملاحظة والتعرف المبكر إلى الأعراض يمكّن الناس من الحصول على المساعدة الطارئة المهمة التي يكونون في أمس الحاجة إليها، وهذا يعني أن إنقاذ حياتهم ومنع إصابتهم بالإعاقة يصبح ممكناً وأكثر سهولة .