دبي (الاتحاد) - يموت 2,6 مليون طفل كل عام، أي بمعدل 300 طفل في كل ساعة، بسبب سوء التغذية الذي يعتبر السبب الأساسي في ثلث حالات الوفيات بين الأطفال. كما يصاب 170 مليون طفل على الأقل بالتقزم الناتج عن سوء التغذية، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد إلى حوالي 450 مليون طفل خلال الأعوام الخمسة عشر القادمة، إذا استمرت الأوضاع على هذه الحال. وهذه الأرقام ما هي إلا بعض الإحصاءات المُقلقة التي وردت في تقرير «حياة بلا جوع: مكافحة سوء تغذية الأطفال» الذي أعدته منظمة إنقاذ الطفولة، وتقوم بنشره بالتعاون مع «دبي العطاء» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باللغة العربية. ويقول طارق القرق الرئيس التنفيذي ل«دبي العطاء»: «إن الجوع وسوء التغذية لهما تأثيرات وعواقب خطيرة على حياة ملايين الأطفال، ويخلقان العديد من مشاكل الصحة والنمو لدى الأطفال، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة إلى الأمراض التي تؤثر بدورها على معدلات التسجيل والحضور المدرسي وقدرات التعلم والتنمية المستقبلية». ويوضح القرق: «تم إصدار التقرير ونشره باللغة العربية لنتمكن من الوصول إلى الجمهور بالمنطقة، واستقطاب أقصى قدر من الدعم ونشر التوعية، فيما نستعد لمعالجة وحل أزمة سوء التغذية، خاصة في البلدان النامية، بالتعاون مع شركائنا الدوليين، بهدف توسيع نطاق الإجراءات التدخلية والدعم من المنطقة لصالح برامج التعليم الأساسي الجاري تنفيذها في المنطقة والعالم التي تشمل ضمن اهتماماتها الصحة المدرسية والتغذية». ويضيف القرق: «يلتحق الأطفال الذين يعانون سوء التغذية بالمدارس في سن متأخرة عن نظرائهم الأصحاء، كما أن مستوى تحصيلهم العلمي يقل عن المقدر لهم. كما أن معظم الأطفال الذين يعانون سوء التغذية وتمكنوا من استكمال مرحلة التعليم الأساسي يخفقون في تحقيق معايير الإلمام بالقراءة والكتابة والحساب». أما كارولين مايلز رئيس منظمة إنقاذ الأطفال ومديرها التنفيذي فتقول: «هؤلاء الأطفال هم المستقبل وحجر الزاوية لاقتصاد العالم، ومن شأن سوء التغذية هدم قدراتهم الكامنة. إن التعليم السليم في مرحلة التعليم الأساسي يعد الطفل ويجهزه بالمهارات الضرورية اللازمة لحضور وإتمام مرحلتي التعليم الثانوي والجامعي، وما يليهما من مراحل، كما يعد الطفل لأن يصبح مساهماً إيجابياً في المجتمع. وتشير التقديرات إلى أن سوء التغذية قد يؤدي إلى فقدان ما يتراوح بين 2 و3% من الدخل الوطني». وأضافت مايلز: «إن تقرير "حياة بلا جوع" يفتح أعيننا جميعاً، ويستقطب اهتمام المنظمات غير الحكومية وغيرها من المنظمات التي تهتم بمعالجة سوء التغذية لدى الأطفال، كذلك الجمهور العام الذي يمكن أن يسهم بدور مهم من خلال المساهمة والتوعية بهذه الأزمة العالمية». وأوضحت مايلز، أن التقرير يسلط الأضواء على التقدم البطيء للغاية الذي تحقق على مستوى العالم بشأن الحد من مشكلة التقزم، حيث يشير إلى أن نسبة الأطفال المتقزمين قد انخفضت من 39,7% في عام 1990 إلى 26,7% في عام 2010، وهذا يعادل انخفاضاً من 253 مليون طفل متقزم في عام 1990 إلى 171 مليوناً في عام 2010. وكثيراً ما يكون سوء التغذية السبب في عدم التحاق الأطفال في البلدان النامية بالمدارس، أو انخفاض مستوى أدائهم، وهذا ما حدا ب«دبي العطاء»، إلى تطبيق برامج التعليم الأساسي التي تعمل على مكافحة سوء التغذية وتضمن التحاق الأطفال بالمدارس وإكمال دراستهم. ومن الأمثلة على تلك البرامج، أطلقت مؤخراً «دبي العطاء» في غانا برنامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية الذي يجري تنفيذه على مدار أربعة أعوام بتكلفة تبلغ 10 ملايين درهم إماراتي ويصل إلى أكثر من 400 ألف مستفيد.