تتوقع مجموعة صناعة السيارات الإسبانية زيادة إنتاج السيارات بواقع 11% في العام 2013 إلى 2 .2 مليون سيارة . وتخزن السيارات المنتجة حديثا في مرآب يقع في مدينة برشلونة . وهكذا وعلى الرغم من الأجواء الكئيبة التي تلف الاقتصاد الإسباني منذ أن تفجرت الأزمة المالية العالمية، فإن صناعة السيارات تعد واحدة من المنافذ المشرقة: وقد أصبحت إسبانيا وعمالها المهرة وإن كان قطاع منها كبير يعاني البطالة فإنه يعود ثانية ليطلق مشاعل مضيئة بالنسبة إلى عمال صناعة السيارات في أوروبا . وخلال أربع سنوات عانت إسبانيا اضطرابات اقتصادية موجعة وارتفاع معدلات البطالة التي أصبحت الأعلى في أوروبا، وهو ما جعل سوق العمالة الإسباني مغرياً، خاصة أن الأجور باتت أقل بنسبة 40% عن أي بلد أوروبا تعد فيه صناعة السيارات في مقدمة الصناعات كما الحال بالنسبة إلى ألمانيا . وفي ضوء المتغيرات الجديدة أعلنت كل من شركتي فورد ورينو عن اعتزامهما التوسع في إنتاجيهما في إسبانيا . وحتى قبل هذه الإعلانات، أعلنت صناعات السيارات في بلدان أخرى عن خطط جديدة عن اتجاه للتوسعات بضخ مبالغ لا تقل عن ملياري يورو أو 64 .2 مليار دولار . ويرى بعض الخبراء أن مثل هذه المكاسب في التنافسية والاستثمار هي بالضبط ما تحتاج إليه إسبانيا لتعزيز وضعها الاقتصادي وللتعافي والتخلص من الشكوك التي رانت على وضع إسبانيا في منطقة اليورو وكانت معظم هذه الشكوك تنصب على مستقبل استمرار إسبانيا بلداً عضواً في هذه المنطقة . ونظراً لأن إسبانيا لم يعد لها عملة وطنية تحتمي بها من خلال تخفيض قيمتها، باعتبار ذلك سبيلاً لخفض أسعار صادراتها، فكان لا بد لها من امتلاك ناصية التميز التنافسي المرتكز على رخص العمالة . ويرى الكثيرون من الخبراء الاقتصاديين أنه لا يمكن للمجتمعات أن تتحمل جرعات ألم، وهي ترى اقتصادها يهوي وشبابها ورجالها عاطلين عن العمل، والكساد يملأ السوق . ويبدو أن إسبانيا، في الوقت الراهن على الأقل، تتحدى هذه الجدلية . فتجارتها ما لبثت تنكمش إلى دون ال 28 في المئة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام إلى 28 مليار يورو مقارنة بالفترة ذاتها من العام ،2011 طبقاً لبيانات حكومية نشرت مؤخراً، أي أن الاقتصاد الإسباني هوى إلى أدنى قاع منذ العام 1972 . وعلى الرغم من أن جانباً من تحسن التجارة يعكس انخفاض أكبر في الواردات، لكن ذلك يعد مؤشراً إلى تنافسية أفضل في ما يخص أصحاب الأعمال الذين باتوا قادرين على فرض تخفيضات في الأجور من دون أن يفسحوا المجال لتفجر أية أعمال عنف وقلاقل اجتماعية . وانتبه الرؤساء التنفيذيون في صناعة السيارات إلى أن الأزمة المالية لم تكن سوى إنذار للقطاع الذي هبطت إنتاجيته من 2000 إلى ،2007 وهي الفترة التي كان فيها الاقتصاد الإسباني يقوده ازدهار كبير في القطاع العقاري . يقول خوسيه عمانويل ماتشادو الذي يرأس نشاط "فورد الصناعي" في إسبانيا، ويشغل أيضاً منصب رئيس رابطة مصنعي السيارات والشاحنات، المعروفة باسم "أنفاك": إنه "اعتباراً من العام ،2008 تأكدنا على حين غرة أننا خسرنا الكثير من التنافسية وكنا بحاجة للعمل بأقصى نشاطنا لتحسين أوضاعنا، خاصة ما له صلة بقضايا العمالة والأنشطة اللوجستية" . وتتوقع "أنفاك" خلال ديسمبر/ كانون الأول أن ترتفع حصة صناعة السيارات الإسبانية بنسبة 11 في المئة في العام 2013 إلى 2 .2 مليون سيارة . وترى وكالة الإحصاء الأوروبية "يوروستات" أن تكاليف وحدة العمالة الإسبانية، وهو قياس الإنتاجية، انخفض بنسبة 4% منذ العام 2008 . * "نيويورك تايمز"