أ ش أ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن القرارات الحاسمة التي من المفترض أن يصدرها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" قريبا، لتحديد الوتيرة التي ستنسحب بها القوات الأمريكية فى أفغانستان، يتخللها صراع أمريكي بين ما هو "خيالي وبين ما هو واقع سياسي كائن في أفغانستان". وأوضحت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم الاثنين، أنه من وجهة النظر المثالية، فمن المفترض أن القوات الأمريكية في أفغانستان والبالغ عددها 66 ألفا، شرعت بالفعل في استعداداتها للانسحاب، بحيث تتم عملية انسحابها كليا في أقرب وقت ممكن وبصورة آمنة كما هو مقرر بحلول نهاية العام الجاري. وأضافت، أنه من المتوقع أن الحرب التي بدأتها الولاياتالمتحدة على أفغانستان في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر ستنتهي، وهي تاركة وراءها قوات أمن أفغانية يبلغ قوامها 35 ألفا ما بين جنود جيش وضباط أمن، أنفقت واشنطن على تدريبهم وتسليحهم 39 مليار دولار أمريكي على مدار العقد الماضي. وأما عن الواقع السياسي فيتمثل جانب منه فيما أقرته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مؤخرا، بأن كتيبة واحدة فقط من إجمالي 23 كتيبة أفغانية تلقت تدريباتها على يد قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، هى القادرة على إدارة شئونها دون الاعتماد على العون الأمريكي، فضلا عن التزايد المقلق في أعداد الهجمات التي تشنها قوات أفغانية على نظيرتها الأمريكية، والتي ربما قضت بدورها على أي شهية تبقت عند واشنطن لمواصلة هذه الحرب المكلفة. ودعت نيويورك تايمز الإدارة الأمريكية إلى عدم الإذعان إلى مطالب الرئيس الأفغاني حامد كرازي، بالحصول على طائرات أمريكية متطورة وأجهزة مراقبة وصواريخ طويلة المدى، بحجة تحديث ولتطوير جيشه بسبب تزايد هجمات قوات الأفغانية ضد الأمريكيين واستشراء الفساد داخل الحكومة الأفغانية.