يعتبر مرض السكري حالة مرضية تؤثر في جميع أجزاء جسم الإنسان، وباعتبارها الطرف الأكثر تجاهلاً، تعاني القدم أكثر من غيرها في معظم الأحيان، ومما لا تعرفه أغلبية الناس حقيقة أن المرضى الذين يعانون مرض السكري، يجب عليهم العناية بصحة أقدامهم، حيث يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى خفض ضخ الدم الغني بالأكسجين إلى القدمين والذي من شأنه أن يسبب فقدان الإحساس وبطئاً في عملية الشفاء، كما يمكن أن يحدث فقدان للشعور في القدمين نتيجة تلف الأعصاب . يعد المرضى المصابون بداء السكري أكثر عرضة لإصابات القدم، والبتر أو التشققات في الجلد، والإصابة بمسامير القدم، أو أظافر إصبع القدم المنغرزة، أو حتى مشكلة في تقليم الأظافر، والتي يمكن أن تؤدي إلى حدوث تقرحات . وقد تبدي القدم تغيراً في اللون والشكل، أو قد تصبح غير مريحة في المشي بشكل عام . وقال الدكتور أتول أونديكار، عيادات آي كير: يمكن التقليل من الآثار الضارة لارتفاع مستويات السكر في القدمين من خلال السيطرة على الحالة، وكذلك عن طريق ضمان عودة مستويات الكولسترول وضغط الدم إلى وضعها الطبيعي . كما يوصي كذلك بالإقلاع عن التدخين، لما لذلك من تأثير كبير في تدفق الدم إلى القدمين . وأضاف: أصبح مرض السكري مشكلة كبيرة هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي، فمن المهم أن نتعلم المزيد حول كيفية الوقاية منه وتشخيصه وإدارته في الوقت نفسه، وغالباً ما تؤدي اختلافات بسيطة تكاد لا تذكر إلى إحداث فرق ملحوظ في صحة الفرد . لذلك علينا توخي الحذر واكتساب المعرفة ما أمكن . متى يجب زيارة الطبيب؟ يعتقد أن مرضى السكري أكثر عرضة لبتر الساق بسبب تحلل الأنسجة من غيرهم ب 15 مرة . وبالتالي، من المهم الحفاظ على صحة أقدامهم، من خلال تحديد المشكلة بشكل صحيح . يقول راج كايبانجالا، مدير العلامة التجارية، فوت كير سولوشنز: "يحتاج الشخص المصاب بمرض السكري إلى ارتداء أحذية واسعة عند منطقة الأصابع، لتجنب أن يصاب بالأذى . ويوصى أيضاً بارتداء النعال القابلة للإزالة لتوفير المزيد من الراحة والمرونة . ويجب إخراج النعال وتجفيفها بعد كل استعمال لمزيد من الراحة". وفي ما يلي قائمة بالأسباب التي تستدعي الاتصال بالطبيب في حال عانى مريض السكري أياً من هذه الأعراض، ومن المهم كذلك ملاحظة أنه وفي معظم هذه الأعراض، ينبغي استشارة الطبيب في غضون 72 ساعة . تتطلب أدنى درجات الإصابة في القدمين أو الساقين مهما بلغ صغرها عناية طبية فورية، حيث يمكن أن تؤدي هذه الإصابات التي تبدو صغيرة إلى إصابات خطرة للغاية ما لم تعالج على الفور . وفي الوقت نفسه، يمكن لبثرة، أو جرح أو تقرح صغير أن يصبح مشكلة خطرة للغاية، لذلك من المستحسن وضع خطة مع الطبيب قبل وقت كافٍ حتى لا يصبح المريض عرضة للإصابة بهذه الحالات . يعتبر الألم المستمر في القدمين أو الساقين مؤشراً واضحاً إلى أن الأمور ليست على ما يرام . فالألم المستمر ليس أمراً طبيعياً أبداً . وفي الوقت نفسه، قد يكون الشعور بالخدر في القدمين أو الساقين مؤشراً إلى تلف الأعصاب السكري أو ضعف الدورة الدموية في الساقين . وفي كلتا الحالتين، فإنها تهدد صحة الفرد بالإصابة، وفي بعض الحالات يمكن أن تؤدي إلى بتر الأعضاء . غالباً ما يتكون الصعوبة في المشي نتيجة لالتهاب المفاصل السكري . ويحدث ذلك بسبب الإجهاد المفرط أو الضغط على قدم واحدة، لذا يعد تحديد المشكلة والتدخل المبكر ضرورة قصوى للوقاية من إصابات أكثر خطورة في المستقبل مثل حالات الوقوع أو تفسخ الجلد والعدوى . الخطوات اللاحقة حالما يتم تحديد المشكلة، من المهم اتخاذ الخطوات الآتية * طرح الأسئلة: قم بطرح كل التساؤلات التي تراودك حول أي شيء يتطلب مساعدة لفهمه، حيث يعتبر فهم ما يجب القيام به والتدابير الوقائية اللازمة الخطوة الأولى لتجنب مخاوف محتملة في المستقبل . اتبع جميع تعليمات الطبيب أو الممرضة . * التداوي: يصف الأطباء الأدوية لمصلحتك . ولابد من متابعة دورة العلاج كاملة، حيث يؤدي عدم إكمال الجرعة الموصوفة إلى أن تصبح البكتيريا مقاومة للأدوية في المستقبل . * الحفاظ على أظافر أصابع القدم: لا تستعمل أي شيء آخر غير مقلمات الأظافر القياسية . وغالباً ما يستخدم الأفراد المقص بديلاً، وهذا أمر خطر للغاية . ومن المهم أيضاً قص الأظافر بشكل مستقيم . وإذا واجهت مشكلات فإنه من الأفضل دائماً الاستعانة بأحد أفراد العائلة أو الطبيب للمساعدة على ذلك . * الأحذية: يعتبر ارتداء الأحذية الصلبة والمريحة قدر الإمكان مفيداً في منع حدوث إصابات لا داعي لها . ومن الجيد استشارة الطبيب المختص للتأكد من أن حذاءك مناسب وكذلك الحصول على توصيات بشأن الحذاء الأنسب لقدميك . ويستحسن طبياً أن يقتني الأفراد ذوو الأقدام المسطحة في كثير من الأحيان أحذية مخصصة . * التمارين: تعد التمارين وسيلة رائعة لتحسين صحة العظام والمفاصل، وكذلك لتحسين الدورة الدموية في الساقين . تذكر أن تستشير الطبيب قبل البدء بممارسة أي نظام تمارين . يعد الاتباع التام للمشورة الطبية أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على مرض السكري تحت السيطرة . ويشمل هذا إجراء فحوص سكر الدم الدورية، واتباع نظام غذائي صارم وتناول الدواء الموصوف .