شرعت حكومة ماليزيا في حملة إعلامية بمختلف أرجاء البلاد تشمل المواد المطبوعة ومحاضرات التوعية لتنبيه الآباء الى علامات المثلية في أبنائهم، والأبناء أنفسهم لما تسميه «الأعراض الأولى». فانيلة عادية لا تلفت النظر لأنك تجد الشباب، رجالا ونساء، يرتدونها أينما كنت في العالم. وربما كان الشيء الوحيد الذي يميزها عن البقية هو عنقها الذي يخذ شكل الحرف اللاتيني V. لكن هذا التصميم البسيط، الذي تحدى مرور الزمن منذ خروجه في ثلاثينات القرن الماضي، اكتسب اليوم مغزى غير مألوف في ماليزيا. فقد صار على نحو ما إشارة الى أن مرتديه يعلن به عن ميوله الجنسية وأنه مثلي بالتحديد. هذا على الأقل هو تفسير السلطات الحكومية في هذه البلاد المسلمة وفقا لما أوردته صحف غربية. فقد بدأت سلطات البلاد حملة إعلامية ضخمة «لتصحيح الاعوجاج في المجتمع» قدمت فيها عددا من النصائح للآباء في ما يتعلق بكيفية التعرف على ما إن كان أبناؤهم مثليو الجنس. وإضافة الى فانيلة عنق V، فإن بين النضائح ما يقول أيضا إن ارتداء فانيلة أو قميص بدون أكمام يشير أيضا الى أن الابن / البنت مثلي / مثلية. وتضيف الحكومة طائفة أخرى من المظاهر التي تشي بمثلية المراهقين والشباب. ومن هذه الميل الى ارتداء الملابس الضيقة و/أو ذات الألوان الفاتحة. وإذا كان كل هذا لا يكفي لمعرفة مما إن كان الشخص مثليا، فلينظر الأبوان الى الجسد نفسه. فإذا كان رياضيا متناسقا، صارت هذه بحد نفسها علامة قد تعني أنه يحيد عن الصراط المستقيم. واللافت أيضا للنظر في هذا الأمر فهو أن الحكومة أصدرت كراسة نصائحها هذه بناء على توصية من «مؤسسة المعلّمين الماليزيين» التي قالت إنها أحاطت علما ب«لغة المثليين ورموزهم»، وصارت قادرة على التعرف على ما إن كان الشخص مثلي التوجه فقط من ملبسه ومظهره العام. ونقلت الصحف قول محمد زرقاشينوط، نائب وزير التعليم الماليزي، قوله إن معظم سكان البلاد «لا يستطيعون، للأسف، التعرف على «الأعراض الأولى» للثنائية الجنسية والرغبة في العبور الى الجنس الآخر. ولهذا فهم عاجزون عن منع تطور هذه الأعراض الى واقع ملموس يصعب أو يستحيل تغييره لاحقا. ولهذا تعيّن على الحكومة مساعدة الآباء في شأن توجهات أبنائهم الجنسية». ولم تكتف الحكومة بتلك الكراسة بل عمدت الى إقامة سلسلة من «محاضرات التوعية» الموجهة في مختلف أرجاء البلاد للآباء وأيضا للصبيان بغرض تنبيهم منذ وقت مبكر الى «أعراض» المثلية الجنسية فيتفادونها وهم يتقدمون في العمر. يذكر أن ماليزيا تحرّم الثنائية الجنسية بقوة القانون وتعتبرهما «إخلالا بالطبيعة البشرية». وفي هذا الإطار حظرت السلطات العام الماضي أغنية ليدي غاغا Born this Way «هكذا وُلدت» لأنها «تشجع على قبول المثليين في المجتمع» على حد قولها. لكن «منظمة العدل الدولية» انتقدت من جانبها الكراسة والندوات الحكومية ووصفتها بأنها «أشبه شيء بانكلترا الفكتورية من أي زاوية ينظر منها المرء... لكنه ينظر في الواقع الى ماليزيا الحديثة»!