في هذا اليوم، الثالث عشر من أكتوبر 1962م، طُويت آخر صفحةٍ للإمامة على أرضنا، وكل الضبَّاط الأحرار الذين وصلوا وشحة هم : عبدالكريم الحوري، المرحوم عبدالوهَّاب الحسيني، عثمان أبو ماهر المخلافي، على رأس السرية الخامسة قنَّاصة، والسرية الأولى حرس وطني من المهاجرين الذين عادوا إلى أرض الوطن عندما بدأوا تعبيد طريق الحديدة - صنعاء، وبداية إنشاء طريق صنعاء - الحديدة، الذي خرج لهم يوم الجمعة 4 أكتوبر 1962م، وإلى يوم 12 أكتوبر وصل إلى قرية الذروة الضبَّاط : عبدالوهَّاب الشامي، عبَّاس المضواحي، مُحمَّد الوشلي، أحمد الربيدي، اليوم الذي وصل عند مُنتصفه الإمام البدر المخلوع. وعلى إثر الخبر اجتمع الضبَّاط بقرية الذروة برئاسة عبدالكريم الحوري، وقرَّروا صعود جبل الموشح لمحاصرة الإمام المخلوع وإلقاء القبض عليه، وفي الساعة الثامنة مساءً تمَّ الصعود بموجب اقتراح عبدالوهَّاب الشامي أن يكون الصعود للجميع حفاة، فكان الصعود من الناحية الشمالية للجبل، حيث وصلوا إلى خرابة مدرسة حُقَّة، التي أمر الإمام أحمد بإغلاقها بسبب التظاهرات المُتقطِّعة التي كان يُثيرها الطلاَّب الثلاثة : مُحمَّد مُطهَّر زيد، علي قاسم المُؤيَّد، أحمد قرحش، وما إن وصلوا حتى بدأ الاشتباك مع مَنْ في الحصن والمباني المجاورة، مع البدر المخلوع والعامل أحمد عبدالكريم الذي نصَّبه المخلوع نائباً له، وأشاع الخبر ومعه الشيخ مُحمَّد حزام الكبير وقبائله، وبعد قرابة أربعين دقيقة جاء إلى الضبَّاط الشيخ علي بن علي طلّة وأخبرهم أن الإمام قد نزل الجبل فارَّاً، وعلى الفور نهض الضبَّاط مع جنودهم إلى قرية الذروة، حيث يتواجد عبدالكريم الحوري الذي اتَّخذوه قائداً، وكان الاجتماع بعد التأكُّد من بعض الجنود والشاوش مُحمَّد الثلايا، الذين انتشروا في عزلة بني هبي وأكَّدوا أن المخلوع قد اتَّجه نحو الغرب، وهنا تمَّ اختيار الملازم أوَّل عثمان أبو ماهر لمطاردته مع ثلاثين جندياً، وكان التوجُّه للمطاردة عند العاشرة مساءً، وطوال الليل وحتى الساعة الرابعة فجراً والدليل الشاوش مُحمَّد الثلايا، الذي يعرف الطريق حتى وصل الجميع بقيادة عثمان إلى آخر منطقة وادي تعشر بمنطقة بكيل المير المحاددة لمنطقة الخوبة في السعودية، حيث أخبرهم الشيخ مسواك، شيخ امعبيد في بني مروان، أن الإمام قد تجاوز الحدود قبل نصف ساعةٍ إلى الخوبة، وهناك قرَّر عثمان العودة إلى وشحة الساعة الثالثة والنصف عصراً. وفي اليوم التالي بدأ الزحف على قصر وشحة لمحاصرة مُحمَّد عبدالكريم وَمَنْ معه وسلكوا اتِّجاهين : مدرسة حُقَّة، وغرابة، ولم يستسلم إلاَّ يوم 21 أكتوبر 1962م، وتمَّ إرساله إلى صنعاء بصحبة الملازم أوَّل علي علي الجائفي، وعاد الضبَّاط في اليوم التالي إلى حرض وشُكِّلت القيادة من : عبدالكريم الحوري، قائداً، وعثمان أبو ماهر، نائباً للقائد، وبذلك تكون قد طُويت آخر صفحةٍ للإمامة ليلة الثالث عشر من أكتوبر 1962م.