يعِّرف بعض الفلاسفة مصطلح "التحول" بأنه الانتقال من الشيء إلى نقيضه.. وقد يكون هذا التحول إلى الأفضل أو إلى الأسوأ.. وهناك تحول سياسي وتحول عقائدي وتحول اجتماعي وتحول سلوكي وأخلاقي وجنسي و... و... الخ. وفي بلادنا يستحق الاخوان المسلمون جائزة الأكثر امتهاناً ل"التحول" فبالأمس كانوا يرفعون شعار "الإسلام هو الحل" واليوم أصبح الإسلام شيئاً هامشياً في ممارساتهم الحزبية.. وبالأمس أفتوا بحرمة الخروج عن طاعة ولي الأمر وعندما فقدوا مصالحهم كانوا أول من رفع السلاح ضد ولي الأمر والدولة بشكل عام.. وبعد ان كانت أمريكا هي راعية التبشير والتنصير وواضعة المخططات الصهيونية اليهودية للقضاء على الإسلام.. أصبحت اليوم هي "الحامية" للدين الاسلامي في اوطانه وتستحق أن يتقدم لها "شيوخ" الدين من أمثال "الزنداني" وصعتر والديلمي بأفضل "آيات" الشكر، لأنها تعمل جاهدة على حماية "الإسلام" من خلال دعم "الشعوب المسلمة" في التمرد على ولاة أمر المسلمين.. وعلى ذكر الزنداني وصعتر وأمثالهم.. كان الكثير من المواطنين بمن فيهم معشر الكتاب والصحفيين والمثقفين حذرين جداً من ذكر أسمائهم "حافة" دون أن يسبقوها ب"فضيلة الشيخ".. حتى عندما يتجرأ بعض الكتاب أو المحللين على انتقادهم لموقف ما.. يحرصون على ذكر "فضيلة الشيخ" قبل اسم الزنداني أو صعتر ويكررونها بتكرار أسمائهم.. أما المسبحون بحمدهم ليل نهار فإنهم لا يكتفون بمصطلح "الشيخ" بل يزيدون عليه "العالم الجليل الزاهد الذي لا نظير له"، وكون "التحول" هو أحد مكونات جماعة الإخوان ولو كان ذلك "التحول" على حساب القيم والمبادئ و"البرستيج" الاسلامي، فقد خرج علينا الاخوان في الله مؤخرا بألقاب للشيخين "الزنداني وصعتر" بعيدة جداً عن تلك التي "جعجعونا" بها ليل نهار وكل ذلك من أجل إرضاء "ماما" أمريكا.. فالزنداني أصبح "أستاذاً" وصعتر هو في الأساس "باش مهندس" وكلما كان يقال عنهم من "شيخ" و"فضيلة" و"علامة" و"رجل دين" كانت مجرد ألقاب لا أساس لها من الصحة.. هذا ما قد نفهمه نحن البسطاء من هذا التحول، لأن "العالم" غير "الأستاذ" وفضيلة "الشيخ" غير "المهندس المعماري".. وإصدار فتوى دينية يقف عليها مصير أمة ليست مثل تصميم "مخطط" لفيلا أو فندق، وتكفير شعب بأكمله واستباحة بيوتهم وممتلكاتهم ليست مثل قيام "صيدلي" بضرب "إبرة" فلتارين لشخص "مزكوم".