موعد الضربة القاضية يقترب.. وتحذير عاجل من محافظ البنك المركزي للبنوك في صنعاء    صحفي سعودي: ما بعد زيارة الرئيس العليمي إلى مارب لن تكون اليمن كما قبلها!    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    لحظة وصول الرئيس رشاد العليمي إلى محافظة مارب.. شاهد الفيديو    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    - عاجل امر قهري لاحضار تاجر المبيدات المثير للراي العام دغسان غدا لمحكمة الاموال بصنعاء واغلاق شركته ومحالاته في حال لم يحضر    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    العميد أحمد علي ينعي الضابط الذي ''نذر روحه للدفاع عن الوطن والوحدة ضد الخارجين عن الثوابت الوطنية''    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتى لايستغفل الشجاع عقول القراء
علمانية فرنسا وسعت كل شيء إلا نقاب مسلمة.. وعلمانية سويسرا لم تستوعب مئذنة
نشر في الجمهورية يوم 04 - 08 - 2010


الأخ رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
فقد نشر الموقع الرسمي لصحيفتكم وملحق أفكار الصادر عنها موضوعاً لأحد الكتاب يتعلق بفضيلة الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني، وقد قمنا بإرسال رد على ماورد في تلك المقالة، عبر فاكس الصحيفة في تعز ومكتب صنعاء، بحسب المعتاد، وللأسف الشديد فوجئنا بتجاهل نشر ردنا.
وعليه نرفق لكم أصل الرد آملين نشره في العدد القادم من ملحق أفكار بحسب المعمول به قانوناً.
والسلام عليكم ورحمة الله
مكتب فضيلة الشيخ
عبدالمجيد بن عزيز الزنداني
الأخ رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المحترم
السلام عليكم ورحمة الله
وبعد:
نشر الموقع الرسمي لصحيفتكم وملحق أفكار الصادر عنها موضوعاً لأحد الكتبة، استمر فيه بقلب الحقائق، والترويج للنموذج العلماني، وتشويه فضيلة الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني، وقد ترفعنا في ردودنا السابقة عن مجاراة ذلك الكاتب في بذاءته وماتفوه به من كلمات نابية تجاه علم من علماء الإسلام، الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم (العلماء ورثة الأنبياء) وحذر من التجرؤ عليهم بالاكاذيب والأوصاف المقذعة، بقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه).
ومن جديد فإننا نؤكد على أن لفضيلة الشيخ منهجاً واضحاً وثابتاً في التعامل مع مايلحقه من إساءات، وذلك بتوضيح الحقائق للرأي العام، واللجوء للقضاء.
وعملاً بحق الرد المكفول قانوناً فإننا نطالبكم بنشر ردنا التالي:
1 نستنكر مجدداً قيام صحيفة رسمية بالاستمرار في نشر مواضيع لكاتب، يروج للنموذج العلماني الذي يتصادم مع الإسلام عقيدة وشريعة، ونصوص الدستور اليمني، وكذلك استمراره في التهجم على فضيلة الشيخ، ويتخذ من ذلك سبيلاً لثني فضيلته عن القيام بالواجب الشرعي الذي افترضه الله تعالى على علماء المسلمين في بيان حكم الله فيما ينزل بالمسلمين من حوادث، ومن ذلك على سبيل المثال مازعمه ذلك الكاتب أن فضيلة الشيخ يسعى للسيطرة على السلطة وأنه داعية عنف وغير متسامح ومتعصب لآرائه وعدو للعقل ومعاد للتجديد ومغالٍ في الدين وقيم على ضمائر الناس ويقدم نفسه كوصي على الأمة ويريد أن يؤسس للاستبداد الديني، وإزاء هذا فإننا نتساءل عن الدوافع والأهداف الكامنة وراء كل هذا الحقد والتشويه وحسبنا هنا أن نذكّر القراء الكرام بأن فضيلة الشيخ هو أول من دعا إلى إلغاء مجلس رئاسة الجمهورية عندما كان أحد أعضائه وأن يكون هنالك رئيس واحد للبلاد، انسجاماً مع الفقه الإسلامي الذي يقرر أن يكون للمسلمين رأس واحد.. ومع هذا الموقف التاريخي لايستقيم مايزعمه البعض من أن فضيلة الشيخ متشبث بالسلطة متربص للانقضاض عليها!! أما مازعمه ذلك الكاتب أن فضيلة الشيخ داعية عنف وغير متسامح فنقول: إن من يلجأ للقضاء ويدعو دائماً لاحترام الدستور والقانون ويعلم الناس فضائل الأخلاق قولاً وعملاً هو أبعد مايكون عن العنف والتعصب وأن من يقول بخلاف هذه الحقائق لاشك أنه ينجر وراء الدعاية المغرضة التي تروجها دوائر الإعلام الصهيوني وأذنابها والتي تستهدف علماء الأمة الربانيين بغرض تمهيد الطريق أمام الانتهازيين من الجهلة والمغرضين الذين اتخذوا من الهجوم على الإسلام وعلمائه مدخلاً للارتزاق والتسلق ليتمكن من يقف خلفهم من تحقيق أهدافه ووضع البلاد تحت استعمار معاصر لاوجود فيه للإسلام عقيدة وشريعة وهذا ما لا يقبله شعبنا اليمني المسلم الذي يقدر علماءه ويعي قوله تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وبخصوص مازعمه ذلك الكاتب أن فضيلة الشيخ متعصب لآرائه ومغالٍ في الدين فهذا ادعاء كاذب فلقد عُرف فضيلة الشيخ على مستوى العالم الإسلامي بأنه من أصحاب الرأي الإسلامي السديد وأنه يستقي أفكاره وحججه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونتحدى ذلك الكاتب أن يورد رأياً للشيخ خلاف هذا وأما الزعم بأن الشيخ عدو للعقل ومعادٍ للتجديد فمن الواضح أن ذلك الكاتب يجهل أو يتجاهل سيرة فضيلة الشيخ الذي استخدم العقل استخداماً سليماً في إطار الشرع وكتابه توحيد الخالق الذي تتلمذ عليه اجيال من أبناء اليمن، والذي أنجزه وهو لايزال في العشرينات من عمره خير شاهد على نبوغه وقدراته الذهنية والعلمية ولايخفى على الجميع أن فضيلته قد واصل مسيرته العلمية وأسهم في تأسيس ميدان جديد من ميادين المعرفة يعتمد على مقررات العقل السوي والعلم الحديث في إثبات دلائل النبوة ومعجزات القرآن الكريم والسنة النبوية كما أنه قد حاور كثيراً من كبار علماء العالم وأثبت لهم بأسلوب علمي فريد صدق رسالة الإسلام وهذا الأمر موثّق ومعروف والجميع يعلم أن فضيلة الشيخ هو من أبرز مؤسسي علم “الإعجاز العلمي في القرآن والسنة” وعليه نتساءل: هل يستقيم شرعاً وعقلاً وخلقاً أن يتهم رجل يحمل هذا القدر من العلم بأنه عدو للعقل والتجديد؟!! أما الإدعاء بأن فضيلة الشيخ جعل من نفسه قيماً على ضمائر الناس ويقدم نفسه كوصي على الأمة ويريد أن يؤسس للاستبداد الديني فهذا افتراء محض يعكس تشبع ذلك الكاتب بالمقولة الزائفة (كرر الكذب حتى يصدقك الناس).. وعليه فمن جديد نؤكد على أنه ليس لدينا في الإسلام سلطة كهنوتية تدعي الوساطة بين الله وخلقه وعلى أن من صميم عقيدة المسلم أن الوحي قد انقطع بموت الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الغيب لايعلمه إلا الله تعالى وأن فضيلة الشيخ وأصحاب الفضيلة العلماء هم أشخاص مؤهلون بحكم تخصصهم باستنباط الحكم الشرعي المستمد من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في النوازل التي تحدث في حياة المسلمين لقوله تعالى (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر لعلمه الذين يستنبطونه منهم) ولقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون)، وعليه فإن رجال الدين الكهنوتيين في الكنيسة قد حرفوا المسيحية، من أجل مصالحهم الشخصية، وإحكام سيطرتهم، بينما علماء الإسلام لهم دور بموجبه يبلّغون ويشرحون الإسلام للناس استمداداً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهنا يثار تساؤل حول أهداف الكاتب من تشويه علماء الإسلام، ورغبته في إلغاء دورهم في شرح وتعليم الإسلام.
وهنا نستحضر مازعمه الكاتب في عدد سابق أن الإسلام يمثل: “إنتهاء طور من تاريخ الإنسانية، التي اعتمد فيها الإنسان على الوحي والنبوة، ليفتح طوراً جديداً من الاعتماد على العقل».
2 نستغرب من العناد والجهل المطبق الذي يخيم على مخيلة ذلك الكاتب الذي يقول أنه متخصص في علوم البلاغة التي أدخلته إلى علوم القرآن!!
حيث ذكر في رده على ماذكرنا في عدد سابق بأن الله تعالى قد أكمل هداية الإنسانية بالوحي والنبوة مستشهدين بقوله تعالى: (فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).
وقد علّق ذلك الكاتب على الآية هل المقصود بالهدى، هدى الله، أم هداك يقصد فضيلة الشيخ وهل المقصود ب(الذين كفروا وكذبوا بآياتنا) آيات الله أم آياتك يقصد فضيلة الشيخ!!
وإزاء هذا العناد والجهل يسرنا تذكير ذلك الكاتب بقوله تعالى: (فبشّر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولي الألباب).
نقول له: قال الله تعالى، فيصر على المضي في عناده، ويقول ذلك القول الذي لم يقل به أحد من قبله ولانعتقد أن أحداً من بعده سيردده، فحتى التلاميذ في الصفوف الأولى من الدراسة يعلمون أنه عندما تُكتب آية من القرآن الكريم فمعنى ذلك أن الذي قالها هو الله، وأن ماجاء فيها من عند الله تعالى!!
وفي ذات السياق فإن إصرار الكاتب على تزييف المعنى الحقيقي للعلمانية وترويجه لها كضرورة لحل مشاكل المجتمع اليمني المسلم يجعلنا نؤكد من جديد على أمر صار في حقيقة الأمر مسألة متفق عليها لدى الباحثين والدارسين من المسلمين وغيرهم ألا وهي حقيقة مناقضة العلمانية للدين فمصطلح (secularism) الذي يترجم إلى العلمانية يعني «كما تبين دوائر المعرفة والموسوعات الأجنبية» اللادينية أو الدنيوية أي مالا صلة له بالدين وما يقابل الأخروية وما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد فدائرة المعارف البريطانية تقول: أن العلمانية حركة اجتماعية تطورت عبر التاريخ باعتبارها حركة مضادة للدين ومضادة للمسيحية ويقول قاموس العالم الجديد لويبستر أن العلمانية(secularism)هي الاعتقاد بأن الدين والشئون الكنسية لا شأن لها في شؤون الدولة وخاصة التربية العامة أما معجم أكسفورد فيترجم المفردة(Secular)بأنها الدنيوي ويدلل على ذلك بالقول أنها مثل التربية اللادينية والحكومة المناقضة للكنيسة ويقول أن من معانيها أن الدين لا ينبغي أن يكون أساساً للأخلاق والتربية كما يقول: المعجم الدولي الثالث الجديد أن العلمانية هي اتجاه في الحياة يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية يجب أن لا تتدخل في الحكومة أو استبعاد هذه الاعتبارات الدينية استبعاداً مقصوداً فهي (العلمانية)تعني مثلاً “السياسة اللادينية البحتة في الحكومة” ويقول المعجم ذاته: أن العلمانية “هي نظام اجتماعي في الأخلاق مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي دون النظر إلى الدين” وعند النظر إلى أسباب عداء أوروبا للدين نقول: إن العلمانية ولدت في رحم المجتمع الأوروبي الذي كان يعاني الأمرين من تسلط الكنيسة وطغيان القساوسة وسيطرتهم المطلقة على حياة المجتمع الأوروبي الدينية والسياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية ولقد أسس رجال الكنيسة سيطرتهم تلك على أسس ومبادىء محرفة وظفوها في خدمة مصالحهم الذاتية الأمر الذي أدخل أوروبا في عصور الظلام ويكفينا في هذا المقام أن نذكّر بصكوك الغفران وحرق العلماء ومحاكم التفتيش ومبدأ الحرمان الذي استخدمته الكنيسة ضد الملوك الذين حاولوا وضع قوانين تحد من تسلط رجال الكنيسة والتاريخ الأوروبي مليء بالأحداث الموثقة التي تدل على ذلك.
وهنا نتساءل: لماذا يصر ذلك الكاتب على استغفال عقول القراء الكرام وتحميل المجتمع اليمني المسلم أوزار الكنيسة فالإسلام بحسب المنصفين من المستشرقين كان أحد أهم عوامل نهضة أوروبا وتحررها من تسلط الكنيسة لأن مبادىء الإسلام الذي تأثرت به أوروبا تناقض مبادىء الكنيسة المحرفة تلك وهكذا نقول لمن يروج للعلمانية أن مجتمعنا ليس مجتمع أوروبا وأن ديننا دين الحنفية السمحة الذي لا يقر الاستبداد ولا يرضى بالظلم ولا يدعي علماؤه الوساطة بين الله وخلقه ولا يقبل الفصل بين الدين والدولة وشئون المجتمع فحقيقة الإسلام أنه عقيدة وشريعة وليس هناك أي فصل بين العقيدة والشريعة ولذا فقد قرر الله تعالى أن الإسلام هو الدين الخاتم الصالح لكل زمان ومكان وأنه الدين الكامل قال تعالى{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} ولذلك فقد تكفل الله تعالى بحفظ الإسلام قال تعالى{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}وبناءً على ما سبق يتضح جلياً أن ذلك الكاتب يهرف بما لا يعرف, ومن ثم لا يصح عقلاً أن يقول معاند صدقوا العلماني المبتدىء وكذبوا الراسخين في العلمانية وأهلها؟!
كما نسأل ذلك الكاتب هل يعتقد بأن الإسلام عقيدة وشريعة أي دين ودولة أم أن له رأي آخر؟!
3 قام ذلك الكاتب في سبيل الترويج للنموذج العلماني بعدد من المغالطات التي حاول بها التلبيس على القراء الكرام، ويبدو أن هذه عادة متأصلة فيه، فكما استشهد في مقال سابق ببعض آيات القرآن الكريم التي تدل على عدم جواز إكراه غير المسلمين على اعتناق الإسلام، واستخدامها في سياق ما زعم أنه عدم تعارض الإسلام مع العلمانية، فإنه قد قام أيضاً في مقال لاحق بتزوير حقائق التاريخ،حيث زعم«أن العلمانية هي التي خدمت الإسلام والمسلمين وأنقذتهم من محاكم التفتيش التي كانت تفتش ضمائر الناس وتحرقهم في محارق جماعية أو تدفنهم وهم أحياء».
وإزاء هذه المغالطة التاريخية التي تحمل في ثناياها تبرئة للصليبيين، القتلة المتوحشين الذين اقترفوا بحق مسلمي الأندلس أفظع مآسي التاريخ،فإننا نذكّر القراء الكرام بأن الإسلام قد دخل الأندلس عام 711م وأقام حضارة إسلامية نعمت بخيراتها الإنسانية، ثم حصل أن تراجع الوجود الإسلامي في تلك البلاد، وكان من آخر مظاهره سقوط غرناطة، وهي آخر قلاع المسلمين في تلك البلاد عام 897ه الموافق 1492م.وفي سبيل تصفية آثار الإسلام والمسلمين أنشئت محاكم التفتيش بموجب مرسوم بابوي صدر في (رمضان 888ه الموافق 1483م).لتضطلع بمهمة التنكيل بالمسلمين، وملاحقة من يخفي إسلامه ويظهر أنه قد تنصر، وقد سجل التاريخ الفظائع والمذابح والإبادات التي مورست بشكل منهجي تجاه المسلمين، وهي موثقة لمن أراد الإطلاع عليها، وقد تصاعدت موجة التنكيل بالمسلمين بواسطة محاكم التفتيش، وصدر في جمادى الأولى931ه الموافق مارس 1524م مرسوم يحتم تنصير كل مسلم بقي على دينه، وإخراج كل من أبى يتنصر من أسبانيا، وأن يعاقب كل مسلم أبى أن التنصر أو الخروج في المهلة الممنوحة بالرق مدى الحياة، وأن تحول جميع المساجد الباقية إلى كنائس.. وقد قرر ملك أسبانيا بحلول عام 1609م طرد جميع المسلمين الذين كانوا يظهرون أنهم قد تنصروا، وتم تجميعهم على الشواطئ، وكلفت بواخر بنقلهم إلى شواطئ المغرب العربى، وفي كثير من الأحيان كانت تلقيهم في وسط البحر لأخذ ما بحوزتهم من ممتلكات.. وعليه : فقد أصبح الإسلام والمسلمون في أسبانيا مطاردين وغير موجودين تقريباً منذ سقوط غرناطة عام 1492م، وحتى عام 1975م، وذلك بسبب قوانين الدولة الإسبانية، التي تجعل الكاثوليكية الدين الرسمي للدولة، ولم يكن هنالك أي حق لأي مواطن يتبع ديناً آخر!!. وبناءً على هذه الحقائق التاريخية الموثقة علمياً بشكل لا يقبل التشكيك، يتضح المدى الذي بلغه فراخ العلمانيين، الذين يزيفون حقائق التاريخ ومآسي الإسلام والمسلمين في سبيل الترويج للعلمانية، وعلى ذات السياق فإنه لما كان ذلك الكاتب مفتوناً بقاموس الواقع، فإننا نذكره بالواقع المعاش والراهن الذي يصعب تزويره، والذي يؤكد على أن علمانية فرنسا قد اتسعت لكل شيء إلا لنقاب امرأة مسلمة، وأن علمانية سويسرا قد اتسعت أيضاً لكل شيء، ولم تتسع لمآذنة مسجد يصلي فيه مسلمو ذلك البلد، وأن بقية الدول العلمانية ماضية في نفس الطريق.
أخيراً ومن جديد، ندعو صحيفة الجمهورية إلى عدم نشر ما يصادم الإسلام (عقيدة وشريعة) ونصوص الدستور اليمني ، وأن تنشر ما ينفع الناس.
والسلام عليكم ورحمة الله
مكتب فضيلة الشيخ
عبدالمجيد بن عزيز الزنداني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.