ما ان دشنت اللجنة العليا للانتخابات الرياضية العملية الانتخابية للهيئات الإدارية لأندية الجمهورية حتى بدأ بعض المتآمرين بتحريك خفافيشهم هنا وهناك في محاولة منهم لإفشال انتخابات بعض الأندية، وتضخيم ذلك اعلامياً من أجل استهداف وزير الشباب والرياضة وعدد من القيادات في وزارته المعروفة بكفاءتها وخبرتها في المجال الرياضي منذ سنين طويلة.. فما هي أبعاد هذا الاستهداف؟!.. ولماذا؟!. "الجمهور" تحاول في هذه التناولة قراءة أبعاد هذا الاستهداف وأسبابه وما يدور في كواليسه.. كتب/ المحرر الرياضي قبل الدخول في تفاصيل هذا الموضوع، نشير إلى ان صحيفة "الجمهور" كانت أول من دعت وزير الشباب والرياضة معمر الارياني فور تشكيل حكومة الوفاق إلى إقامة الانتخابات في كافة الأطر والهيئات الشبابية والرياضية. تحذير مسبق وتناولت "الجمهور" بالعرض والتحليل في عدد من المواضيع المنشورة حينها خطورة تأجيل الانتخابات الرياضية- المؤجلة أصلاً- على الحركة الشبابية والرياضة، وحذرت من المؤامرات التي تدور خلف الكواليس، بناءً على معلومات ومؤشرات أولية. تجاوب أسرع وللأمانة نقول بأن تجاوب وزير الشباب والرياضة معمر الارياني مع ما نشرناه وحذرنا منه في موضوع الانتخابات كان أسرع مما توقعناه، وأخذ حقه من الجدية والاصرار والالتزام معاً. حيث اصدر وزير الشباب جملة من القرارات أبرزها تشكيل لجنة عليا للانتخابات واعتماد ميزانية "محترمة" للعملية الانتخابية وغيرها من القرارات، والتي انعكست عملياً على أرض الواقع وصولاً إلى تدشين العملية الانتخابية بإقامة انتخابات الهيئات الإدارية لأندية الجمهورية. انقلاب!! وعلى سبيل التذكير، نشير بايجاز إلى أبرز ما أوردناه في أعداد سابقة من ملاحظات وأسباب تجعل من إقامة الانتخابات الرياضية ضرورة ملحة وعاجلة، ومنها على سبيل المثال ان محور العملية الانتخابية هو انتخاب الهيئات الإدارية للاتحادات الرياضية كونها مرتبطة بالاستحقاقات الانتخابية للاتحادات القارية والدولية، وهي أيضاً مرحلة لاحقة لا تتم إلا بعد انتخابات الأندية، كون الأندية هي الجمعية العمومية للاتحادات الرياضية وتمثل الهيئة الناخبة لها. واستمرار تأجيل انتخابات الاتحادات الرياضية يضعها أمام كافة الاحتمالات التي قد تجعل منها في هذا الوضع "المعلق" بلا شرعية، الأمر الذي قد يدفع بعض ضعاف النفوس إلى استغلال ذلك في الانقلاب على قيادات الاتحادات الرياضية والتغرير على الاتحادات القارية والدولية بزعم ان هذه الاتحادات فاقدة لشرعيتها، وأنها تخضع لهيمنة الحكومة ممثلة بوزارة الشباب، طبعاً بعد اتهام وزير الشباب بشتى الاتهامات. وبناءً على ذلك فإن إقامة انتخابات "شكلية" يشكلون فيها قيادة الاتحادات كيفما يشاءون مع حملة إعلامية كبيرة، كفيل– حسب اعتقادهم- باقناع الاتحادات القارية والدولية واللجنة الأولمبية الدولية بأن انتخاباتهم "الممسرحة" هي انتخابات "حرة" وان القيادة المنتخبة قيادات "شرعية"!!. محاربة الانتخابات هذا ما لفتنا إليه في حينه بناء على معلومات أولية، ولكن يبدو ان انقلابيي الرياضة لم يرق لهم مضي وزارة الشباب قدماً في إقامة الانتخابات الرياضية بصورتها الصحيحة، فعمدوا إلى افشال الانتخابات التي جرت في بعض الأندية وعلى وجه الخصوص في مدينة عدن. تهديد "الشعلة" بالمولوتوف!! ومن نماذج ما حدث في الاجتماع الانتخابي لنادي الشعلة من قبل بعض البلاطجة المدفوعين من قبل هؤلاء الانقلابيين والذين حولوا الاجتماع الانتخابي إلى معركة من الصراخ والفوضى، واندفع البعض منهم إلى منصة رئاسة الاجتماع لغرض استفزازهم ومحاولة جرهم إلى التشاجر وبعد تأجيل الاجتماع الانتخابي لنادي الشعلة هدد هؤلاء باحتلال إحدى غرف النادي وألمح بعضهم إلى اللجوء إلى العنف واستخدام "المولوتوف"!!. انتخابات وحدة عدن الاجتماع الانتخابي لنادي وحدة عدن والذي أسفر عن فوز الشيخ أحمد العيسي – رئيس اتحاد الكرة- برئاسة مجلس إدارة النادي، دفع هؤلاء إلى تحريض عدد من النجوم القدامى للنادي على إطلاق تصريحات بعدم شرعية انتخابات ناديهم ورفع دعوى قضائية على مكتب الشباب والرياضة ومكتب الشؤون الاجتماعية بعدن، والقضية منظورة حالياً أمام القضاء. حملة تضليلية وقد واكبت عمليات ومحاولات افشال انتخابات الأندية بعدن حملة إعلامية تركزت على المحاور التالية: - تضليل الرأي العام بأن انتخابات أندية عدن ومثلها بقية اندية الجمهورية جاءت في وقت غير مناسب. - وان هذه الانتخابات فرضت بالقوة من الجانب الحكومي المتمثل في اللجنة الانتخابية العليا ولجانها الاشرافية والفرعية في المحافظات "وزارتي الشباب والشؤون الاجتماعية ومكاتبهما في المحافظات". - وان هذه الانتخابات مخالفة للوائح القانونية وما حدث فيها هو فساد اداري وتنظيمي واشرافي. - وان هذه الانتخابات فصلت على مقاس شخصيات لا علاقة لها بالرياضة بهدف الاسترزاق. - إلقاء المسؤولية كاملة على عاتق وزير الشباب والرياضة معمر الارياني واظهاره بمظهر المخرج لمسرحية هزلية. فوضى غير مبررة وبالنسبة لما حدث في ناديي "الشعلة" و"وحدة عدن" كنموذجين مذكورين في هذه التناولة، ننوه بأن ما حدث في نادي الشعلة من فوضى لا يوجد ما يبرره على الاطلاق، كون المرشح لرئاسة النادي هو شخص واحد فقط، وهو- كما جرت العادة- المدير التنفيذي لشركة مصافي عدن الشركة الراعية لهذا النادي وكافة منتسبيه!!. مزايدة مكشوفة أما انتخابات وحدة عدن فقد فاز فيها الشيخ العيسي الذي سبق وأن فاز لدورتين متتاليتين في انتخابات اتحاد الكرة، وهي انتخابات أكبر ثقلاً وحجماً وأشد منافسة وضراوة من انتخابات نادٍ واحد، فعلامَ التشكيك في نزاهتها؟!!. القضاء أولاً اصرار الوزير الارياني على إقامة الانتخابات في أقرب وقت، اضطر انقلابيي الرياضة الذين حذرنا منهم لكشف أوراقهم ومؤامراتهم مبكراً.. وأكد صحة ما حذرنا منه وكشفنا عنه قبل أشهر.. والمطلوب من وزير الشباب المضي قدماً في انتخابات الأندية، مع ملاحظة هامة هي ألاَّ يبدأ بانتخابات الاتحادات الرياضية إلا بعد حسم كافة انتخابات الأندية بشكل نهائي وخصوصاً تلك التي ما زالت معلقة في أروقة المحاكم. 1/ صفر فاللجوء إلى القضاء لا يعد انتقاصاً من هذه الانتخابات أو نزاهتها، بل على العكس من ذلك، كون امتثال الجانب الحكومي للقضاء يعد بحد ذاته دليلاً واضحاً على احترام القانون وينسف كل مزاعم فرض الانتخابات بالقوة ومسرحتها ويفضح كافة أساليب التضليل والخداع لانقلابيي الرياضة، بغض النظر عما سيصدر من أحكام قضائية.