ما يحز في النفس ان تلقى من يحاول تجاهل أدوار مناضلي وشهداء الثورة اليمنية، ربما عن عمد واستقصاد -والله اعلم- كألاَّ يذكر سيرة الشهداء الأبرار الذين روت دماؤهم الزكية ارض اليمن جنوبها وشمالها إبان مراحل الكفاح المسلح ضد المستعمر الأجنبي في الجنوب، والنضال من اجل التحرر من الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد في الشمال. ما جعلني أعيد الحديث ، عما لاكته ألسن وأقلام (بعض) الكتاب ، والمهتمين بتوثيق "سجل" النضال اليمني عموماً.. هو عتابٌ رقيقٌ ، وصلني -مؤخرا- ومع احتفاء بلادنا بالذكرى ال46 لثورة 14 اكتوبر المجيدة ، من أخ (عزيز) ، تنتمي أسرته الى عائلة شهيرة وذائعة الصيت والسمعة والسيرة العبقة في المحافظات الجنوبية.. ويشار اليها بالبنان بأنها مفرخة ومنجبة للأبطال والمناضلين الأفذاد، ناهيكم عن الأدوار النضالية المشهودة لهذه العائلة الكريمة الفاضلة عبر مختلف مراحل الكفاح المسلح ضد بريطانيا التي لم تغب "الشمس" عن مستعمراتها في ذلك الوقت.. إنها عائلة الشهيد البطل عبد النبي محمد مدرم التي لم تبخل في بذل الروح رخيصة من اجل إرواء شجرة الحرية التي نستظل بها اليوم، وننعم تحت ظلها جميعا. والعتاب الذي وصلني من أحد أحفاد الشهيد مدرم، كان عبارة عن تساؤل مشروع.. ليس إلا؟!. مفادهُ يقول: لماذا نتجاهل ذكر السيرة العطرة لبعض شهدائنا الابرار، وخاصة أولئك الذين شهد ويشهد لهم الجميع بالشجاعة والاستبسال وقوة الصبر والاحتمال في مواجهة ومقارعة الاحتلال الاجنبي في فترة ستينات القرن المنصرم؟!!. ويبدو ان المتسائل (الحيران) قد اصابه الذهول والانزعاج "المشروع" والقلق "المبرر" من التجاهل ربما غير المقصود من قبل البعض للسجل التاريخي النضالي المشرف لشهيد مقدام، لم يعد نضاله ملكا لأسرته بل للوطن اليمني كله.. شماله وجنوبه شرقه وغربه؟!!. ولهذا تجدني -عزيزي القارئ الكريم- اكثر انزعاجاً وأسفاً من حفيد الشهيد مدرم على (هكذا) تغاضٍ ونكران ونسيان سيرة الابطال في ذكرى ثورة عزيزة على كل اليمنيين، حيث نعدها ونعتبرها (الممهد الأساسي) والقوي للاستقلال وطرد الاستعمار الأجنبي من جزء غالٍ وعزيز من وطننا اليمني في الثلاثين من نوفمبر عام 67م!.