تمر علينا الذكرى 46من استقلال جنوب اليمن ولنا في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا حكايات وحكايات .إن ثورة ال30 من نوفمبر في جنوب الوطن ضد الاحتلال البريطاني تأتي امتداد لثورة 14 من أكتوبروال26من سبتمبر وهذه الثورات الثلاث حصيلة لنضال أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب والذي مثل النموذج الرائع من واحدية النضال والتحرر . في جنوب اليمن كان النضال ضد المستعمر البريطاني الذي أفسد الأرض والأنسان مناسبة سجل فيها شعبنا انصع صور النضال والتضحية، واجترح ملاحم بطولية خالدة، جعلت (الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس) في ذلك الوقت، تركع وتنزل عند ارادة ومشيئة هذا الشعب الجبار، حتى انسحبت من ارض الوطن تجر ذيول الهزيمة، لينال شعبنا استقلاله وحريته بعد احتلال دام طيلة 139 عاماً ذاق خلالها مرارة الظلم والقهر واشكال شظف العيش والجهل والحرمان،وفي شمال اليمن ثورة ونضال ضد الحكم الأمامي المستبد الذي أفسد الأرض والأنسان ،هنا كان لزاما على الأنسان اليمني في الشمال وفي الجنوب أن يقود عملية التحرر والخلاص من هاذين الكابوسين اللذان جثما على أنفاس الشعب اليمني لعشرات السنين ،لكن ومع إستمرار المستعمر وإستمرار المستبد كان هناك إستمرارية للنظال وإستمرارية للكفاح المشترك . موضوعي ليس سرد تاريخ وكتابة وقائع فهناك الكثير من المؤرخين ومن عاصروا السنوات العجاف لأن يحكوا في هذا الجانب والذي يعتبر مهم جدا للأجيال لا ينبغي التساهل عنه وعدم ذكره ،لأنه تاريخ شعب لابد أن يبقى محفور في ذاكرة الأجيال الجديدة التي للأسف لم تعرف من تاريخ أجدادها شيء، وإذا عرفت وقرأت تاريخ المناضلين وسيرتهم هل سيلهمها صبرهم وجهادهم وحبهم لأوطانهم وكرههم للتبعية وللمستعمر؟ هل استلهمنا جميعا ابناء اليمن شمالا وجنوبا واحدية الثورة والنضال؟ إننا اليوم بحاجة لمراجعة كثير من أبجديات التفكير التي ورثها لنا المستعمر ولا زالت للأسف ثقافة ممارسه نشتوي من وبالها صباح مساء إنها ثقافة الكراهية البغيضة التي صدرها لنا المستعمر من زمان ولا زالت مقرراتها حتى يومنا هذا . إن خروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن يعد انتصار للكفاح الطويل وللشعب المجاهد الصابر الذي قدم من أجل ذالك كثير من الدماء من خيرة أبناء اليمن من الرجال والنساء ومن الوقت والجهد والمال ومع هذا كله ليس من الوفاء لنضالات الرجال الأبطال أن نبقى إلى يومنا هذا وبعد 46عاما من الثورة ونحن لم نحسم أمرنا بعد . 46عام من ثورة 30 من نوفمبر ولازال بعضنا يحاول جاهدا أن يرمي بإرادة الناس إلى أحضان مستعمر جديد وكأنه لم يعرف معنى الأستقلال والتحرر . إن الدروس التي نتعلمها اليوم من ذكرى الأستقلال أن نستقل بتفكيرنا وطريقة عيشنا ونستقل بكل القرارات المصيرية لنا أو لأجيالنا ، يكفينا إستعمار للعقول وهذه للأسف أسوأ أنواع الأستبداد والأستعمار إنه تزوير الإرادة والتحكم بمصيرها وإختزال ذالك في جماعه تحتكر القرار وتعيش خارج الوطن في احضان المستعمر الجديد .وإما عن طريق سلب الإرادة أو الترويع ونشر الفوضى وتخويف الناس وإقلاقهم ،أو عن طريق طمس الهوية والتاريخ كما هو حاصل الآن . أخيرا النضال لم يكمل واللذين طردوا المستعمر من جنوب اليمن خلفوا أحفاد ورجال عندهم القدرة الكاملة على حراسة إرادتهم من أي مستعمر جديد مهما كان حضنه دافئا . ورسالتنا هنا في هذا اليوم التاريخي يوم الأستقلال نقول إن المناضلين الذين فجروا ثورة ال14 من أكتوبر وال30من نوفمبر لم يكونوا نازلين في أرفه الفنادق العالميه ولم يكونوا يتلقوا دعم من أحد ولم تكن قراراتهم مرهونه عند أحد بل كانوا في الوطن ونضالهم من أجل الوطن وهذا سر من أسرار النضال الذي ينبغي التوقف عنده لنستلهم التاريخ والنضال ونرتشف الحريه والوطنية ونرتمي في حضن الوطن لندافع عنه ونعيش على ترابه نحيا فيه ونموت فيه . ونحن نستلهم الدروس من أجدادنا المناضلين نتذكر أن لهم أحفاد ساروا على نهجهم يحبون الحرية ويعشقون الكفاح ولم يعد أحدا بمقدوره أن يثنيهم عن هدفهم وقصدهم عن بناء وطنهم الكبير اليمن والذي يتسع للجميع . ونحن نعيش ذكرى الأسقلال وذكرى شرارة الثورة هل ستوقد من جديد في نفوسنا رياح التغير ،وامكانية رص الصفوف لمواجهة التحديات والمعوقات والوقوف بقوة أمام دعاة المستعمر الجديد وهواة المغامرات الفاشلة ودعاة ثقافة الكراهية .