خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان أميراً قال لآخرين: "إن هونج كونج في عام 1958م كانت فيها عمارتان فقط في الوقت الذي كانت عدن معمرة وكانت من أنظف وأرقى مدن العالم بما فيها سنغافورة وماليزيا وهونج كونج نفسها، فلماذا دمرتم عدن؟!!". ونحن بدورنا نتساءل: من سيناصرنا حقاً نحن أبناء عدن وسيعمل معنا بكل صدق وأمانة على تطهير بلادنا من كل الشوائب والجرائم المرتكبة بحق إنسانيتنا، واستعادة كافة حقوقنا السياسية والمدنية وأرضنا العدنية المسلوبة المنهوبة كونها هويتنا؟!. الأرض العدنية هي هويتنا ونهبها وسلبها وتعطيل البنية التحتية والفن الغنائي العدني والمعمار، هو ضرب لمدنيتنا وحضارتنا ورقينا. قادة دول الجوار كانوا يحلمون بأن يجعلوا بلدانهم على غرار عدن. في الواقع يبدو أنه لم يحدث في أي زمان أو مكان بأن بلدٍاً ما قد خرب على غرار ما قد صار لعدن من دمار وخراب وما تعرض له أبناؤها من بهذلة ومذلة وقهر وبلطجة، تتحول به واحدة من أرقى المدن إلى دياجير الجهل والتخلف رغم زيف شعاراتها المرفوعة ومنها الشعارات الثورية الفجة والمتشددة والمصاحبة لحمل بنادق الموت والغطرسة في وجوه أناس عزل مسالمين، هم نحن أبناء عدن. ومن الغريب أيضاً أن يحدث هذا كله في بلادنا عدن الدولة الراقية المسالمة.. ورغم توقعنا بأن الذين حكمونا بقوانين شرعية الغاب سيعتذرون لنا نحن أبناء عدن ولبلادنا عدن في أقل التقديرات، إلا أننا نجدهم لا زالوا يوزعون الأدوار فيما بينهم لغرض استمرارهم في السلطة، واستحواذهم عليها دون خوف أو وجل مما قد ارتكبوه من جرائم بحق آدمية شعبنا الأعزل ونهب منظم لكل أرض بيضاء وزراعية وسكنية وتجارية وعقار ومستودعات وأملاك وممتلكات ووظائف عامة وخاصة في عدن، مع أنهم لم ولن يكونوا مؤهلين لها ولا قدها، ولم يكونوا حتى مؤهلين لأسفل درك سلمها، رغم أنهم قد أرهبوا الكل ومارسوا أبشع الجرائم في الاستيلاء والاستحواذ على كل شيء منذ 1967م، في ظروف دولية كانت قاهرة ومغايرة لواقع اليوم، مدعين لأنفسهم نشر الحرية الاجتماعية ليس إلا، في حين أنهم لم يكونوا قادرين أو مؤهلين لذلك، إلا على أساس التداول المناطقي للسلطة، وهو ما تجلى في وصف الكاتبة الصحفية الكبيرة السيدة حميدة نعنع في مجلة "الشراع" عندما وصفتهم ب"القبائل الماركسية". ولكيلا أطيل الحديث عن هكذا جرائم أرتكبت بحق شعبنا العدني العظيم، وبحق خيرة الملاك الحقيقيين للجنوب العربي، فإنني أكتفي بالقول بأن على أبنائنا في عدن أن يتحلوا بالصبر وأقول لهم الصبر طيب، واعداً لهم بأننا سنخرج من هذا المأزق المستديم الذي فرض علينا من قبل من حكمونا سابقاً بجهلهم وسلمونا مؤخراً لأعتى نظام قبلي عسكري على غرارهم وكلهم (بالهوى سوى)، أصحاب شهوة سلطة وعشاق سلب ونهب لحق الغير. ومهما حاولوا تغيير جلودهم وادعاء تهيئتهم للدخول في حوارات مع من أرادوا تقمص التمثيل في نهاية المظالم، والسماح للجميع بأخذ حقوقهم والعيش الكريم في مجتمع يسوده العدل والإخاء والاستقرار والتقدم، فهذا حق لكنه ليس مع من ارتكبوا جرائم بحق شعوبهم، والذين لا يصلح لهم إلا أن يمثلوا أمام محاكم جرائم الإرهاب والقتل الجماعي والتطهير العرقي وجرائم الحروب، عوضاً عن تنصيب أنفسهم كممثلين في الحوار، والأسمى أن ترفع في وجوههم شعارات من أين لك هذا؟!!.. فدعاة فكر العمال والفلاحين الساقط والمنتهي حقاً لا يمكن لهم أن يكونوا هم الملاك للأرض والعرض والعقار المسلوب المنهوب من آخرين. * رئيس تجمع أبناء عدن- رئيس مجلس الحراك السلمي عدن