في خطوة هي الأكثر إفصاحاً عن تأييدها للمتمردين.. خرجت أحزاب اللقاء المشترك في السابع من الشهر الجاري ببيان خلا من أية إشارة إلى الحوثيين حال الحديث عن الحرب في صعدة و مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، وإنما حمّلت السلطة – بعيداً عن الإشارة من قريب أو بعيد إلى الحوثيين كطرف آخر – أسباب الحرب وتداعياتها مجتمعة !! إذاً فلم يعد لدى أحزاب المشترك شيء اسمه مسلحون حوثيون يهددون الوطن و أمنه و استقراره و يعيثون في الأرض الفساد .. ولم يعر هؤلاء الفرقاء تسلل الحوثيين إلى السعودية و محاولة جر المنطقة كلها إلى حرب اقليمية أية أهمية .. المشترك بدا على أشد ما يكون من الوضوح هذه المرة، ومع خطورة اللعبة التي يخوض فيها الحوثي خدمة لقوى إقليمية إلا أن الإصلاح و أذياله قد اختاروا الحوثي بكل ما فيه، ويبدو أنهم لن يتراجعوا عن تحالفهم معه إلا بعد أن يأتي بمشاركتهم على اليمن بمن و ما عليها .. يا للمفارقة .. حين كانت المواجهة بين قوات الجيش و المتمردين الحوثيين لم تغادر الأراضي اليمنية، كان المشترك يتحدث في بياناته عن ((الطرفين المتحاربين)) ، وكان يدعوهما معاً إلى وقف الحرب ، أما الآن وبعد أن تطاول الحوثيون على الجارة السعودية وتسللوا إلى أراضيها و اعتدوا على موقع لحرس الحدود فيها إرضاءً لإيران وتنفيذاً لأجندتها .. فلم يعد لدى المشترك إلا السلطة لوحدها ليحملها كل تداعيات إرهاب حليفه الحوثي ، بما يعني أن جماعة الإرهاب و التمرد بعد توسعها تجاه السعودية قد أثبتت فعلياً أنها الأحق بأن يتحالف معها المشترك ، بل وتعلن كل أحزابه وقوفها إلى جانبها قلباً و قالباً !!. وللواحد منا أن يتساءل: لماذا لم يستنكر المشترك على المتمردين الحوثيين اعتداءهم على الأراضي السعودية،؟!!.. وكيف تسنّى لهم – حتى مع هذه – تحميل السلطة مسؤولية ما حدث ؟!. الواقع أن إرجاع موقف أحزاب اللقاء المشترك إلى المناكفات و المماحكات السياسية، وذلك بخصوص فتنة المتمرد الحوثي وسواها ، من أجل الانتقام من السلطة ، ونكاية بالحزب الحاكم قد يكون له بعض المعقولية في الشأن اليمني ، أما مع تطور خطر الحوثي بالشكل الذي كان منذُ أيام بعد اعتدائه على السعودية، فإن هذا الموقف الذي أفصح فيه بيان المشترك عن عدم إدانتهم لعدوان الحوثي اللامسؤول على الجارة الشقيقة لا يمكن بأي حال من الأحوال إرجاعه إلى قصدية المناكفة و المماحكة السياسية.. فوراء الأكمة ما وراءها .. ومرة أخرى .. لنقل إن المشترك يتخندق وراء الحوثيين انتقاماً من السلطة، وقد يكون تبريراً معقولاً نوعاً ما ، غير أن هذا لا يصدق من قريب أو من بعيد على ما أفصح عنه بيانهم الأخير .. و أخشى ما أخشاه أن تكون للمشترك ذات الأجندة التي يسير عليها المتمردون الحوثيون ، ليس في الشأن الداخلي فحسب ، وإنما الخارجي كذلك ، وأن لهم ذات الصلات مع واضعي إستراتيجية الحوثي في طهران و سواها من مراكز تغذية الانقسامات في الدول العربية .. و إلا فماذا يعني تنكرهم – أي المشترك – لعدوان الحوثي على السعودية وعدم الاشارة إليه – ولو على سبيل العتاب – من قريب أو بعيد ؟!