مع مرور الأيام ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن كلاً من أحزاب المشترك والمتمردين الحوثيين وأصحاب الحراك الجنوبي، تربطهم علاقة وثيقة مع تنظيم القاعدة الذي يعمل على تحقيق أهدافه التخريبية في المنطقة ، فجمعيهم يسعون جاهدين إلى النيل من استقرار اليمن وكذلك السعودية ، وفي سبيل ذلك يتناسون ما بينهم من خلافات فكرية ومذهبية وطائفية . وفي تطور مؤسف تمكن تنظيم القاعدة من استغلال أحزاب المشترك وجماعة ما يسمى ب "الحراك الجنوبي" والمتمردين الحوثيين في تهيئة بيئية مناسبة لنشاطه التدميري والتخريبي في البلاد ، وأصبحوا جميعاً يصبون في بوتقة واحدة وهدف واحد هو حلم إسقاط النظام مهما كلف ذلك من ثمن . غير أن تلك المساعي الآثمة سرعان ما تصطدم بصخرة الشعب ومعه أبطال القوات المسلحة والأمن . ومهما تآمر المتآمرون على هذا الوطن فلن ينالوا منه وستذهب أحقادهم وتآمراتهم أدراج الرياح، وسيسجل التاريخ في أنصع بياضه أن هؤلاء هم من باعوا الوطن للشيطان لإملاءات خارجية . وستعتب الأجيال القادمة على أحزاب اللقاء المشترك التي كان من المفترض أن تكون عوناً للسلطة على من يتربصون بأمن وسيادة واستقرار اليمن ، ستعتب الأجيال عليهم طالما كانوا سبباً في تكريس لغة العنف والكراهية وعدم الانخراط في جولات الحوار، التي دعا إليها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أكثر من مرة، سعياً منه لتحقيق المصلحة الوطنية العليا في وطن تتهدده مؤامرات لتمزيق وحدته، بينما هم في ظلامهم وغيهم سائرون وعلى نحو غير مسبوق. ورغم ذلك فما زال في الوقت متسع لهذه الأحزاب بشأن مراجعة مواقفها السلبية تجاه قضايا الوطن، ولتحقيق ذلك يلزم أحزاب المشترك أن تضمر نية وطنية صادقة تدعمها إجراءات منظمة، وتجمعها قيادة قوية ذات رؤية واضحة تنأى عن المصالح الحزبية والفردية، وتغلب عليها مصلحة الوطن العليا متمثله بسيادته ووحدته وأمنه واستقراره .