في برنامج "بلا حدود" الذي بثته قناة "الجزيرة" مساء الأربعاء الموافق 5/8/2009م قال الأخ حميد الأحمر عضو مجلس النواب ما لا يطاق في حق الوطن ووحدته ومؤسساته الدستورية ومكاسبه الوطنية التي تحققت بفضل ثورتي سبتمبر وأكتوبر الظافرتين، بما في ذلك محاولة النيل من العلاقات الأخوية المتينة بين بلادنا ودول مجلس التعاون الخليجي، ناهيك عن محاولة التحريض على العنف وإثارة النعرات في الداخل وتقديم نفسه كمنقذ للشعب وللامريكان كمخلص أمين وغيرها من الأهداف التي باتت جلية في تلك المقابلة التي خلت من المصداقية وافتقدت لأبسط قواعد الطرح والأخلاق والذوق، ناهيك عن كشف النوايا المستفزة التي بدت على المذكور طوال مدة البرنامج ونزعته التسلطية التي تستند لروح القبيلة وتحتمي بها بعيداً عن الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، والسير قدما نحو المدنية الحديثة التي يدعي أنه يؤمن بها باعتباره عضواً في البرلمان. أما عداؤه لشخص فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الرمز الوطني في نظر غالبية الشعب لما تحقق على يديه من مكاسب ومنجزات عملاقة، أهمها إعادة تحقيق الوحدة المباركة التي ظلت حلم كل يمني، فقد بدا واضحا من خلال كيل التهم واختلاق الأباطيل واللجوء إلى الكذب والافتراء على فخامته بما لا يصدق ولا يطاق، إذ كيف له أن يتهم الرئيس بالانقضاض على الوحدة وهو الحامي لها والفارس المغوار في الدفاع عنها وهو من أطلق شعار "الوحدة أو الموت" عند تثبيت جذورها عام 1994م. وكيف يدعي أن الرئيس لم يعد يسمع أحداً وهو المبادر والداعي دوماً إلى الحوار وتحكيم لغة العدل والمصلحة العليا للوطن والجلوس مع الجميع على مائدة واحدة للمكاشفة وطرح مختلف القضايا للنقاش بغية الخروج برؤية واضحة، تصون الوطن وترضي مختلف الأطراف القائمة على الساحة باعتبارهم شركاء لا فرقاء. وكيف له أن يتعصب ويزعم أن قبيلة حاشد الأبية التي دافعت عن الثورة والوحدة ليست مع الرئيس، وكأنه بذلك لازال يتخيل اليمن مجرد سلطنات ضعيفة ومشيخات (وكل واحد شوره في راسه) متناسياً أن الرئيس انتخبه الملايين من أبناء الشعب الواحد الموحد شرقه بغربه وشماله بجنوبه، وأن صناديق الانتخابات هي الفيصل والوسيلة المثلى للوصول إلى السلطة في ظل الدولة الحديثة القائمة على المؤسسات، والتي كان لفخامة الرئيس الفضل في إرسائها. وكيف يزعم حميد الأحمر الذي أصابه الثراء الفاحش في وقت وجيز أن فخامة الرئيس يخالف الدستور.. متناسياً أن من صلاحيته باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة أن يعين البعض ممن يراه مناسباً لتحمل المسؤولية في السلك العسكري بما يضمن الهدوء ويحقق الأمن والاستقرار كشرط لازم وملازم لمسيرة البناء والتنمية والنهوض بالمؤسسة العسكرية، باعتبارها درع الوطن وصمام أمان الوحدة والثورة والجمهورية، وقد تحقق ذلك بفضل حنكته وذكائه المعهود وتخلص الوطن في ظل قيادته الرشيدة من الاهتزازات السياسية ومسلسل العنف والانقلابات والاغتيالات، التي ظلت تسود الساحة على الدوام حتى مجيء فخامته وتوليه مقاليد الحكم بطريقة ديمقراطية عن طريق مجلس الشعب آنذاك، ولولا نعمة الأمن والاستقرار السائدة منذ ثلاثين عاما لما اصبح النائب حميد الأحمر يمتلك أكبر الشركات الاستثمارية في هذا الوطن المعطاء، الذي يتنكر له البعض ممن لا يرون إلا إلى أمام أرجلهم، وليست لديهم رؤية للمستقبل المنشود. أخيراً لقد أراد النائب حميد أن يمكر من وراء ظهوره على قناة "الجزيرة" مستغلا الحملة الظالمة التي تشنها القناة على بلادنا منذ فترة لغرض في نفس يعقوب، ولكن سرعان ما ارتد ذلك المكر على صاحبه، فقد بدا الرجل متناقضاً في ردوده على أسئلة مقدمة البرنامج وغير مقنع.. ناهيك عن ارتباكه وتلعثمه خصوصاً عندما فشل في تسمية أي مشروع خيري قدمه لأبناء هذا الشعب باعتباره يمتلك أكبر الشركات في اليمن. وعند آخر سؤال وجه إليه عما إذا كان ينوي العودة إلى أرض الوطن بعد كل ما قاله في اللقاء المباشر، أفاد بالإيجاب مما أثار استغراب مقدمة البرنامج ودعاها لأن تقول له كيف تدعي ألا حرية ولا ديمقراطية في اليمن وأنت تنوي العودة ولا تخشى الاعتقال أو المساءلة، فأصيب الرجل بإحراج وبات في موقف لا يحسد عليه.