الشيخ حميد الأحمر في لقائه مع قناة "السعيدة" كان أكثر تحمساً وانفعالاً ونقداً والاندفاع ظاهر عليه من ملامحه ولهجته وترديده بكثرة جملة "علي صالح"، وفي النهاية كان يقول "الرئيس"، وإن كانت بعض الحوادث التي سردها حقيقية وأن الفساد أكل معظم مؤسسات الدولة ومالها العام ونهشهما. وزعم حميد أنه أنفق المليارات (لله وفي سبيل الله) من أجل الشعب والحياة المدنية، لذا أقول له: إفساد القانون يا شيخ حميد بدأ منذ ثورة 62م من قبل المشايخ المدججين بالسلاح والجهل والقرار بإزاحة هذا الرئيس أو ذاك والاحتقانات والفيد.. كيف نأتي بسلطة مدنية والشيوخ مركبون على الشخيط والنخيط والهنجمة، وأظنك لست شيخاً كباقي الشيوخ تحمل السمات والجينات التي يحملونها. كما أن الشيخ صادق الأحمر في لقائه مع قناة "سهيل" كان هادئاً وتحدث بتلقائية وعفوية ظهرت من خلال كلماته السهلة المتداولة.. في كلامه إنصاف.. أنصف علي عبدالله صالح عندما قال: "علي عبدالله صالح ليس رجلاً دموياً".. انتقده في مواضع وأشاد به في مواضع أخرى.. لم تظهر عليه الحدة في الكلام كما ظهرت في حميد.. كان بسيطاً سلساً.. خرج الحوار معه بحصيلة وإن كانت لا ترضي كل الأطراف المتخاصمة. تخيلوا أحد المشايخ رئيساً للجمهورية.. سواء كان هذا الشيخ من حريب أو برط أو الجعاشن أو خمر أو عمران أو... أو.. الخ وفي لحظة قرر شيئاً سيادياً ماذا سيحدث؟!!.. سيحدث ما حدث عندما انتقد الشيخ نعمان دويد حميد الأحمر، إذ حدث بعدها بساعات إطلاق نار من الطرفين، وهات يا رصاص!!.. كيف لو كان رئيس دولة وانتقده أحد؟!.. أظن أن أسراب الطائرات ستتحرك للقصف على المناطق التي يوجد فيها هذا المنتقد.. وكيف سيمسك الشيخ نفسه عندما يمر على نقطة وهو متعود ألاَّ يقف عند إشارة مرور أو أية نقطة عسكرية؟!!. كيف ستكون الدولة مدنية والشيخ تعود على السلاح الثقيل والخفيف.. هل سيمتثل لقانون عدم حمل السلاح؟!!.. وهل سيستطيع التخلص من قانون الرعية والهجر والتهجير؟!.. أظن أن شيوخنا من الصعوبة بمكان أن يعيشوا في دولة مدنية ترعرعوا على الهنجمة وشبوا على العفاط وأصوات المدافع والرشاشات، وأصبحت العيشة عندهم توقع حرب أو حروب مستمرة غير معلنة. نعود إلى الفرق بين الشيخين صادق وحميد وسبق أن قلنا لكل شيخ توجهه الخاص، حميد طموحه سياسي وصادق ذو ملكة هادئة لا يطمح بمنصب أو من هذا القبيل، ومعارضة حميد حادة غير لينة غير قابلة للشد والجذب، بينما الشيخ صادق ممكن أن يأخذ ويعطي ويرى ويجيب.. صدقوني يا جماعة الشيخ صادق دخل قلبي حبيت بساطته وكلامه التلقائي.. وما أكره حميد أبدا لأن العبد لله ينام ما يحمل ذرة حقد على بشر أو جني أو حجر أو شجر أو طير أو حيوان.