لم تزل أحزاب اللقاء المشترك- كالعهد بها- أمام أية دعوات للحوار أو أية مبادرات تطرح بغية الخروج من الأزمة الراهنة، تتمترس في غيها ورفضها، بل وتعمل بكل ما تملك لتأجيج الأوضاع وإثارة الفتن حتى يزداد الوضع سوءًا، اعتقاداً منها ان ذلك هو الطريق الوحيد لها بعد ان فشلت في تقديم نفسها عبر الديمقراطية والانتخابات الحرة النزيهة، بعد أن لفظهم الشعب ومنح ثقته، (غيرهم) كونه صاحب السلطة الحقيقية ومانح شرعيتها الكاملة لمن يريد. واليوم ومع المبادرة المقدمة من الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والتي وجدت كل الترحيب من القيادة السياسية والحزب الحاكم وتثرى الآن بالبحث والتداول نجد جماعة المعارضة في أحزاب المشترك تحاول كما فعلت مع كل المبادرات المخلصة والصادقة التي تقدم بها فخامة رئيس الجمهورية أو غيرها من المبادرات الأخرى، أن تضع في وجهها العراقيل والاشتراطات المسبقة والتعجيزيه، حتى لا تقود إلى حوار جاد ومسؤول وبرعاية من الأشقاء، قد تساهم في إنهاء الأزمة الراهنة لأن ذلك لا يخدم أهدافهم ومخططاتهم وأجندتهم المشبوهة التي يسعون إلى تحقيقها بأساليب وأدوات ستدخل البلاد بل والمنطقة بأسرها في أوضاع أقل ما توصف بأنها كارثية. وبمثل ما كان قرار الأشقاء في الخليج حكيماً ومسؤولاً بطرح هذه المبادرة بدعوة الحكومة اليمنية وأحزاب المعارضة إلى طاولة الحوار والتباحث الهادف إلى إخراج اليمن من أزمته الراهنة والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره، وجدت أيضاً هذه المبادرة الترحيب والتقدير من القيادة السياسية ومن كل اليمنيين الوطنيين الشرفاء، الذين قلوبهم على وطنهم وحاضر ومستقبل شعبهم وأجيالهم القادمة. في هذا السياق ندعو ونطالب أحزاب وقيادات المشترك وشركاءه بان يعوا ويتفهموا ويستوعبوا معاني وأبعاد ودلالات دعوة الأشقاء الحريصة المخلصة، وأن يرتفعوا الى مستواها بعيداً عن عنادهم المألوف وحساباتهم الضيقة، وأن يستجيبوا لدعوات الحوار بنفوس وعقول صافية تضع مصلحة الوطن ووحدته وسكينته العامة فوق كل الاعتبارات والمصالح الحزبية والمناطقية والفئوية الضيقة، لأن الأزمة الراهنة وبما تحمله من تحديات كبيرة وخطيرة تطلب من جميع الأطراف التعقل والحكمة وبهمة ومسؤولية وطنية كاملة، لأن الجميع على سفينة واحدة والطوفان إذا حدث لا سمح الله لن يستثني أحداً.