- حمدين الأهدل –- عبدالمجيد البرعي: انسحبوا من ساحة التغيير التي أسسوها في حديقة الشعب وكونوا ساحة جديدة لهم في شارع المطار شهدت ساحة الاعتصام الواقعة في حديقة الشعب بمدينة الحديدة الأسبوع الماضي انسحاب مجاميع كبيرة من الشباب، والذين قاموا بتأسيس ساحة اعتصام جديدة لهم في شارع المطار بالقرب من مصلى العيد بالمدينة. وكان هؤلاء الشباب هم أول من اعتصموا في محافظة الحديدة متخذين من حديقة الشعب ساحة لهم للتعبير عن مطالب حقوقية ومعيشية، لكن انقضاض أحزاب المعارضة على ساحة حديقة الشعب واختطافها لحركتهم السلمية دفعتهم للانسحاب من هذا المكان والاعتصام في ساحة أخرى. "الجمهور" التقت بعدد من هؤلاء الشباب الذين تحدثوا بتفصيل أكبر عن أسباب انسحابهم من ساحة حديقة الشعب، وكشفوا عن العديد من تفاصيل وحقائق ما يدور في هذه الساحة.. البداية كانت مع الشاب هشام أحمد سعد الشيباني، والذي قال: "كنت من أوائل الشباب المعتصمين في حديقة الشعب، ولكننا وجدنا بعد ذلك تضليلاً وتهميشاً لمطالبنا نحن الشباب، ووجدنا أيضاً استغلالاً لتجمعنا من قبل أحزاب اللقاء المشترك، والذين يسعون إلى السلطة دون الالتفات لنا كشباب خريجين نعاني الكثير ولم يبق من ثورتنا إلا اسمها، وما يحدث في ساحة التغيير بحديقة الشعب يختلف تماماً عما نريده، فهناك تسمع الألفاظ البذيئة والشتائم الجارحة والصور المدبلجة وغيرها من الممارسات التي تتنافى مع ديننا الإسلامي الحنيف، وكل هذه الدوافع جعلتنا نعتصم في مكان آخر ونتنصل عن هذه الاعتصامات التي تحولت إلى حزبية". وتحدث الشاب محمد عايض عبدالقوي الشميري قائلاً بأنه كان في بداية الأمر معتقداً بأن حديقة الشعب هي المكان المناسب للاعتصام والتعبير عن مطالب الشباب المشروعة، وبالتالي انضم للشباب المعتصمين في هذه الساحة.. مضيفاً: "ولكنني وجدت أن الأمر اتخذ منحى آخر، فلم يكن الشباب يملكون من أمرهم شيئاً، وتسلمت الأحزاب قيادتهم وأصبحت تتحدث باسمائهم وترفض كل الحوارات والمبادرات دون الرجوع أو الاستماع إلى آراء الشباب، وقد حرمنا من حق التعبير وسيست مطالبنا ولهذا السبب غادرنا هذه الساحة". الشاب عبدالله محمد صبر تحدث وعلامات الحسرة بادية عليه قائلاً: "كنت في الحديقة مع إخواني الشباب، وقبل أن نكون على بساطها الأخضر بأجسامنا كان لنا حلم نسعى إلى تحقيقه.. حلمنا أن يلتم شتات الشباب الممزق الذي يعاني حالة من التشرد والضياع.. حلمنا ان يكون لنا هدف واحد وكيان مستقل يحمينا.. ولم نمض في حديقة الشعب أو ما يسمى ساحة التغيير إلا أيام قليلة حتى تفاجأنا بمجموعات من أحزاب ومنظمات يفرضون الوصاية علينا وهم كثر، وللأسف هؤلاء أجهظوا ثورتنا وحلمنا وخلقوا حالة من الاستياء في نفوس الشباب، وأوجدوا حالة اضطراب كبيرة في أوساطنا، وجعلونا نيئس من الاستمرار في البقاء معهم ونعتصم في مكان آخر، لكي نجنب وطننا الحبيب الفتن والفساد، ومطالبنا سوف تتحقق بالعقل وليس بالقوة". من جانبه تحدث الشاب زياد أحمد محمد الزبيدي قائلاً: "خرجنا من ساحة التغيير لنعبر عن معاناة الشباب جراء المكايدات التي تحاك ضد ثورتنا، حيث وجدنا الأحزاب تستغلنا لتحقيق مطالبهم الشخصية التي تفيدهم وتهمشنا، بينما مطالبنا هي مطالب جماعية وسلمية ومشروعة لنا في الدستور دون استثناء.. ومن هنا نقول للأحزاب: دعونا وشأننا ولتذهبوا لتصفية حساباتكم بعيداً عنا.. الوطن أغلى من كل شيء.. لا للتجريح.. نعم لاسقاط الفساد". وقال الشاب إياد ناجي الجرادي إنهم بدأوا الاعتصام في حديقة الشعب وأطلقوا عليها اسم (ساحة التغيير) وان مطالبهم كانت تنادي باصلاحات للحياة المعيشية.. مضيفاً: "وعندما تشكلت قيادة للاعتصام في حديقة الشعب، اتضح لنا انها حزبية، وقد قاموا بتغيير أهدافنا، وأصبح الهدف الرئيسي في الساحة يخدم حزب الإصلاح.. لم يعد لنا أي هدف، ثم بدأوا باستغلال الشباب وتحريضهم ضد الحزب الحاكم.. حينها قمت أنا ومجموعة من الشباب بالخروج من حديقة الشعب وتكوين اعتصام جديد في مكان آخر لنطالب باصلاح أوضاعنا، وهدفنا الرئيسي هو أمن واستقرار الوطن والحفاظ على جميع المكتسبات دون إثارة النعرات والفتن". وقال الشاب صلاح الدين اللوذعي: "خرجنا من ساحة التغيير في حديقة الشعب لأسباب عدة أهمها عدم تبني ثورتنا وعدم وجود شعارات باسم الشباب تطالب بمطالبهم الأساسية.. وقد قاموا بدفعنا إلى الشارع للقيام بمسيرات وإثارة الفوضى، ونحن الشباب جئنا لبناء الوطن وليس للتخريب، وعند خروجنا في تلك المسيرات لم نعرف من الذي يقودنا، وكل الأمور تسير باتصالات تلفونية لا نعرف ممن.. ولديهم أساليب وبلاغة قادرة على غسل أدمغة كثير من الشباب". الشاب علي القباطي قال بأنه كان من ضمن الشباب المتواجدين في ساحة التغيير بحديقة الشعب، لكن رأى الوضع هناك غير جيد.. لافتاً إلى انه وجد أن آراء الشباب غير مسموح لها.. مضيفاً: "ما يحدث هناك يختلف عن مطالبنا، فنحن نريدها سلمية وليس تخريبية.. نريد مبادرات تلبي مطالب الشباب وهي القضاء على الفساد وتوفير مطالبنا بما في ذلك توفير الوظائف وفرص العمل وتحسين المعيشة بشكل عام، وقبل كل ذلك وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار". الدكتور عبدالرقيب سعيد قايد الشرعبي لخص أسباب انسحابه والشباب من ساحة حديقة الشعب قائلاً: "في الأساس نحن رفعنا شعاراً لثورتنا وهو (لا حزبية لا أحزاب، ثورتنا ثورة شباب) وأهداف ومبادئ ثورتنا تقوم على إيجاد وظائف وفرص عمل للشباب ومحاربة الفقر ورفع المستوى المعيشي للمواطن ودعم الاقتصاد ومحاربة البطالة وضبط الفاسدين وتقديمهم للعدالة، وإنهاء النزاعات الطائفية والتبعية التي تمزق الوطن وتفرق بين أبنائه، وعدم جر البلاد إلى الفتن والحروب والدمار". وختاماً فقد أصدر الشباب المنسحبون من ساحة حديقة الشعب الذين كونوا ساحة اعتصام جديدة لهم في شارع المطار بالقرب من مصلى العيد، أصدروا بياناً أكدوا فيه بأنهم شباب غير حزبيين وأسموا أنفسهم ب"شباب الحرية".. داعين إلى نبذ العنف ووقف نزيف الدم وفك كافة أنواع الاعتصامات التي تختصر مطالب الشباب في المناداة برحيل النظام.. كما طالبوا بإيقاف تبادل الاتهامات بين السلطة والمعارضة، وأعلنوا رفضهم وصاية أحزاب اللقاء المشترك عليهم دون تفويض منهم، وكذا رفضهم لأي شخص أو جهة للحديث باسمهم أو نيابة عنهم. وناشد الشباب في بيانهم كافة الأطراف السياسية والشباب عدم الانجرار إلى الفوضى والذي قد يتسبب بالانفلات الأمني، والعمل على تحكيم العقل والمنطق وتقديم مصلحة الوطن على كافة المصالح الشخصية والحزبية الضيقة.. مؤيدين في بيانهم مبدأ التغيير والحد من الفساد ولكن بالطرق السلمية والحوار.. كما أعربوا عن تقديرهم للمبادرات المقدمة من رئيس الجمهورية، مؤكدين تأييدهم للمبادرة الخليجية، معبرين عن أسفهم لرفض المعارضة للمبادرة والوساطة الخليجية، مؤكدين تمسكهم بالدستور اليمني والتداول السلمي للسلطة عبر الدستور، وفق ما ورد في البيان.