الأوساط اليمنية والمراقبون للشأن اليمني أصابتهم الدهشة والاستغراب الكبيران أن تخرج علينا الآن تحديداً بعض قيادات وعناصر أحزاب "المشترك" لتتحدث عما تسمية مبادرة أو هدنة للحرب التي تخوضها الدولة ضد عناصر وفلول جماعة الحوثي المتمردة والتي أشعلت نار الفتنة والتخريب في صعدة. مبعث الدهشة والاستغراب لماذا الآن بالتحديد يتحفنا "المشترك" بحديثه عن مبادرة أو هدنة، وبعد أن أصبح الوضع في طريقه للحسم النهائي؟!.. ولماذا الآن اقطاب "المشترك" قد لاذوا بالصمت طويلاً في هذا الموضوع؟!.. ثم لماذا الآن والدولة استنفدت كل الطرق الممكنة بما فيها الوساطات التي كان "المشترك" ممثلاً فيها ويعرف حقيقة كل ما جرى وتم؟!. والسؤال الأهم والأكبر هو: ألا تدري عناصر "المشترك" حقيقة التمرد الحوثي وأبعاده ومخاطره على الوطن ومقدراته وأمنه وسلامته وحدته الوطنية.. وإن كانوا يدركون ذلك فهل يقبلون بهدنة أو تفاوض في أمر يهدد كل الوطن ووحدته، أم تراها فصلاً آخر من ألاعيبهم الرجعية التي يمارسونها دائماً باستغلال الأحداث والتحديات الكبيرة بشكل رخيص لخدمة أهدافهم السياسية والذاتية الضيقة حتى وإن كانت على حساب الوطن وأمنه وسلامته وحدته؟!. إن الصواب والمنطق خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها وطننا وما تحمله من تحديات كبيرة يتطلب أن ترتقي أحزاب "المشترك" إلى مستوى المسؤولية الوطنية وأن تؤدي دورها السياسي الوطني بكل التزام ومسؤولية، وأن يكون – على الأقل- توجههم ورؤاهم تجاه كل القضايا السياسية واضحة ومباشرة دون لبس أو تدليس أو مراوغة، فالمرحلة هكذا تقتضي أن يكون الأسود أسود والأبيض أبيض، أما خلط الألوان والضبابية فهي تعني شيئاً آخر تدركه عناصر وأقطاب" المشترك" جيداً قبل غيرها.