اجتماعات متواصلة يعقدها مشائخ ووجهاء وأبناء مديرية صعفان بمحافظة صنعاء منذ جريمة اغتيال الشيخ فؤاد محمد بشر في 17/8/2009م.. مرتقبين وبصبر كبير ما ستفسر عنه تحقيقات الجهات الأمنية في هذه القضية. وتواصلاً للتحركات السلمية نفذ أبناء الدائرة (220) بمحافظة صنعاء، اعتصاماً سلمياً ظهر الأحد الماضي أمام ساحة مجلس الوزراء، مؤكدين مواصلة تحركاتهم على أعلى المستويات وتنفيذ العديد من الاحتجاجات السلمية درءاً للفتنة وحرصاً على عدم إراقة الدماء. وقال أبناء صعفان إنهم لا يريدون سوى العدالة وظهور الحقيقة في كشف الجناة ومن يقف وراء اغتيال الشيخ فؤاد بشر، متمنين أن تأخذ الحكومة مطالبهم محمل الجد وألا تجبرهم على اتباع اساليب أخرى يعملون على تحاشيها منذ العثور على الشيخ فؤاد بشر مقتولاً في منزله في ظروف غامضة. المسيرة التي نفذها المئات من مشائخ ووجهاء وأبناء مديرية صعفان ظهر الأحد بدأت من ميدان التحرير وانتهت أمام مجلس الوزراء والاعتصام هناك نحو ساعتين.. لم تسفر عن شيء سوى السماح للجنة من خمسة اشخاص الدخول إلى مقر الحكومة وتقديم رسالة تحدد مطالبهم.. غير ان اللجنة فشلت في الالتقاء بالمسؤولين في الحكومة رغم تواجد عدد منهم وعلى رأسهم وزير الداخلية، الذي خرج أمام الاعتصام ولم يعرهم أي اهتمام.. الأمر الذي زاد من غضب المعتصمين واعتبروا قيام مكتب الأمن في مجلس الوزراء باستلام رسالتهم وتسليمها لرئيس الوزراء حيلة لتفريق الاعتصام.. ما جعلهم يكررون تحذيرهم من تخاذل الجهات الأمنية في كشف الجناة.. والذي قد يلجئهم إلى اتباع أساليب أخرى مفتوحة ستتسبب في تعكير صفو الأمن والاستقرار. وتأتي تحذيرات أبناء صعفان من تمييع القضية بعد توارد معلومات حول محاولة البعض اهمال معلومات هامة "أثناء التحقيقات الأولية" مع عدد من المتهمين والشهود في هذه الجريمة الارهابية البشعة.. وكون المتهمين الرئيسيين فيها ينتمون إلى اجهزة الأمن، وسبق ان حاول البعض في قسم حمير الذي تولى التحقيق الأولي في الجريمة منطقة آزال القريبة من منزل الشيخ فؤاد بشر تحويل الجريمة من اغتيال إلى انتحار.. وهو ما فنده تقرير الطبيب الشرعي. وجاء في تقرير الدكتور عبدالكريم الهلمي – اخصائي الطب الشرعي والنفسي بمكتب النائب العام – الذي قام بتشريح جثة الشهيد فؤاد بشر، بناءً على طلب نيابة الأمن والبحث بالأمانة "إنه ومن خلال الكشف الظاهري وتشريح جثة المجنى عليه فؤاد محمد محمد بشر تبين الآتي: 1 - إنه قد تعرض لمقذوف ناري واحد اتخذ من وحشية الصدر الأيمن مدخلاً له مخترقاً تجويف الصدر وسكن بداخل العضلات بأعلى الجهة الداخلية للوح الكتف الايسر (وقد تم استخراجه) وقد كان الاطلاق من مسافة جاوزت مدى الاطلاق القريب، والاتجاه من اليمين إلى اليسار وبمسار مائل من اسفل إلى أعلى، والذي أدى إلى تهتك الاحشاء الصدرية والنزف ثم الوفاة. 2 - ان السجمات المشار اليها بالكشف الظاهري برقم (2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10) هي اصابات حيوية سطحية ناتجة عن أدوات راضة أيا كان نوعها". وأكد القرار الطبي الشرعي الخاص ان سبب الوفاة المقذوف الناري سالف الذكر وما نشأ عنه من مضاعفات. عشرون يوماً مضت على جريمة اغتيال الشيخ فؤاد محمد بشر وحتى اللحظة ما زال رجال البحث الجنائي بأمانة العاصمة يحققون في القضية مع تسعة من المتهمين، فيما لا يزال آخرون طلقاء، رغم تأكيدات العميد رزق الجوفي مدير مباحث الأمانة بأن خيوط وملابسات الجريمة بدأت في الوضوح وأن التوصل إلى المجرمين مرتكبي الجريمة البشعة صار وشيكاً. وفي الوقت الذي هدأت فيه تأكيدات مدير مباحث الأمانة بدنو لحظة اتضاح الجناة، براكين الغضب التي تملأ اجساد أبناء صعفان وتوشك على الثوران في أية لحظة إلا ان علامات الاستفهام لا زالت ترتسم وبوضوح. حول استمرار الحزب الحاكم في الصمت تجاه هذه الجريمة البشعة التي طالت أحد قياداته الناشطين ورئيس فرع المؤتمر بمديرية صعفان لنحو عشر سنوات، وابن شقيق الشيخ عبده محمد بشر – عضو البرلمان عن الحزب الحاكم- الذي لم يستبعد ان تكون مواقفه في البرلمان وعوامل سياسية أخرى "لم يحددها" سبباً في اغتيال ابن اخيه. تقرير الطبيب الشرعي الصادر بتاريخ 25/8/2009م كشف عن حدوث اصابات حيوية في جسد الشهيد فؤاد بشر ناتجة عن أدوات راضة.. الأمر الذي يؤكد تعرض الشيخ الشهيد لعملية اعتداء بشعة قبيل اطلاق النار عليه، حيث جاء في تقرير الطبيب الشرعي بعد الكشف الطبي الظاهري على الجثة وجود الآتي: 1 - مدخل لمقذوف ناري بيضاوي الشكل ومحاط بطوق سجمي يقع على وحشية الصدر الأمين "على خط الوسط الأبطي" ابعاده "1× 0.5سم" ويبعد عن قام القدم الأيمن (127 سم) ولا يوجد مخرج للمقذوف الناري "مقذوف ناري ساكن". 2 - سجمات صغيرة عدد 4 مستديرة الشكل ومتقاربة من بعضها تقع على الكتف الايمن ابعادها "5×5" ، "2×1" ، "2×2"، "3×2"ملم. 3 - سجمتان صغيرة على الكتف الايسر أبعادها "2×2"، "3×2"ملم. 4 - سجمة صغيرة على الخد الايسر ابعادها "3×2" ملم. 5 - سجمات صغيرة دائرية الشكل على العضد الايسر. 6 - سجمة كشطية تقع بأسفل وحشية العضد الايسر ابعادها "3×1.5" سم. 7 - سجمة باسفل ظاهر الساعد الأيمن ابعادها "7×3"ملم. 8 - سجمة على الجهة الامامية للركبة اليسرى وأخرى على الجهة الخارجية لنفس الركبة. 9 - سجمة على الجهة الخارجية للوح الكتف الأيسر. 10 - سجمات صغيرة على الظهر الأيسر. ويؤكد الشيخ عبده محمد بشر – عم الشيخ الشهيد فؤاد بشر- ان عملية الاغتيال لابن اخيه تمت خارج المنزل وقد تم نقله إلى داخل المنزل بعد ان أصيب بطلقة نارية تحت الابط الايمن من مسدس. وعزز من ذلك تقرير الطبيب الشرعي بمكتب النائب العام الذي أشار إلى انه ومن خلال عمل اشعة سينية للصدر والبطن بينت وجود المقذوف الناري الساكن بمنطقة الكتف الايسر "فوق الترقوة وخلف الضلع الأول وبأعلى الجهة الداخلية للوح الكتف الايسر" للمجنى عليه فؤاد محمد بشر.. وبتحسس الجزء العلوي من الظهر أمكن جس المقذوف الناري الساكن بداخل الانسجة تحت الجلد بأعلى الجهة الداخلية للوح الكتف الايسر، وبفتح الجلد والانسجة تحته وجد المقذوف الناري ساكناً بداخل انسجة العضلات، مع وجود انسكابات دموية بداخل تلك الانسجة.. وقد تم استخراجه "مقذوف ناري كامل رأسه بيضاوي غير مدبب". ويرجع أبناء مديرية صعفان خشيتهم من تساهل الجهات الأمنية في الوصول إلى الجناة بورود معلومات تفيد بأن الشيخ فؤاد بشر سبق ان تعرض لتهديدات بالقتل والتصفية الجسدية من قبل اشخاص بينهم جيران لمنزله الكائن في ظهر حمير المجاور لمنطقة آزال بالامانة، وانه قام بابلاغ الجهات الأمنية بتلك التهديدات في حينها.. ولكن تلك البلاغات ذهبت أدراج الرياح. إشادات كثيرة بجهود مدير عام البحث الجنائي بالامانة العميد رزق الجوفي ورجاله في كشف غموض هذه الجريمة الإرهابية، إلا أن المعلومات الواردة إلى أبناء تشير إلى حدوث بعض التساهل في إجراءات البحث الجنائي مع المتهمين من خلال عدم منع الزيارات عنهم وخصوصا المتهمين الرئيسيين في جريمة الاغتيال، وعدم متابعة بقية المتهمين الذين مازالوا طلقاء حتى اللحظة. - لماذا لم يصدر عن الحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام" أي بيان كون الشهيد أحد قياداته ومن أبرز الناشطين فيه، حيث كان رئيساً لفرع مديرية صعفان نحو عشر سنوات؟ - ما سر بقاء عدد من المشتبه بضلوعهم في الجريمة طلقاء ولم يتم استجوابهم؟ - هل يعقل أن تنفذ جريمة بالقرب من منطقة آزال الأمنية، دون أن يسمع صوت رصاص الغدر والإرهاب التي أزهقت روحاً بريئة؟. - أين موقع الدافع السياسي في إعراب هذه الجريمة الشنعاء؟ - هل تبذل الأجهزة الأمنية، جهوداً مضاعفة لقطع دابر فتنة لا تحمد عقباها، خصوصا وأن مئات المواطنين مستمرون في التوافد إلى العاصمة؟ - أين ذهبت بلاغات الشيخ الشهيد بتلقيه أكثر من تهديد بالقتل؟