"غولابي غانغ" هو اسم عصابة نسائية شهيرة في الهند ويعني "عصابة الساري الوردي".. هذه العصابة تشكلت في ولاية أوتار برادش احدى أفقر المناطق في الهند، وتتميز بأن اعضاءها من النساء، وكلهن اخترن اللون الزهري لثياب "الساري" التقليدية التي يرتدينها.. لكن هذه العصابة لا تلجأ إلى العنف، إنما على العكس تتصدى لمن يزاولونه، لا سيما الرجال الذين يضطهدون زوجاتهم أو قريباتهم أو عاملاتهم. وتقول "سامبات بال ديفي" زعيمة هذه العصابة ومؤسستها عام 2007م إن الشرط الوحيد للعضوية ان ترتدي العضوة اللون الوردي.. مضيفة بأنها اختارت اللون الوردي لأنه ليست فيه اشارة إلى أي حزب أو توجه ولا تريد ان توصف حركتها بأنها سياسية. وتعمل هذه العصابة على مساعدة المظلومين لا سيما من النساء، وتغدق النصح القضائي لهم وتتوسط لدى السلطات أو الاشخاص المعنيين أملاً في رفع ظلم ما أو حل مشكلة عائلية، ومعظم موكليها من الطبقات المصنفة (منبوذة) بحسب النظام الطبقي في الهند. والى جانب ارتداء الساري الوردي، تحمل كل متطوعة في هذه العصابة عصا خاصة، طبعاً بصورة رمزية وليس لتستخدمها فعلاً، وأحياناً تلوح النسوة عضوات عصابة "الساري الوردي" بعصيهن أمام زوج عنيف ما يثير هلعه إزاء إصرارهن وعددهن الذي يصل إلى الآلاف، فيرغمه ذلك على استعادة زوجته التي طردها أو الكف عن ضربها أو عن ترك أهله ينكدون حياتها وينكلون بها، فأسلوبهن قائم على التهديد باللجوء إلى الشرطة والسلطات القضائية. وهكذا فرضت نساء "الساري الوردي" انفسهن وأرغمن الآخرين على احترامهن.. وبقدر ما يشكلن ظاهرة مخيفة للسلطات خشية ان تتحول حملاتهن إلى عصيان مدني، فإن السلطات بالمقابل تنظر إلى بعض انجازاتهن بنوع من الارتياح، كونهن استطعن حل مشكلات عجزت السلطات نفسها عن حلها. وفي كل الاحوال أثبتت عصابة الساري الزهري التي تزداد شعبيتها يوماً بعد يوم، ان بامكان النساء تغيير الأمور فعلاً عبر عمليات سلمية دورية بسيطة، قريبة من الناس ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بواقعهم اليومي، وتسعى إلى تقديم حلول "محلية" عملية وملموسة، حالة بحالة، بعيداً عن التشريع والقضاء.