في المساحة الواقعة بين سوق ذهبان المجاور لجولة شارع عمران وبين حي السنينة بمحاذاة مستشفى آزال، تقع جمهورية اللواء المنشق علي محسن صالح – قائد الفرقة الأولى مدرع- والتي تمتد أيضاً باتجاه حي مذبح إلى ما بعد مكتب النائب العام وفي الجهة الأخرى تمتد إلى جامعة صنعاء والأحياء المجاورة لها. الزائر لجمهورية علي محسن الأحمر في شمال غرب أمانة العاصمة يجدها مختلفة تماماً عن بقية أحياء وشوارع أمانة العاصمة التي لم تطلها يد الجنرال ولم يبسط على شوارعها. ففي الشوارع الأخرى تجد الحياة طبيعية هادئة والناس يمارسون حياتهم بشكل طبيعي دون أية عراقيل أو منغصات.. وبمجرد ان تصل حدود جمهورية "محسن" خاصة من جهة سوق ذهبان أو جهة مستشفى آزال تجد الوضع مختلف تماماً عن السابق.. الحواجز الترابية تقطع الشارع والجنود ينتشرون بكثافة.. السيارات ترتص مشكلة طوابير طويلة كل منها ينتظر الخضوع للتفتيش حتى يسمح له بالمرور.. وفي كثير من الأوقات تغلق الحدود بالحواجز الترابية وتمنع السيارات من المرور بشارع الستين.. فتشعر وكأنك تريد العبور من "معبر رفح" على حدود غزة. وبعكس خطابات اللواء المنشق علي محسن وبياناته منذ أكثر من شهرين عن سلمية الثورة والصدور العارية وأن تأييده لما تسمى بثورة الشباب هو من أجل حمايتهم والحفاظ على سلميتهم، تجد الواقع مختلف تماماً.. حيث كان من المفترض ان يظل أفراد الفرقة حول ساحة اعتصام الشباب فقط دون ان يبسطوا على شارع الستين شمالاً وغرباً.. وبناء المتارس وانتشار عساكر الفرقة بذلك الشكل المفجع. في البداية قام علي محسن بعمل نقاط أمنية كثيرة لتفتيش السيارات المارة من شارع الستين وبعدها أنشأ عدة متارس على امتداد الشارع وفوق المباني المطلة على الشارع مثل مبنى مشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا وسكن سنان ابو لحوم ومبانيٍ أخرى لم يكتمل تشطيبها وفوق جسور المشاة.. ثم تطور الأمر خلال الاسبوع الماضي إلى حفر الأنفاق بشكل أثار الخوف والرعب في قلوب أهالي المنطقة واعتبروا ذلك استعداداً من علي محسن لحرب قادمة. ونقل مراسل "الجمهور" الذي تجول بكاميرته في "جمهورية شمال غرب الأمانة" عن عدد من الأهالي استياءهم الشديد من الانتشار العسكري لأفراد الفرقة بهذا الشكل وتحويل الشارع إلى خنادق ومتارس وجبهة حرب من الطراز الأول.. مستنكرين قيام الفرقة الأولى مدرع بالزج بصغار السن في أية مواجهات مسلحة قد تحدث.. حيث شوهد ضمن المتمترسين في شارع الستين عشرات الأحداث ممن لا تتجاوز اعمارهم (16 سنة) مرتدين زي الفرقة ويحملون الاسلحة الرشاشة. وبحسب مصادر "الجمهور" فان صغار السن هؤلاء تم تجنيدهم في الفرقة مؤخراً وانزلوا إلى الشارع دون اكتمال فترة تدريبهم وزاد هذا الأمر من مخاوف أهالي شارع الستين من حدوث انفجارات بسبب عدم خبرة المستجدين في الفرقة من صغار السن في التعامل مع القذائف والأسلحة الثقيلة وما قد ينتج عن ذلك من ضحايا أبرياء.. خصوصاً بعد حصول عدة انفجارات داخل معسكر الفرقة الأولى مدرع والتي كان السبب فيها عدم خبرة المستجدين وصغار السن في التعامل مع الأسلحة وأدى ذلك إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بين صفوف عناصر الفرقة، وسبق ان استنكرت منظمات محلية ودولية استغلال الفرقة الأولى مدرع والمعارضة اليمنية للأطفال والزج بهم في الصراعات المسلحة.